Author

أسرار خطوط «إير آسيا» (1 من 3)

|
خطوط آسيا ''إير آسيا'' ناقل جوي ماليزي قاعدته الرئيسة في مطار كوالالمبور الدولي ويعمل من الصالة الاقتصادية. تسير ''إير آسيا'' رحلات مجدولة إلى المئات من الوجهات في 25 دولة. هذه الخطوط المتوسطة الحجم كبيرة الأداء، استطاعت الهيمنة على جائزة أفضل ناقل جوي اقتصادي منذ عام 2007 التي تمنحها منظمة سكاي تراكس الموثوقة في صناعة النقل الجوي. كما أنها الخطوط الجوية الأولى في العالم من حيث الوصول إلى أقل تكلفة تشغيلية للطائرات. أتيحت لي فرصة التعامل مع ''إير آسيا'' الأسبوع الماضي وتجربة ثلاث رحلات لها مختلفة الوجهات ولقاء عينات مختلفة من القوى البشرية التي تدير هذه الخطوط المبهرة، التي أتمنى أن يوجد لها فرع في منطقتنا لما سيكون لها من نتائج تنموية اجتماعية واقتصادية. عوامل وأسرار نجاح هذه الخطوط كثيرة، بعضها قابل للتطبيق في منطقتنا وبعضها غير قابل بسبب طبيعة المناخ الاستثماري في صناعة النقل الجوي، حيث تفشي الاحتكار وغياب الشفافية في كثير من الاستثمارات كتراخيص الخطوط الجديدة وامتياز المناولة الأرضية ومبادرات استثمار مرافق المطارات. أول عامل في نجاح هذه الخطوط، الذي يظهر جليا، الإنتاجية العالية للقوى البشرية ابتداء من التنفيذيين مرورا بالأطقم الجوية إلى الأطقم الأرضية. قد لا تكون لوائح الوصف الوظيفي وإجراءات العمل وحصص ساعات العمل القصوى في ''إير آسيا'' تختلف عن مثيلاتها في منطقتنا، لكن هناك فرقا هائلا في الإنتاجية. هذا الفرق الهائل له انعكاسات إيجابية كثيرة على شركات الخطوط الجوية منها تقليل النفقات من خلال توظيف أعداد أقل لحجم المهام نفسه وإيجاد بيئة داعمة للإبداع والتطوير. مشكلة الإنتاجية في مجتمعنا عامة وليست في صناعة النقل الجوي فقط وهي معقدة ومتشعبة وحلها يتطلب حلول كثير من الأسباب المتعلقة بها كمخرجات التعليم والتدريب، تدني الرواتب، السلوك الإنساني ... إلخ. بيئة العمل الإدارية في هذه الشركة تعكس حقيقة منهجية الفريق الواحد حيث لا توجد لديهم حواجز (تخطي المراجع)، ما جعل الجميع في مرتبة معنوية واحدة. سلاسة وبساطة وسرعة إجراءات ركوب المسافرين في الطائرات مكنتها فعلا من الوصول إلى هدف العشرين دقيقة فقط لبقاء الطائرات في بوابات المطارات وما ينتج عن ذلك من زيادة عدد الرحلات.
إنشرها