اختلاف وجهات النظر حول فوائد الحجامة أوجد عيادات سرية تُعالج المرضى بأيد غير مؤهلة

اختلاف وجهات النظر حول فوائد الحجامة أوجد عيادات سرية تُعالج المرضى بأيد غير مؤهلة

أربع سنوات مضت على صدور قرار مجلس الخدمات الصحية بوقف التداوي لدى عيادات الحجامة لحين بحث أمرها والتوصل إلى إثبات علمي موثق لفائدتها والتركيز على الطب المبني على البراهين (الطب الحديث) عوضاً عنها وكلفت وزارة الصحة برنامج الطب البديل في الوزارة بالقيام بتوعية المجتمع ومتابعة المستجدات العلمية في هذا الشأن مما أتاح الفرصة لنشوء سوق سوداء يمارس فيها المعالجون بالحجامة نفوذا كبيرا في ظل غياب اعتماد المعالجة بها، وترخيصها من الجهات ذات العلاقة من جهة، وغياب المختصين عنها من جهة أخرى، حيث استقطبت كثيرين من الرجال والنساء لغرض علاجهم من بعض الأمراض التي يشكون منها. وأكد لـ ''الاقتصادية'' الدكتور فهد الريمي المتخصص في الحجامة والطب البديل، أن تأخر افتتاح عيادات الحجامة يفتح المجال أمام غير المختصين لممارستها، مشيراً إلى أن بعضاً من المعالجين بها على غير دراية، أو فهم، مستغلين حاجة الناس لها، لافتاً إلى أنه لو وجدت مراكز مرخصة لممارسة الحجامة ــ تحت إشراف وزارة الصحة ـــ لما ذهب الناس لأولئك المعالجين، مستدركاً اعتماد مجلس الشورى للطب البديل منذ ثلاثة أعوام تقريباً، حيث أصبح قسماً تابعاً لوزارة الصحة. وأوضح الدكتور الريمي أن بعض الممارسين للحجامة يقوم بإجراء جروح عميقة، وهي الطريقة الخاطئة في التشريط، مبيناً أن طريقة التشريط الصحيحة تكمن في ''احتكاك المشرط الطبي على الجلد دون عمق، بطول يراوح من 2 إلى 3 مليمترات، مشيراً إلى أن نتائج الحجامة تختلف بحسب حالات استجابة المرضى، وتحسن حالتهم، فقد يحدث تحسن كبير وملموس للأعراض المرضية بمجرد إجراء الحجامة، فيشعر المريض بارتياح ونشاط وهمة عالية، منوهاً إلى أنه في الجانب الآخر من المحتمل أن يشعر المريض بزيادة حدة الأعراض المرضية بصورة مؤقتة، ثم بعد ذلك يظهر لديه تحسن تدريجي، في حين أنه ربما لا يشعر المريض بشيء من التحسن، ففي هذه الحالة يفضل تكرار الحجامة. وعن المقارنة بين الدم الوريدي والدم الناتج من الحجامة قال الدكتور الريمي ''الدم الناتج من الحجامة يحتوي على عشر كمية كريات الدم البيضاء الموجودة في الدم الوريدي، إضافة إلى أن أشكال كريات الدم الحمراء فيه من النوع الشاذ، كما أن الكرياتينين فيه سجل نسبة مرتفعة''، لافتاً إلى أن تلك النتائج تدل على أن الحجامة تساعد بالفعل على التخلص من الشوائب، والفضلات، والرواسب الدموية. وعن أوقات التداوي بها قال الدكتور الريمي ''من المُمكن إجراؤها في أي وقت، فليس هناك وقت مُحدد لها، منوهاً إلى تناول الأحاديث الصحيحة عن البخاري ومسلم خير الحجامة، وفضلها الكبير على الإنسان''، مشيراً إلى أن الحجامة تعالج الأمراض بنسب متباينة فبعض المرضى تعالجهم بنسبة 100 في المائة، وبعضهم 50 في المائة، وآخرون 10 في المائة، مبيناً ـــ في الوقت نفسه ــــ أن المُعالجة بالحجامة تحتاج إلى مُكملات لإتمام عملية التداوي بها.
إنشرها

أضف تعليق