موجة الغبار تكشف «ضبابية» في تطبيق قرار تعليق الدراسة

موجة الغبار تكشف «ضبابية» في تطبيق قرار تعليق الدراسة

كشفت موجة الغبار والأتربة وتردي الظروف المناخية صباح أمس، عشوائية في تطبيق نظام الصلاحية الذي أقرته الوزارة لمديري التعليم والمدارس، بينما قرر أولياء الأمور اتخاذ القرار بأنفسهم بعد تأخر إعلان ذلك رسميا، على الرغم من تحذيرات الأرصاد التي وصلت إلى اللون البرتقالي الذي يعني تحذيرا متقدما. وقرر عدد من مديري المدارس في الرياض تعليق الدراسة في مدارسهم، وخاصة أن مدارسهم سجلت غيابا جماعيا، وصل في بعضها إلى 100 في المائة، على الرغم من عدم وجود أي إعلان رسمي من وزارة التربية والتعليم بتعليق الدراسة. ورصدت ''الاقتصادية'' خلال جولة صباحية أمس في مدارس العاصمة غياباً جماعياً في بعض مدارس البنين والبنات، ووقوف معلمين على أبواب المدرسة لتوجيه أولياء الأمور بتعليق الدراسة، إضافة إلى دخول أولياء أمور في نقاشات مع بعض مديري المدارس بسبب العشوائية في آلية اتخاذ قرار تعليق الدراسة. وكشفت جولة ''الاقتصادية'' عدم وضوح الرؤية عند عدد من مديري المدارس، بالنسبة لتعليق الدراسة، فالبعض منهم اتخذ قرار التعليق بعد الفجر، وقام بإرسال الرسائل لأولياء الأمور، والآخر انتظر واستقبل بعض الطلاب الحاضرين، ومن ثم صرفهم، بحجة تعليق الدراسة، لسوء الأحوال الجوية، دون إشعار أولياء الأمور. وفضل بعض أولياء الأمور تغييب أبنائهم عن مدارسهم، ومنحهم إجازة اضطرارية في ظل هذه الأجواء غير الصحية، خوفاً عليهم من موجة الغبار، خاصة المصابين بأمراض صدرية. وأكد أولياء أمور خلال حديثهم لـ ''الاقتصادية'' أنهم اضطروا إلى تغييب أبنائهم، وأنهم مارسوا صلاحياتهم للحفاظ على صحتهم، في ظل تردي الأحوال الجوية، وغموض الموقف من قبل الجهات ذات العلاقة في وزارة التربية والتعليم. وأشاروا إلى أن صمت بعض المسؤولين في البت في تعليق الدراسة في هذه الأجواء، أجبرهم على تغييب أولادهم. وأبدى الآباء تذمرهم من تردد الجهات ذات العلاقة بتعليق الدراسة من البت مباشرة في مثل هذه الأحوال الجوية، مشيرين إلى أن هناك عدم وضوح بين مديري المدارس ومديري التعليم، فمدير يعلق الدراسة، وآخر يتردد وهو في المنطقة نفسها. هنا تؤكد وزارة التربية والتعليم أنها منحت صلاحيات إلغاء اليوم الدراسي في الأحوال الجوية السيئة لإدارات التربية والتعليم ومديري المدارس، بناء على الحالة الجوية لكل منطقة. يقول لـ ''الاقتصادية'' محمد سعد الدخيني المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم، إن تعليق الدوام المدرسي في الحالات الطارئة، من الصلاحيات الممنوحة لمديري التعليم، ومنحت أيضاً لمديري المدارس أخيراً، فيما لا يتجاوز يوماً واحداً. وأشار إلى أن على إدارات التربية والتعليم في المناطق والمحافظات التي تتعرض لموجة الغبار ممارسة الصلاحيات المفوضة لمديري التربية والتعليم بتعليق الدراسة أو استمرارها، بعد التنسيق مع الجهات المعنية وفق ما تقتضيه الحاجة. وأوضح الدخيني أن إدارة المدرسة ومنسوبيها ملزمون بإبلاغ أولياء الأمور في حال تعليق الدراسة، مشيراً إلى أن تحذيرات الأرصاد تصل إلى الكل، ومطلوب من كل إدارة تعليم متابعة حالات الطقس، وتحذير المدارس في مثل هذه الأجواء، وأن ''التربية'' تتابع بشكل دقيق الأحوال الجوية في جميع مناطق السعودية. من جانبه، وجّه مدير عام الشؤون الصحية في منطقة الرياض الدكتور عدنان بن سليمان العبد الكريم إدارة الطوارئ في صحة الرياض بالتعميم على أقسام الطوارئ في جميع المستشفيات بالاستعداد الكامل وزيادة عدد الأطباء والممرضين في أقسام الطوارئ لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للمرضى بسبب موجة الغبار التي قد تصل الرياض. وأوضح أن صحة الرياض اتخذت جميع احتياطاتها لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، سواء الكبار في السن أو الصغار رغم ما قد تؤديه موجات الغبار من زيادة في أعداد المراجعين لهذه المرافق من مرضى الجهاز التنفسي وخاصة