ما هو العنوان الحقيقي لحرية المرأة

ما هو العنوان الحقيقي لحرية المرأة

تتردد بين الفينة والأخرى كلمات كثيرة عن حرية التعبير والرأي دون ان نعي ما أساسها ، وما إذا كانت فن فكري أو جدل لغوي واستعراض عضلات ,وفي هذا السياق ظهرت في الساحة السعودية مؤخراً كثيراً من النساء المثقفات اللاتي يطالبن بحقوقهن ، وهو شيء جميل لأبعد الحدود ولكن الكيفية التي عرضن فيها الأمر تجاوزت سقف المعقول على الأقل في المرحلة الحالية ، لأنه ليس من المفترض أن نعرض مشاكلنا بطريقة تجعل العالم يحتقر الشعب السعودي ويقلل من قيمته ، فالآخر لن يعرف عنا إلا ما نظهر به أنفسنا ، والانطباع السائد حالياً عند كل الشعوب أننا دولة متخلفة لأننا لا نسمح للمرأة بقيادة السيارة ، وهم معذورون لأنهم غير عالمين بأبعاد الوضع وأنه يحتاج لتخطيط وترتيب ، وغير ذلك من الأمور الأخرى ، فضلا عن الفوضى المتوقعة أن تقوم في بادئ الأمر، والتي تستلزم إيجاد خطة جيدة للتعامل معها ، فليس الأمر سهلا كما يعتقد البعض أو يمكن تحقيقها بعصى سحرية. واللافت في هذا الشأن عندما تظهر مقاطع "اليوتيوب" بعض النسوة خاصة المتعلمات والمحسوبات على شريحة المثقفات وهن يقدن سياراتهن في الشوارع متجاهلات القانون السائد والذي يمنع ذلك ، فما الفكرة اللاتي يقدمنها للعالم ؟! وهل يوجد جواب آخر غير قول المراقب الأجنبي أنهن لا يحترمن قانون البلد الذي ينتمين إليه ، وفضلاً عن هذا لماذا يطالبن بقيادة السيارة فقط وهناك حقوق كثيرة تفتقدها المرأة في رأيي أنها أهم من قيادة السيارة بمراحل ، كحقوقها في فتح مجالات العمل المختلفة أو قدرتها في الحصول على الطلاق بسهولة خاصة في حالات العنف أو غيره. والغريب أنني لم أسمع واحدة منهن تطالب بحقوق مهمة كهذه ، بل تتركز مطالبهن الملحة على القيادة وبتلك الصورة التي تظهر سطحية الفكر وانعدام المنطق. هذا الأسلوب لا يناسب شريحة متعلمة مثقفة تعرف أن القوانين لا تتغير بلوي الذراع ومخالفة القانون ، وللأسف لا يلجأ لهذا الأسلوب إلا من يفتقر لقوة المنطق وعظمة الفكر,كما أن القوانين لا تتغير بتدخلات أي من الشخصيات أو الهيئات والمنظمات الدولية في شؤوننا الداخلية ، أو بطريقة تجعلنا نبدو أضحوكة في نظر العالم. وفي هذا الإطار نستطيع القول أن كثيراً من الدول مرت بأزمة العادات والتقاليد التي نمر بها الآن وعرفت كيف تتعامل مع الوضع بسلاسة وبحكمة , وعلى الرغم من أن الكثير من الحقوق لم تحصل عليها المرأة في بلادنا ، لكننا نتغير صحيح أن التغير بطئ لكنه يحدث ومهما كانت مشكلتنا كبيرة لن تحل بأساليب لا تستند للقانون والعقل ، بل يجب دائما أن يكون المنطق هو الأساس حتى تكون الدعامة قوية , وواجب النساء المثقفات أن يساعدن الأقل تعليما وثقافة منهن ، كما يجب تدريبهن على طرق التفكير الصحيحة ، والدعوة للتغير بطريقة نحترم بها أنفسنا وتجعلنا مثار إعجاب الآخرين لأن القدرة على طرح الفكر المنظم المسند للواقع هو العنوان الحقيقي لحرية المرأة.
إنشرها

أضف تعليق