الرياضة

ملامح «مدينة الحجاج» تستقبل زوار القرية الأولمبية في لندن

ملامح «مدينة الحجاج» تستقبل زوار القرية الأولمبية في لندن

ملامح «مدينة الحجاج» تستقبل زوار القرية الأولمبية في لندن

في مشهد يؤكد أن العاصمة البريطانية استعانت بشكل أو بآخر بالخبرات السعودية في مجال إدارة الحشود خلال موسم الحج، تستقبل الخيام البيضاء المبنية على الطريقة التي تم بها بناء مدينة الحجاج في منى، زوار القرية الأولمبية التي ستستضيف بدءا من 27 تموز (يوليو) المقبل انطلاقة الألعاب الأولمبية 2012، في منطقة ستراتفورد شرقي لندن. استعانة لندن بالخبرة السعودية في إدارة الحشود خلال الحج لم تتم بصورة مباشرة، رغم تأكيد عدد من المسؤولين البريطانيين في وقت سابق من العام الجاري أن الخبرة السعودية في هذا الشأن مهمة وتستحق الإشادة، حيث تحيط الخيام البيضاء العربية مقر الاستاد الأولمبي ومركز الألعاب المائية والقرية الأولمبية، وهي مقر إقامة الرياضيين ومسؤولي الفرق، كمناطق انتظار وراحة وتوزيع. وهنا يؤكد لـ "الاقتصادية" ألن كولنز المسؤول عن قيادة العمل في هيئة التجارة والاستثمار البريطانية في دورة الألعاب الأولمبية، أن لندن أصبحت جاهزة بنسبة 92 في المائة للألعاب الأولمبية، وأن العوائد الاقتصادية المتوقعة خلال فترة الأولمبياد يمكن أن تتجاوز 21 مليار جنيه استرليني، فيما بلغ الإنفاق تسعة مليارات جنيه، منها سبعة مليارات إنفاق حكومي والبقية من القطاع الخاص. وبين كولنز أن الإنفاق الحكومي تركز على شرق لندن والمدينة الأولمبية حيث تم بناء نحو 2818 منزل جديد، فيما شاركت أكثر من 240 شركة بريطانية في عقود عمل خاصة بالألعاب الأولمبية، ونحو 5250 موظفا عملوا على تشييد الاستاد الأولمبي. #2# نيك بيرد الرئيس التنفيذي للمملكة المتحدة للتجارة والاستثمارUKTI، أكد من ناحيته لـ "الاقتصادية" أن لندن تسعى للاستفادة من الأولمبياد في جعلها منصة حقيقية لعرض الاقتصاد البريطاني على العالم ولربط الشركات البريطانية والقدرات التي وصلت إليها بنحو 4.5 مليار نسمة من سكان العالم، يتوقع أن يشاهدوا فعاليات الأولمبياد. وأضاف: "قمنا بإعداد برنامج مساعدة رجال الأعمال البريطانيين على تحديد فرص جديدة للتصدير، وتسليط الضوء على المملكة المتحدة بوصفها مكانا جاذبا للشركات العالمية التي تتطلع للاستثمار، وسوف نعمل سلسلة مبتكرة من البرامج لتسليط الضوء على أفضل الخبرات والمهارات البريطانية خلال فترة الأولمبياد". وقال بيرد: نحن نعمل مع شركاء مهمين للترحيب بالعالم في صيف لا مثيل له، وسوف تظهر العاصمة في أحسن الأحوال، مع متابعة المباريات الرياضية على الهواء مباشرة من دورة الألعاب والترفيه الحرة والمثيرة، وزاد "سوف يكون هناك أفكار جديدة للسياح وسكان لندن على حد سواء، إضافة إلى برنامج لم يسبق له مثيل من أحداث نخطط لها في كل جزء من المدينة". وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة التجارة والاستثمار في المملكة المتحدة