Author

المجلس الأعلى لمدينة وعد الشمال

|
أتذكر قبل أكثر من 35 عاما عندما زرت ما يسمى اليوم الجبيل الصناعية، التي تعتبر أكبر مدينة صناعية في العالم في موقع واحد من دون مبالغة.. حينها كنت طفلا والصحراء تحف ذلك المكان إلا من مبان خشبية متنقلة، جزء منها للمكاتب والآخر للسكن.. وها هي الجبيل الصناعية اليوم تعد مفخرة ومعلما اقتصاديا يشهد له الداني والقاصي.. رحم الله خالد بن عبد العزيز الذي أقر هذا المشروع الجبار، ورحم الله فهد بن عبد العزيز الذي حول الحلم إلى واقع، وشكرا لمجموعة من شباب الوطن في ذلك الوقت لمساندتهم وجهدهم وبذلهم والمساهمة في تحقيق الحلم الذي نعيشه اليوم ونتباهى به في جميع المحافل الدولية. ها نحن اليوم نشهد على تاريخ مشرف يعيد نفسه من خلال الدعم الكبير الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ويسانده ولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبد العزيز، وإقرار مشروع جديد أصبح واقعا قبل أن يكون حلما وستراه الأجيال الحالية قبل المستقبلية، ألا وهو مشروع ''وعد الشمال للصناعات التعدينية'' في شمال الخير من بلد الخير، هذا المشروع الذي يمثل مبادرة مميزة جديدة من خادم الحرمين الشريفين، ويشكل نقلة نوعية في مسار تنويع القاعدة الاقتصادية في المملكة تعزز من خلالها توثيق انتمائها بالعصر الصناعي العالمي، ولم يقف هذا المشروع عند هذا الحد، إنما تعداه بتوجيه القائد الفذ بربط مدينة ''وعد الشمال'' للصناعات التعدينية بسكة حديد الشمال – الجنوب وتزويدها بالمقطورات المناسبة، لنقل حامض الفوسفوريك والكبريت الخام ومنتجات المشاريع الأخرى من مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية وإليها، وكذلك إنشاء محطة للركاب في تلك المدينة، وبالتالي تحويل الميزات النسبية لهذه المناطق إلى ميزات تنافسية تعمل على تطوير الاستثمار وزيادة معدلاته، وصولا إلى تحقيق التنمية المتوازنة بين مناطق المملكة. إننا جميعا نتمنى أن يتم استنساخ مثل هذه المشاريع الجبارة استنادا إلى الميز النسبية في مناطق المملكة كافة من جانب، ومن الجانب الآخر فيما يخص مدينة وعد الشمال فأحلم أن أرى تكاملا بين هيئة المدن الصناعية وفلسفتها في دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة التي تعد المكمل لمثل هذه المشاريع وعصب الاقتصادات، والاستفادة من أنظمة الهيئة الملكية في البناء والسلامة والبيئة ووزارة البترول والثروة المعدنية في توفير اللقيم المطلوب للطاقة ودعم وزارة المالية من خلال اعتماد التمويل اللازم ووزارة العمل من خلال تبني إعداد الشباب المؤهل (يمكنها الاستفادة من خبرات كلية الجبيل الصناعية) وصندوق التنمية الصناعي باعتمادها كمنطقة أقل نموا في التمويل. ولو قبل كل ذلك اعتمد لها مجلس أعلى بقيادة وزارة التجارة والصناعة مكون من كل الجهات ذات العلاقة سيعطيها قوة ترسم الاستراتيجية وآلية تنفيذها، يسهل أي معوقات تواجهها ويدفع بتوطين التقنيات المكونة للمشاريع العملاقة والالتزام بقرار مجلس الوزراء والمؤكد عليه من وزير المالية بضرورة استخدام المنتج الوطني في بناء مثل هذه المدن ومشاريعها. وفي الختام.. لا نملك إلا الدعاء بأن تتحقق أحلامنا، التي بفعل التكاتف والتعاون تحول كثير منها إلى واقع ملموس وجنى خيراتها أبناء هذا الوطن، التي نسأل الله العلي القدير أن يحفظه من كل مكروه ويديم عليه استقراره.
إنشرها