منوعات

جداول تنشر "يوميات الدبدبة" ليوسف ياسين وتحقيق قاسم الرويس

جداول تنشر "يوميات الدبدبة" ليوسف ياسين وتحقيق قاسم الرويس

يتوفر حاليا في جناح دار جداول للنشر والترجمة في معرض الرياض كتاب فريد في بابه، كتبه المستشار السياسي يوسف ياسين عن يوميات الدبدبة، وقام بتحقيقه ومراجعته المحقق الباحث قاسم الرويس، ويعتبر هذا الكتاب إضافة مميزة للتاريخ السعودي الحديث، حيث تم من خلاله تدوين يوميات آخر معارك التوحيد والتأسيس، وتعتبر الدبدبة هي المعركة الوحيدة التي تم تدوين أحداثها. يقول الناشر في كتابه تعتبر السنوات 1346هـ و1347هـ و 1348هـ من أحرج السنوات في تاريخ الدولة السعودية الحديثة بسبب الفتن الداخلية التي تأججت بعد اختلاف الملك عبدالعزيز مع الإخوان ورغم انتصار الملك عبدالعزيز على الخارجين عن طاعته منهم في معركة السبلة الشهيرة سنة 1347هـ إلا أنها لم تكن كافية للقضاء على الفتنة داخل بلاده حيث ظهرت بعد ذلك أيادٍ خارجية استغلت هؤلاء الإخوان الموتورين لزعزعة أمن البلاد وضرب استقرارها فأصبحت الحدود المتاخمة للأراضي السعودية ملاذًا لأولئك، فزحف الملك عبدالعزيز بجيش جرّار سنة 1348هـ إلى الحدود الشمالية لبلاده مخترقًا الدهناء والصمان للقضاء على فلول الإخوان الخارجين على طاعته فكان له ما أراد وسُمّيت هذه السنة (سنة الدبدبة) وسُمّيت الغزوة (مغزى الدبدبة) إشارة إلى الموقع الجغرافي الذي حدثت فيه أكثر الوقائع، ويجد القارئ في هذه المذكرات اليومية التي سجلها أحد المشاركين ثم نشرها باسم مستعار توثيقًا لجميع ما جرى في هذه الغزوة من تحركات وأحداث ومراسلات ومعارك مع توضيح لما سبقها من ملابسات وما تبعها من تطورات إضافة إلى الاستطرادات التاريخية والجغرافية والأدبية والاجتماعية الأخرى، ومن هنا تكتسب هذه المذكرات أهميتها كتاريخ لحظي مدوّن أو شهادة فورية موثّقة خاصة بعد كشف الاسم الحقيقي لكاتبها وتحقيقها في هذا الكتاب مما يجعلها من أهم المصادر لتتبع الأحداث التاريخية في تلك الفترة من خلال مشاهدات وروايات رجل كان بموقع المسؤولية في تلك الأيام، خاصة في ظلّ الحساسية التي يتعامل بها معظم الباحثين السعوديين مع مسألة الإخوان التي تُعتبر جزءًا من تاريخ الملك عبدالعزيز. ورغم أن المذكرات تشكّل مادة ثرية لكتابة التاريخ، فما تزال ثقافة كتابتها غائبة عن الفكر الجمعي السعودي وهو الأمر الذي فقدت معه شهادات المشاركين في الأحداث من كبار القيادات السياسية والإدارية والعسكرية فطوى الموت صفحاتهم في الأجداث في حين كان الواجب يقتضي تخليدها في كتاب التاريخ السعودي، فلعل نشر هذه المذكرات يوحي للأحياء من أولئك بدور الكتابة في حفظ التاريخ، ويساهم في رفع درجة الوعي بأهمية المذكرات بصفة عامة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات