سائق الرافعة يتحول إلى مالك لإحدى شركات الدعم اللوجستي

سائق الرافعة يتحول إلى مالك لإحدى شركات الدعم اللوجستي

عندما يتولد الطموح ويكون وقوده الإرادة والعزيمة للسير في الطريق المؤدي إلى الهدف المرسوم وفقا لدراسة وتخطيط، والاستفادة من تجارب السابقين، فإنه حتما ستتهاوى كل العقبات التي تقف كالجبال في طريق النجاح، بيد أنه في كل الأحوال لن يكون الوصول إلى الهدف عبر طريق مفروش بالورد لأن كل نجاح له ضريبة من التضحيات والصبر والجلد. وفي هذا الجانب قدمت غرفة الشرقية ممثلة بمركز المنشآت الصغيرة والمتوسطة مع مطلع الأسبوع الماضي، تجارب ناجحة لأربعة من رواد الأعمال منهم من بدأ من مرحلة الصفر، منهم من ترك وظيفة في مهمة ودخل في دائرة المغامرات في قطاع الأعمال. وكانت تجربة الشاب الطموح نايف ثلاب القحطاني الذي حصل على فرصة دراسة الدبلوم في اللغة الإنجليزية في المملكة المتحدة قد عاد في منتصف التسعينيات، وبحث عن وظيفة توفر له الاستقرار، ولكن كل الأبواب الوظيفية قد أوصدت في وجهه، قبل أن يجد قبولا في شركة DHL، التي يرأسها أحد (الخواجات) والذين كانوا يتوجسون من انضباطية الشاب السعودي في العمل، إلا أن نايف حمل على عاتقه أن يغير هذه النظرة، وأن يشق طريقه في العمل والقيام بأي مهام توكل إليه كخطوة أولى في مشواره العملي. وفي الوقت الذي باشر فيه نايف العمل تمت إحالته إلى قسم المستودعات كسائق رافعة، وكان ذلك يشكل تحديا كبيرا أمامه، أما القبول بالعمل أو أنه يؤكد النظرة السائدة عن الشاب السعودي، الذي لا يقبل العمل في هذه المهنة وخاصة أنه يحمل شهادة الدبلوم. مضى نايف قدما وتولى القيادة، كما سارع في إصدار رخصة قيادة رافعة وأثبت انضباطيته في العمل، لدرجة أنه لم يتخلف أو يتأخر يوما عن العمل، وهذا ما لفت انتباه رؤسائه في العمل، وأصبح موظفا مؤثرا في الشركة، قبل أن يهمس له المدير الإنجليزي، بأنه سيعده لتولي منصبه قبل رحيله إلى بلاده، وفعلا تولى مهام إدارة الخدمات اللوجستية في الشركة. وحيث إن هذه الخطوات التطويرية التي قادتها لتولي مناصب مهمة، كانت عاملا مهما في فتح آفاق واسعة أمامه في مجال الأعمال، بعد أن أصبحت لديه خبرة في هذا المجال. وبعد دراسة وجد أن السوق يستوعب الكثير من شركات الخدمات اللوجستية، ليتجه إلى العمل الخاص، ليضع أولى لبنات مشروعه الصغير، وكانت غرفة الشرقية ممثلة في مركز المنشآت الصغيرة والمتوسطة، أول من سارع لاحتضانه والاقتناع بمبادرته، وتقديم الدعم التمويلي والاستشاري، وهو ما قاده إلى امتلاك واحدة من أهم شركات الدعم اللوجستي وأصبحت من الـ 100 شركة الأكثر نموا في السعودية. واستطاع القحطاني أن ينافس شركات عالمية وتوقيع عقود كبيرة مع شركات مهمة لتوفير الحلول اللوجستية، بل أصبح محط أنظار الكثير من منظمي المنتديات والباحثين عن أصحاب التجارب الناجحة، مؤكدا أن طموحه لا يتوقف. في حين يمثل حسين العبكري النموذج الثاني، في التجارب الناجحة، وهو أحد المستفيدين من مركز المنشآت الصغيرة والمتوسطة في غرفة الشرقية. حيث استطاع بدعم ومتابعة من المركز أن يحظى بالدعم والاستشارة الأمر الذي جعله يتواصل بشكل مستمر مع المركز للاستفادة من قوته وعلاقاته والخبرة الميدانية والإدارية التي يملكها. وانطلق العبكري من حاجة المشاريع الحكومية لخدمات مثل تمديد شبكات الاتصالات وشبكات الكهرباء والأعمال الكهروميكانيكية وكذلك للأبراج التي تستخدم مثلاً في سلاح الحدود والدفاع المدني والشرطة متمسكا بالمتغيرات الدائمة لقطاع الاتصالات والاستفادة من الجديد. في حين تمثل تجربة المهندس أحمد عسيري نوعا آخر من المغامرة، كأن يستقيل من وظيفته في شركة أرامكو السعودية التي تمثل حلما لكثير من طالبي العمل، ويتجه إلى دهاليز قطاع الأعمال مبتدءا من الصفر، وبلور فكرته وانطلق بها نحو الأفق متمسكا بعزيمته وإرادته ومستندا على أدواته في العمل. انطلق أحمد من خلال فجوة في السوق تبحث عن الخدمات الهندسية التكاملية وبذلك لبى احتياج السوق ولكنه قدم تنازلات، مستفيدا من دعم واستشارات غرفة الشرقية، لينشئ شركة استشارية سعودية 100 في المائة بمسمى "أنظمة الخليج المتقدمة للتكنولوجيا GAP-Tech" تقدم دراسات فنية وأدوات برمجية ودراسات هندسية في الترشيد التكاملي للعمليات الصناعية وتخفيض تكاليف الطاقة والمنافع الصناعية والالتزام البيئي وتخفيض تكاليف الإنشاء وترشيد إدارة الممتلكات الصناعية. في حين أصر زكريا اليوسف أن يقدم نفسه لقطاع الأعمال كواحد من منسوبي القطاع ببطاقة تعريف تقول إنه من شباب الأعمال. حيث التحق بدورة "كيف تنشأ مشروعك الصغير وتديره" التي تنظمها غرفة الشرقية واستفاد منها الشيء الكثير منها: الدخول في خيال الفكرة في تأسيس المشروع والإحساس بإمكانية تحقيق هدف الحريّة والوقوف على الإنجاز. دخل اليوسف مجال الأعمال مزاحما الشركات الكبرى المتخصصة في مشروع تقنية الصفائح المعدنية لخدمات منع التآكل من خلال مشروعه الذي صمم مراحله وتفاصيله بالاستفادة من غرفة الشرقية. وقال اليوسف: إن التواصل مع ذوي الخبرة والعلم ضروري جدا، حيث يضع الشاب المبتدئ على الطريق الصحيح خصوصا في البدايات لأنه يكون محتارا في تنفيذ فكرته، ومن هنا انطلقت مع مركز المنشآت الصغيرة والمتوسطة التابع لغرفة الشرقية والذي من خلاله استطعت فهم فكرتي جيدا وأيضا فهم الهدف منها ورسم خطة تنفيذها حسب تصوراتي والتي طورتها بالتواصل مع غرفة الشرقية، حيث اعتبرتها مرجعا مهمها لي.وقال اليوسف إن العمل يحتاج إلى الصبر والمزيد من التحمل والمثابرة وتمضية الوقت الطويل في العمل حتى يبدأ المشروع بالوقوف ويبني اسمه جيدا ومن ثم التفكير في استمرار العمل وتحقيق المزيد من الإنجازات.
إنشرها

أضف تعليق