المصابين بمرض الربو. وأوضح د. العبد الكريم أن تأثيرات الغبار التي ستشهدها الرياض في الأطفال كبيرة خاصة أن ذرات الغبار المتطايرة في الجو والعالقة فيه تستنشق داخل الجهاز التنفسي وتمر عبر الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية والشعيبات الهوائية. وخلال مرورها على حسب حجم هذه الذرات فالأحجام الكبيرة تستقر في مقدمة أجهزة التنفس العليا خاصة الأنف والحنجرة، والأحجام الصغيرة تتعدى إلى داخل الجهاز التنفسي والقصبة الهوائية ثم إلى الشعيبات الهوائية الدقيقة. وحذر مدير صحة الرياض المصابين بمرض الربو اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة باستخدام الأدوية الوقائية والابتعاد قدر المستطاع عن المثيرات للحساسية وبعدم مغادرة المنزل بالنسبة لمرضى الربو والجهاز التنفسي في مثل هذه الأجواء إلا للضرورة، و اتباع إرشادات الطبيب بدقة، واستخدام الأدوية لتجنب الإصابة بالأزمات الربوية وفق إرشادات الطبيب وإغلاق النوافذ في المنزل جيدا. وفي المنطقة الشرقية، منعت قيادة حرس الحدود في المنطقة الشرقية أمس زوارق الصيد والنزهة الصغيرة من الإبحار بسبب سوء الأحوال الجوية التي تشهدها المنطقة حاليا والتي أدت إلى وقوع أكثر من 300 حادث مروري نتج عنها إصابة 15 ووفاة واحد. وقال العقيد خالد بن خليفة العرقوبي الناطق الإعلامي لحرس الحدود في المنطقة الشرقية، إنه حفاظا على سلامة الصيادين والمتنزهين فإن القيادة منعت زوارق النزهة والصيد الصغيرة من الإبحار، في حين سمح للزوارق الكبيرة بالإبحار لقدرتها على تحمل تقلبات الطقس. وأضاف أن قرار المنع والسماح يترك للقيادات الميدانية خاصة أن امتداد الساحل الشرقي يعتبر شاسعا حيث يبلغ أكثر من 700 كيلو متر. إلى ذلك، أبلغ '' الاقتصادية'' مصدر مطلع في مرور المنطقة الشرقية عن وقوع نحو 300 حادث مروري، نتجت عنها إصابة 15 شخصا وحالة وفاة واحدة على طريق أبو حدرية - الدمام. وأوضح مصدر آخر أن المستشفيات الحكومية والأهلية في الشرقية استقبلت خلال الأيام الثلاثة الماضية أكثر من 450 حالة تعاني الربو والحساسية، حيث تم تنويم 25 من هذه الحالات. من جهته، منح الدكتور عبدالرحمن المديرس مدير إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية مديري ومديرات المدارس صلاحية تعليق الدراسة في مدارسهم عند الحالات الطارئة مثل وجود حريق أو هطول أمطار غزيرة تهدد سلامة الطلاب والطالبات، وذلك بناء على مرئيات وتقارير مقنعه ترفعها إدارة المدرسة لمكتب الإدارة العامة للتربية والتعليم. وقال الدكتور المديرس إن تعليق الدراسة بسبب الأحوال الجوية من صلاحية مدير التربية والتعليم فقط كون هناك تواصل بين الإدارة وهيئة الأرصاد وحماية البيئة والدفاع المدني حول الأجواء التي تشهدها المنطقة. وأكد استمرار الدراسة اليوم وغدا إلى حين ورود توجيهات من ''الأرصاد'' أو ''الدفاع المدني'' والتي على ضوئها يتم إصدار قرار استمرار الدارسة أو تعليقها. من ناحيته، قال لـ''الاقتصادية'' نعيم النعيم مدير ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام إن الحركة الملاحية في الميناء توقفت منذ فجر أمس بناء على توجيهات الأرصاد وحماية البيئة والدفاع المدني. وأضاف أن هناك أربع سفن قادمة للميناء ظلت قابعة في البحر لحين تحسن الأحوال الجوية، أو ورود توجيهات لإدارة الميناء بالسماح بالرسو في الميناء، كما أن هناك سفنا كان من المفترض مغادرتها الميناء صباح أمس تم منعها حتى إشعار آخر حرصا على سلامة هذه السفن. وتوقع أن يسمح باستقبال السفن القادمة للميناء فجر اليوم في حال تحسن الأحوال الجوية. في المقابل، حذر العقيد منصور الدوسري الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، من موجة رياح على المنطقة قد تتسبب في وقوع حوادث مرورية وبعض الحوادث الأخرى من سقوط اللوحات الإعلانية وأعمدة الكهرباء، مطالبا الجميع بتوخي الحيطة والحذر عند المرور بجوار أو أسفل اللوحات الإعلانية أو أعمدة الإنارة وخاصة خطوط الضغط العالي.
إنشرها

أضف تعليق