Author

يا شباب: كيف أصبحتم؟

|
كنت أتابع المشاهد التي صورها طلاب السنة التحضيرية في جامعة الملك سعود للأحداث التي جرت أمس الأول، بحجة صعوبة أسئلة الرياضيات. هذا السبب جعل الطلاب يرفعون أصواتهم ويقذفون عبوات المياه الفارغة. وهي تصرفات يفترض ألا تحدث في أي مكان، ناهيك عن كونها حصلت في مؤسسة أكاديمية معتبرة. اللافت أن طالبات السنة التحضيرية، اللواتي جاءتهن الأسئلة الخاصة بالطلاب نفسها، لم يصدر منهن مثل هذه التصرفات. من المفهوم ألا يرضى مجموعة من الطلاب عن أسئلة مادة، هذه المسألة تحدث في الجامعة وتحصل في المرحلة الثانوية، لكن طريقة التعبير عن عدم الرضا لا بد أن تكون منسجمة مع الأصول. لا يمكن لأي إنسان عاقل أن يجد مبررا للهجوم الذي تعرض له العميد، ولا للطريقة التي كان الطلاب يعبرون فيها عن عدم رضاهم. إن الحصافة تفرض أن ينتبه شبابنا، إلى أن الأخلاق والعلم صنوان. والتحلي بأدبيات الحوار والنقاش هو الهدف الذي يتطلع إليه كل أب وأم في أبنائه وبناته. قد لا يعجبنا بعض الأشياء من حولنا، قد يتجنى من يضع الأسئلة في هذا الامتحان أو ذاك، لكن كل هذه الأمور تدفعنا لأن نتعامل بأخلاقنا، لا بردات أفعال تخرج الأمور من دائرة الخلاف في الرأي، إلى التجاوز غير الحميد.
إنشرها