FINANCIAL TIMES

الفضائح توتر العلاقات في بيت مردوخ

الفضائح توتر العلاقات في بيت مردوخ

حين ترقى جيمس مردوخ من إدارة شبكة سكاي برودكاستِنْج BSkeyB ليتولى الإشراف على جميع أقسام نيوز كورب في أوروبا وآسيا عام 2007، كان يتمتع بسمعة حسنة باعتباره واحداً من ألمع التنفيذيين في قطاع الإعلام في لندن، بصرف النظر عن الدور الذي يلعبه اسم عائلته في حصوله على المنصب. وكانت مجموعة نيوز إنترناشونال في ذلك الحين تبدو أقل الأقسام إثارة للاهتمام في المنطقة التي تولى الإشراف عليها. لكن حين كانت محصلة ثمانية أشهر من الاتهامات بالفساد في الصحف البريطانية هي أن يتخلى الأسبوع الماضي عن رئاسة مجلس إدارة المجموعة، بدا الضرر الذي أصاب سمعته واضحاً تماماً. كان الابن الثاني لروبرت مردوخ مصراً على موقفه من أن أحداً لم يطلعه على أن التنصت على الهواتف كان واسع الانتشار في صحيفة نيوز أوف ذي ويرلد. لكن مغادرته للمجموعة لن تجعله معزولاً عن التحقيقات التي تجري بخصوص الفضيحة البريطانية، التي يتوقع لها أن تمتد إلى عام 2013. ومن المتوقع خلال فترة قصيرة أن يَصدُر تقرير اللجنة المختارة في مجلس العموم لشؤون الإعلام، وكان مؤلفو التقرير يتجادلون حول اللغة التي ينبغي استخدامها بخصوص جيمس. ومن الممكن في حالة كون الحكم الذي يصدره النواب انتقادياً، أو في حالة ظهور اتهامات جديدة نتيجة للتحقيقات الأخرى الجارية حالياً، أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الأضرار الدائمة لسمعة جيمس. وحتى دون حدوث ذلك، فإن طريقة جيمس في التعامل مع الفضيحة وموقفه المتطرف والمتشدد كان السبب في أنه فقَدَ كثيرا من المساندين. فقد أدت هجماته على الأجهزة التنظيمية البريطانية وهيئة الإذاعة البريطانية إلى أن تخسر نيوز كورب الكثير من الحلفاء في لندن حين أطلقت عرضها لشراء كامل أسهم شركة BSkeyB في عام 2010، كما يقول زملاء سابقون لجيمس، وشجعت على التمحيص الذي أدى إلى كشف النقاب عن فضيحة التنصت في الصيف الماضي. ويقول أشخاص مقربون من الشركة إن الابتعاد عن الصحف البريطانية كان قراراً منطقياً بعد أن عُين جيمس في منصب نائب كبير الإداريين التشغيليين في مقر نيوز كورب في نيويورك في السنة الماضية، وأضافوا أن هذا يعطيه الحرية في التركيز على نقاط قوته، وهي الشركات العاملة في مجال التلفزيون بالاشتراك في قسم سكاي دويتشلاند (في ألمانيا) وشبكة ستار تي في Star TV في آسيا. وكان من الممكن مع ذلك أن يؤدي النجاح في هاتين الشركتين إلى استعادة المكانة التي كان يتمتع بها حتى تموز (يوليو) من السنة الماضية، باعتباره الوريث المفترض لوالده. وقال أحد الزملاء المقربين من جيمس هذا الأسبوع، في معرض حديثه عن حصة نسبتها 40 في المائة تملكها عائلة مردوخ في أسهم الشركة، والتي تخولها حق التصويت: ''هل من الممكن أن يعود إلى الظهور في الصورة خلال خمس أو عشر سنوات؟ هذا أمر لا يعلمه أحد حين يتعلق الأمر بمجموعة نيوز كورب''. والدور الجديد الذي يضطلع به جيمس يفرض تحدياته الخاصة به. ''فإذا ترقى روبرت ليصبح رئيس مجلس الإدارة ويتولى تشيس كيري (كبير الإداريين التشغيليين حالياً في نيوز كورب الذي يحظى باحترام واسع) منصب الرئيس التنفيذي، فما الذي يمكن فعله في هذه الحالة مع جيمس؟''، كما يتساءل الزميل المقرب. إن ترقيته ليتولى منصب كبير الإداريين التشغيليين يمكن أن تشعل فتيل مواجهة جديدة مع المساهمين المستقلين. كذلك أثارت أحداث الأسبوع الماضي من جديد مسائل حول دور جيمس في منصبه رئيسا لمجلس إدارة BSkeyB. ففي الأسبوع الماضي قال كرِسبِن أودي، الذي يمتلك 2.7 في المائة من أسهم BSkeyB وكان في السابق متزوجاً من برودنس، أخت جيمس غير الشقيقة، إنه ''بدأ يشعر'' وكأن جيمس سيفقد كذلك دوره في BSkeyB. كذلك أدى خروج جيمس من نيوز إنترناشونال إلى إثارة تكهنات حول خطط العائلة في الميراث. فقد أدى الغضب الكبير على مدى الأشهر الثمانية الماضية إلى حدوث توتر في العلاقات بين جيمس ولاكلان ـ الابن الأكبر لروبرت ـ وأختهما إليزابث، وفقاً لأحد الأشخاص المقربين من الإخوة الثلاثة. وظهر لاكلان إلى جانب روبرت مردوخ في غرفة الأخبار في ''الصن'' في الشهر الماضي، رغم أن مقر عمله في أستراليا وليس له دور في الصحف البريطانية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES