59 % من الطالبات يستخدمن مواقع التواصل الاجتماعي ومعلماتهن يرفضن المبادرة

59 % من الطالبات يستخدمن مواقع التواصل الاجتماعي ومعلماتهن يرفضن المبادرة

كشفت باحثة سعودية انتشار استخدام موقع التواصل الاجتماعي الشهير ''الفيسبوك ''بين طالبات المدارس في السعودية، حيث أكدت دراسة قامت بها أن 59 في المائة من الطالبات يشتركن في الخدمة ويتفاعلن معها. وأظهرت النتائج رفض المعلمات الحوار مع طالباتهن في مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية وحجب المعلومات عنهن، بينما جاء الأب ما قبل الأخير في قائمة الشخصيات التي تحبذ الطالبات التواصل معهم. وبحسب الدراسة فإن 62 في المائة من الطالبات يتبادلن الحوارات مع صديقاتهن عبر الفيس بوك، و44 في المائة يتبادلهن الحوارات الشخصية مع زميلاتهن من المدرسة نفسها، في الوقت الذي قالت 2 في المائة فقط من الطالبات إنهن يتبادلن مع معلماتهن الحوار في الفيس بوك. وقالت لـ ''الاقتصادية'' الباحثة فوزية الحربي معدة دراسة ''استخدام الفتيات السعوديات للفيس بوك، دراسة مسحية على عينة من طالبات المرحلة الثانوية في مدينة الرياض''، إنه يجب إعادة النظر في العلاقة التربوية القائمة حاليا بين الطالبات والمعلمات. وأكدت أنه تقع على عاتق وزارة التربية والتعليم مسؤولية وضع الخطط العلمية طويلة المدى التي من شأنها تعزيز علاقة الطلاب والطالبات بمعلميهم ومعلماتهن، وكسر الجمود الحاصل في العلاقة الرأسية القائمة على مرسل ومتلق، وآمر ومأمور. وذهبت الباحثة إلى أهمية وضرورة أن تستثمر وزارة التربية والعليم تجمعات الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي لاستقصاء آرائهن وإشراكهن في طرح قضايا تعليمية وتربوية تخصهن، واستغلال خصائص الجذب في هذه المواقع في زيادة التثقيف والتوعية بقضايا حقوقية تهم الفتيات والسيدات في المملكة. وأشارت إلى أن الإحصائيات تؤكد تضاعف أعداد مستخدمي الفيس بوك في السعودية ثلاث مرات وخاصة من الشباب والفتيات في المملكة، حيث إن 48 في المائة منهم من هم تحت سن 25 عاماً، في حين تعد المملكة ثاني أكبر بلد عربي مستخدم للموقع، وتحتل المركز الـ32 عالمياً بعدد المستخدمين الذي يصل إلى نحو 2.9 مليون مستخدم. وقالت الحربي التي حصلت على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة الإمام محمد بن سعود بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، إن الفتيات السعوديات يستخدمن الفيس بوك في ثلاثة أوجه هي: للتجارة و التسوق لبضائعهن، أو الممارسة الجادة، كأديبة أو فنانة أو كاتبة أو إعلامية. وأخيرا للتعارف أما بهدف الحفاظ على صدقات قديمة، أو التعرف على أصدقاء جدد. ولفتت إلى أن 32 في المائة من الفتيات يستخدمن أسماءهن صراحة، وتحجب 68 في المائة أسماء عائلاتهن، كما تضع بعضهن صورهن الشخصية على الموقع، في حين تضع أخريات صوراً تعبيرية، مؤكدة أن الفيس بوك بشكل عام أصبح متنفساً مهماً تمارس فيه الفتيات السعوديات الكثير من نشاطاتهن وأدوارهن الحياتية المختلفة. ووجدت الباحثة من خلال بحثها أن مستوى دخل الأسرة والحالة التعليمية للوالدين له تأثير في مدى استخدام الفتيات للإنترنت وبالتالي للفيسبوك، حيث اتضح أن الفتيات اللاتى أسرهن ذوات دخول مرتفعة تمارسن بحرية الدخول على الإنترنت والفيس بوك للتواصل الاجتماعي، كما أن 70 في المائة من عينة الدراسة أكدن أن الفترة المناسبة لدخول الفيس بوك هي الفترة المسائية، في حين تستخدمه 47 في المائة بعد الـ 11 مساء. وعن استخدامات الإنترنت لدى الطالبات السعوديات، أوضحت الدراسة أن 62 في المائة لمتابعة البريد الإلكتروني، ثم تصفح المواقع الشهيرة بنسبة 54 في المائة، ثم الوسائل الاجتماعية بنسبة 52.5 في المائة. وجاء في ذيل قائمة أوجه استخدام الإنترنت للفتيات تصفح المواقع الرياضية والإخبارية بنسبة 9 في المائة. وشملت المواقع الأكثر اهتماما لديهن على التوالي :مواقع الأغاني والأفلام، والمواقع النسائية، والمحادثات ومواقع الصحف والمجلات. وقالت الحربي إن 78 في المائة من الطالبات يتصفحن المواقع عبر هاتف الآي فون، ثم الآي باد بنسبة 76 في المائة، ثم الحاسب الشخصي المكتبي بنسبة 61 في المائة، ثم هاتف البلاك بيري بنسبة 46 في المائة. وجاء جهاز الحاسب المحمول (اللاب توب) في المركز الأخير وبنسبة 14 في المائة، في الوقت الذي أكدت النسبة الأكبر من طالبات الثانوية في الرياض أن لهن حاسب خاص بهن وحدهن لا يشاركهن أحد من الأسرة فيه بنسبة 65 في المائة، في حين أن 13 في المائة فقط يستخدمن جهاز الحاسب مع غيرهن، وذكرت 62 في المائة أنهن يستخدمن الحاسب في غرفهن الخاصة. وتؤكد النتائج أن 47 في المائة من الطالبات لا يتعرضن للمراقبة من قبل الأهل أبداً، وأن نسبة من أكدن تعرضهن للمراقبة دائماً لم تتجاوز 10 في المائة. وأوصت الباحثة بضرورة وأهمية توعية المجتمع بشأن ضرورة الرقابة على الشباب والفتيات في هذه السن، وحاجتهم لمن يرشدهم ويدلهم على الطريق الصحيح، منعاً للمشكلات التي ربما تنتج عن عدم وجود مثل هذه الآليات الرقابية الأسرية.
إنشرها

أضف تعليق