منوعات

الجيل الجديد يتفق على أن «الورد جميل».. ويختلف على كونه هدية عملية

الجيل الجديد يتفق على أن «الورد جميل».. ويختلف على كونه هدية عملية

الجيل الجديد يتفق على أن «الورد جميل».. ويختلف على كونه هدية عملية

أكثر من كونه عنصراً بيئيا وطبيعيا آسراً، فإن الورد الذي يتفتح في مشاهد بصرية جميلة زاهية الألوان ظل كذلك يمد جذوره عميقاً في ذاكرة الإنسان ومشاعره وانطباعاته، حتى بات رمزية عالية التعبير في الثقافة ومتعددة الاستخدام على مستوى المناسبات الاجتماعية والعلاقات الإنسانية. الثقافة العربية وضعت الورد على "باقة" احتفائها منذ عقود من عمر تراثها الأدبي والفني، فتضمنت ارتباطا لا واعيا بين شعر نزار والياسمين، واعتزازا من درويش بزهر اللوز، بل إن الذاكرة الثقافية خصصت أغنية كاملة لتقول "الورد جميل.. جميل الورد، الورد جميل وله أوراق.. عليها دليل من الأشواق". محمد ميلاد الرحمن - من الجنسية الآسيوية - يعمل في أحد محال الزهور الشهيرة في الرياض يتفق مع أن الجيل الجديد من أبناء المجتمع السعودي بات مهتما أكثر بتقديم هدية قد تكون أقل جمالا ظاهرياً ولكنها عملية وتنطوي على شيء من الإبداع الذي يمكن الاستفادة منه في الحياة اليومية. #2# ويضيف: "مع ذلك، الورد لا يزال جزءا من ثقافة المجتمع وعنصرا ثابتا في مناسباته.. ولم ألمس يوماً انخفاض مستوى الطلب عليه" وبينما يقوم بعمل متقن لإعداد باقة باستخدام زهور صفراء .. يجدد ثقته بهذا المجال المحبب للنفس، ويناقش بتهذيب فكرة أن الورد هو الورد، وأنه لا يحفل بجديد فعلي يمكن انتظاره كما هو الحال مثلا في الأجهزة الحديثة.. يقول: "أرى أن الورد أيضا عالم متجدد وهو ليس نمطاً قديماً للهدايا .. وهذا يتعلق بطريقة تقديمه واستخدامه واكتشاف أنواعه وأشكاله المتعددة .. هناك وسائل إبداعية لها علاقة بالباقات والتنسيق والديكور والأفكار المبتكرة في إعادة تشكيل ومواءمة الورد .. وكلها تحظى باهتمام كبير من مختلف الأعمار، ولا سيما الجيل الجديد الذي يتمتع بذوق عال". وتراوح فترة احتفاظ الورد الطبيعي بنضارته ما بين ثلاثة أيام إلى أسبوعين في حالة الاهتمام بتوفير الأجواء الملائمة له، وإذا اتفقنا على أن لا أحد يستمتع بهدية مؤقتة وإن بدت في غاية الجمال، فمن المهم أيضا الاتفاق على أن مهمة الورد الطبيعي تتوقف عند خلق الانطباع العميق والشعور المنعش الذي يمنحه في الوهلة الأولى، فضلا عن الشكل البصري الممتع، وإن كانت هذه الطبيعة غير الاستهلاكية للورد لا تجعله خيارا مفضلا للبعض، إلا أنها في الوقت نفسه لم تمنع شغف البعض الآخر به، لدرجة أنهم يحرصون على تجديد اقتنائه بشكل مستمر. أخبرني البائع الشاب أنه يتفهم وجود بعض الزبائن الذين يشترطون أشكالا معينة بحسب تصاميم شخصية، وقال إنه لا يجد مشكلة في إعادة أو تعديل أي عمل لهم تبعا لرغبتهم، معتبرا أنه حق طبيعي في مقابل ما يدفعونه لأجل مناسبات مهمة بالنسبة لهم، محمد ميلاد الرحمن يعرف قدرا لا بأس به عن الثقافة العربية، ربما لم يسمع الأغنيات الكثيرة التي تناولت مجال عمله، ولكنه سعيد حتما بأن يمارس وظيفته يوميا بين كل ذلك الكم من الورد الذي يصنع لوحة ضمنية لحالة احتفاء دائم، شخص كهذا لا يمكنك أن تهديه باقة ورد.. الهدية المناسبة في نظره هي أن يؤدي وظيفته بالشكل الأمثل.. وعلى مسؤولية شخصية.. أعتقد أنه حصل عليها!
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات