Author

تجاوزات

|
أصبح الطريق إلى الشهرة ممهدا لكل من أراد، سواء كان طريق هذه الشهرة بالتعري كما فعلت إحداهن في إحدى دول الربيع العربي بزعم التعبير عن الاحتجاج. أو من خلال الطروحات الشاذة التي تتوسل بالعنصرية أو حتى بالوطنية التي يتم تفريغها من معناها السامي لتتحول إلى وسيلة يتم الاتكاء عليها لتحقيق أغراض شخصية غير سوية. فعل الفتاة التي عبرت عن الاحتجاج بالتعري، كان مردوده سلبيا، بحكم أن المجتمعات العربية تنأى عن ما يصادم الفطرة السوية. مع ذلك نلحظ أن هذا الشذوذ البشري يستشري، في ظل يسرة التواصل من خلال الإنترنت، وفي غيبة من الوعي والضمير. لعل إقدام إحدى الفتيات على التشهير بزميلاتها في الجامعة يعكس جانبا من أعراض المرض الذي يتسلل إلى مجتمعاتنا، لأسباب ودوافع غير موضوعية. وهي ليست القصة الأولى ولن تكون الأخيرة، ما لم يتم تفعيل اللجوء للقانون، وإبلاغ السلطات عن المتجاوزين. أي إنسان يتعرض للضرر على الإنترنت عليه أن يتصل بالجهات المعنية للإبلاغ وهم سيصلون لهذا الشخص حتما، والتجارب تؤكد ذلك. حاليا يبدو أن العالم تـتـناهبه الدعوات الفردية والجماعية التي تستحضر الخطابات العنصرية، سواء من خلال فيديو يتضمن رسائل سلبية جائرة، أو حتى عبر كلمات غبية تختصر الوطنية في أن تكون على الضد دوما تجاه كل ما هو رسمي، باعتبار أن أبرز متطلبات الشهرة أن تكون فجا وتقول لا. وقتها سوف تجد الترحيب والتقدير من كتيبة الحواريين في كل مكان. إن تصحيح المسار لا يمكن أن يتحقق - عربيا - ما لم تتوافر النوايا الطيبة التي ترتقي بالأوطان ورموزها عن المزايدات.
إنشرها