أن الهيئة كان لها دور فاعل جذب 840 مشروعا استثماريا من الخارج خلال عام 2011، أي بزيادة قدرها 12 في المائة على العام السابق، كما ساعدت 24400 شركة في افتتاح فروع لها وخلق أو الحفاظ على 94598 وظيفة. وتابع "نحو 90 في المائة من عملاء هيئة التجارة والاستثمار أو الذين نقدم لهم الخدمات هم من الشركات المتوسطة والصغيرة، وفي عام 2010 بلغ مجموع صادرات المملكة المتحدة 44.1 مليار جنيه في حين بلغت واردات المملكة المتحدة 47.8 مليار جنيه استرليني". وبين بيرد أن المملكة المتحدة أكبر دولة مصدرة للمنتجات والخدمات الدفاعية، وفازت بنحو ستة مليارات جنيه من الأعمال الجديدة في عام 2010، وزادت حصتها من السوق العالمية للدفاع بنسبة 22 في المائة، مشيرا إلى أن أحد أبرز نجاحات الهيئة أخيرا هو إعلان البنك الزراعي الصيني ABC، أحد كبار البنوك في العالم، افتتاح فرع له في المملكة المتحدة، وهي إشارة لقوة العلاقات الاقتصادية والمالية بين البلدين. تقسيم لندن خلال الأولمبياد تم تقسيم مدينة لندن الكبرى إلى ثلاثة نطاقات، أولها النطاق الأولمبي حيث تم إنشاء المقر الأولمبي في منطقة ستراتفورد شرقي لندن، ويتضمن هذا المقر الاستاد الأولمبي ومركز الألعاب المائية والقرية الأولمبية، وهي مقر إقامة الرياضيين ومسؤولي الفرق، وثانيا النطاق النهري، ويتضمن خمسة مواقع رئيسة على امتداد نهر التايمز تشمل صالة O2 – التي عرفت سابقا باسم قبة الألفية، وأيضا مركز إكسل للمعارض، وثالثا نطاق وسط لندن، حيث توجد فيه المواقع بشكل رئيس في وسط وغرب مدينة لندن مثل استاد ويمبلي ومتنزه هايد بارك. كما سيقام عدد من الأنشطة الرياضية خارج مدينة لندن مثل سباقات التجديف والمراكب الشراعية التي ستقام في ويماوث في دورست على الساحل الجنوبي لإنجلترا. البيئة في أولمبياد لندن وضعت بريطانيا خططا لجعل الألعاب الأولمبية المقامة في لندن عام 2012 ألعابا أولمبية صديقة للبيئة، وتم تشكيل لجنة لندن 2012 الصديقة للبيئة في كانون الثاني (يناير) 2007 لضمان أن تكون الألعاب الأولمبية في لندن الأكثر نظافة بيئيا في التاريخ. ومن تلك الخطوات التي تم القيام بها لتحقيق هذا الهدف استخدام معدات منخفضة الانبعاثات الكربونية في بناء المقر الأولمبي والمواقع التابعة له، إنتاج أقل قدر ممكن من النفايات خلال مراحل الإنشاء، استخدام المصادر البيئية، تحسين الحياة الصحية والحث عليها، العمل مع السكان داخل منطقة المقر الأولمبي الحديث وحوله. وفي هذا الإطار قال جريث ونن، مدير مشاريع الألعاب الأولمبية في شركة "آي دي إف" للطاقة وهي واحدة من كبريات شركات الطاقة في بريطانيا وأكبر منتج للكهرباء منخفضة الكربون، إلى جانب كونها الشريك الرسمي والمزود الرسمي للكهرباء الأولمبية "لندن 2012": سنعتمد تقنيات وحلول طاقة هي الأولى من نوعها في العالم خلال أولمبياد لندن المقبلة، نريد أن نخدم الأجيال". المواصلات في الأولمبياد تتميز شبكة المواصلات العامة في لندن بكفاءتها الاقتصادية