Author

الحقيقة!

|
* أهلا بكم في مقتطفات الجمعة رقم 419. *** * حافز الجمعة: "جوبلز" وزير الدعاية النازي كان يقول: "اكذب، اكذب حتى يصدقك الناس". وأقول: اصدق، واصدق.. حتى يصدقك الناس! *** * وهنا أسأل قرائي، وأكثرهم أعلمُ مني: هل الوصول للهدف وصيانة خطط النماء هي بالحقيقة المجردة التي يدركها المرء بمنطقه وتمييزه، أم هي بوسائل الإقناع التي تصنع منطقا وتمييزا؟ *** * لا بد من الاعتراف بأن في مجتمعاتنا حتى في الدوائر الخاصة والرسمية توجد ممارساتٌ من الكذب والادعاء ولوي الحقائق وتشويهها، والخداع، ويظهر أنه الثقل الذي تنوء تحته أكتاف الأمة في سبيل إكمال طريقها الحضاري نحو التنمية والاكتفاء والتوازن في مجالاتها المتعددة، وأصعدتها المختلفة. الأغرب، ولم يعد غريبا في بعض دوائرنا، أن هناك من يرضى بعدم أهمية الحقيقة، أو أنها لا تجدي، أو هي لا تهم.. افتح أي جريدةٍ أو تقرير عام واقرأ حجم الأكاذيب التي تعرف أنت وأنا وكاتبها ومُقِرُّها ومجيزها أنها مجموعة من التفخيمات وتلوين الحقائق.. قلنا ذلك وتعودناه، وصرنا نسأل ونشكو عن تداعي مرافقنا.. طيب الحلّ موجود. اصدقوا! *** * الصدقُ أبسط أصعب الأشياء، والصدقُ أصعب أبسط الأشياء. *** * لقد أثار موضوع مقال "لا نريد جامعاتٍ خارقة" كثيرا من الغبار، وأقول "غبار"، لأن لتقرير مجلة "الساينس" حسنة كبرى، فقد تنازلتُ عن مقاضاة الجريدة العالمية العلمية الكبرى، إن الجرأة على مقاضاة مجلةٍ مكينة علميا وقانونيا وسمعة عالمية قد تنقلنا من الغبار إلى عاصفة السموم كما تسمى في الخليج أو الخماسين كما في مصر، وتفتح ملفاتٍ لن يعجبنا فتحها.. الآن يجب أن نصدق مع أنفسنا، ونعتبر تقرير "السيانس" في مجتمعنا الأكاديمي وتقارير كبرى موثقة دوليا ومصدقة في مياديننا المختلفة، كالشفافية والأمن والتعليم والصحة والفقر وحتى مستوى السعادة، صفعات، نعم صدقا صفعات، ولنستغل هذه المرة الصفعات كي نستيقظ، ونكف عن الكذب على أنفسنا، فما أضررنا بالكذب إلا أمتنا وناسنا، وحتى من مارس الكذب قد يعتقد أنه نفع نفسه، وهنا يتبين مدى قصر النظر.. فما يصيب أمتك، وما يصيب ناسك سيصيبك.. وسيصيبك أنت أكثر من غيرك. لنقف شجعانا ونقول: جاء وقت الحقيقة. فلنتعامل معها كحقيقة. ثم لا خوف علينا.. *** * ولقد جاءتني نسمة من الحقيقة وأنا أقرأ هذه الرسالة التي وصلتني بهاتفي أنقلها بحرفها: "أخي الصديق العزيز نجيب، لقد قرأت مقالك لا نريد جامعات خارقة"، وأقول لك: لقد صدقتَ بكل كلمة فيها، وإني معك في كل ما كتبته.. وأود أن نتقابل لنتحدث عن الموضوع لاستجلاء الحقائق.. لأني أعرف أنك ستواجه بحيادية.. وهذا ما أريد". من تتصورون كاتب الرسالة؟ نعم، مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله العثمان". *** * إن أمة تقودها الأعذارُ والتبريرات أمة لن تتطلع للشموخ، أمة ضعيفة طموح، أو الحقيقة ما ذنب الأمة؟! هو ذنب من أعاق الأمة بأحجار التبريرات.. يا جماعة اعملوا صادقين واخطئوا كما تشاءون.. أقول هذا مطمئناً كلّ الاطمئنان، لمَ؟ لأن الصادقَ لن يعيد الخطأ، بل سيجعله أفضل! *** * أكبر مظاهر حقيقية أراها في وطني هي الحملات والأنشطة التطوعية المبهرة والمتعددة التي يقوم بها شبابُ الأمة، أتنقل منذ أكثر من شهر من مدينة إلى مدينة واليوم بالطائف والأسبوع القادم في الهفوف، والقطيف، ورحيمة.. لأعيش حقيقةً.. مع الحقيقة! *** * والمهم: طلبوا مني بنادي الإعلام النسائي كلمة مسجلة، ولم أجد ما أقوله إلا ما أومن أنه حقيقة لا أملّ من قولها، وأردّدها، لأني أريد من الناس أن يصدقوها، وهي أن الفتاة السعودية تتميز على باقي فتيات الدنيا لكثرة الصعاب والتحديات التي تواجهها ثم تتغلب عليها.. فالسرّ ليس تفوقا مميزا بالطبيعة الخلـْقية، ولا بجيناتٍ خاصة.. ولكن بمعاناة خاصة. أقول هذا مؤمنا.. أنها الحقيقة! في أمان الله..
إنشرها