Author

تربية أم إيذاء؟

|
حروق وتشوهات في يد طفلة الثماني سنوات، تلحظها المدرسة التي تدرس فيها طفلة في عفيف، فتقرر أن تمارس الستر وتتواصل مع المنزل، الذي يعد بعدم تكرار ذلك لكن الإيذاء يتكرر. هنا نحن أمام سؤال أخلاقي كبير: هل واجب مؤسسة تربوية أو مستشفى أو سواهما من المؤسسات الأخرى أن تمارس الستر تجاه حالات مثل هذه؟ تعرض الأطفال للإيذاء، إشكالية تتعلق بالفهم لمعنى الإيذاء، ومفهوم التعذيب، وجيلنا وأجيال أخرى كثيرة، لديه خلط كبير بين التربية والتعذيب. ذلك أن قانون "العصا لمن عصا" هو السائد. وثقافة المؤدب الحازم الصارم، تعيد تكييف ورطتنا مع الإيذاء، فنقع في الفخ دون أن نشعر بذلك. من المهم أن أكرر ما سبق أن ذكرته في مقالات أخرى، لا يوجد إنسان منزه عن الوقوع في فخ الإيذاء، لكن هناك إنسان يحاول أن يستحضر السلوك الواعي في تعامله مع الأطفال والأحداث سواء في المنزل أو المدرسة. في لبنان كان هناك طبيب أطفال متخصص في الأسنان يصفع طفلة لأنها كانت تبكي خوفا منه. نموذجان من هنا وهناك تكشف أن إشكالية التعذيب والإيذاء لا جنسية لها ولا مرتبة علمية. الأمر يرتبط بالضمير والوعي وتوخي الصبر ومحاولة معرفة متى يتحول السلوك التربوي إلى إيذاء وتعذيب. بعض المؤسسات الاجتماعية ثبت أنها تعرف عن بعض قصص الإيذاء، ومع ذلك تؤثر الصمت، لأنها تخشى أن يؤدي انكشاف الأمر إلى تشويه سمعتها. لا لوم عليهم. بل اللوم على الثقافة التي تتعامل مع الحقيقة باعتبارها: فضيحة.
إنشرها