والبيئية، ورغم ذلك سيتم اتخاذ مزيد من الإجراءات لضمان وصول المتفرجين إلى مواقع الألعاب في الوقت المناسب وبدرجة مقبولة من الراحة. كما تم دعم البنية التحتية للمواصلات العامة في لندن بامتداد خط شرق لندن لقطارات الأنفاق. كما تم اتخاذ عدة إجراءات لرفع كفاءة السكك الحديدية الخفيفة DLR، إلى جانب وضع خطط لإنشاء خدمة قطار مكوكي سريع - أطلق عليه اسم قطار جافلين الأولمبي - لنقل الركاب من محطة قطارات سانت بانكراس الدولية (التي ينطلق منها قطار يوروستار) إلى المقر الأولمبي. كما تم توفير عدد من المواقع المخصصة لصف السيارات وركوب الحافلات على طول الطريق M25 (الطريق الدائري السريع الذي يحيط بمدينة لندن الكبرى)، مع استخدام المركبات قليلة الانبعاثات الكربونية في النقل. أوليات في أولمبياد لندن في عام 2012 ستكون لندن أول مدينة تستضيف دورة الألعاب الأولمبية الحديثة ثلاث مرات (1908 و1948 و2012)، كما أن دورة لندن 2012 هي أول دورة تصب تركيزها على الوصول إلى مقار المسابقات باستخدام وسائل النقل العام والمشي وبالدراجة الهوائية، بحيث تستغرق رحلة قطار جافلين السريع الجديد من محطة كينغز كروس إلى محطة ستراتفورد إنترناشونال سبع دقائق فقط، ويحمل ما يصل إلى 25 ألف راكب في الساعة من وسط لندن إلى المتنزه الأولمبي. دورة لندن 2012 هي أيضا أول دورة للألعاب البارأولمبية تقام في لندن، إذ كانت أول دورة رسمية للألعاب البارأولمبية، التي لم تعد تشمل المصابين في الحروب فقط، قد أقيمت في روما عام 1960، دورة لندن 2012 هي أول دورة دُمِج التخطيط للألعاب الأولمبية والبارأولمبية فيها تماما منذ البداية، ما يعكس عزم بريطانيا على اتباع معايير جديدة في الخدمات والمرافق والفرص المتاحة لذوي الإعاقات. كما أن دورة لندن 2012 هي أول دورة أولمبية صيفية تحسب حجم التلوث البيئي بالكامل، كما تأمل أن تحقق رقما قياسيا عالميا جديدا بعدد الأشخاص الذين يعادل التلوث البيئي الناتج عن رحلتهم لحضور هذا الحدث الرياضي ما تم اللجوء إليه لأجل الحفاظ على البيئة في المتنزه الأولمبي. المتنزه الأولمبي هو أول وأكبر متنزه جديد في أوروبا منذ 150 سنة. وتم فيه تحويل الأراضي الملوثة إلى طبيعتها الأصلية من نهر ومنطقة أراضيها مشبعة بالمياه لتعود إليها الحياة البرية، كما أن دورة لندن 2012 هي أول دورة أولمبية تعرض ترك إرث دولي من خلال وعدها باستغلال قوة الألعاب الأولمبية لتتواصل عبر الرياضة مع صغار السن، وقد منح برنامج الإلهام الدولي هذه الفرصة لما يفوق 12 مليون طفل في 19 دولة. كان أول مقر أساسي تم إنجاز بنائه في المتنزه الأولمبي هو مضمار سباق الدراجات، حيث أنجز بناؤه في الموعد المحدد وضمن حدود الميزانية المحددة، فيما الاستاد الأولمبي هو أول ستاد يستوعب 80 ألف متفرج رغم أن وزنه خفيف جدا وتأثيره في البيئة قليل أيضا، حيث استخدم في بنائه أقل من عشرة آلاف طن من الحديد فقط.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة