الفكر الاستراتيجي

الفكر الاستراتيجي

إن مما يميز الإدارة الإستراتيجية هو أنها كمفهوم لا تقبل بالضرورة البيئة على ما هي عليه ، كأحد الثوابت ومن ثم فإن الدور الاستراتيجي يتضح في التكيف ورد الفعل وهو ما يجعل الإستراتيجية المميزة هي ذات القدرة على التأثير أو تلك المحدثة للتغيير في البيئة المحيطة. هذا التغيير المنشود في البيئة المحيطة بطبيعة الحال يحتاج إلى التفكير الاستراتيجي كأساس له ، "يقول ابن سينا عن التفكير بشكل عام بأنه انتقال الذات العارفة مما هو حاضر إلى ما هو ليس بحاضر" إن الانتقال مما هو موجود إلى ما يمكن حدوثه بناءاً على الواقع هو ما يعكس تفكيرنا ووعينا عن الفرص والمخاطر أو التهديدات التي قد تواجهنا مستقبلاً ووضع الحلول وصياغة القرارات الإستراتيجية المناسبة لها ، يعتبر أمراً بالغ الأهمية من ناحية ويعتبر كذلك مطلب الكثير من الشركات حول العالم. فحاجة الشركات إلى مسئولين ذوو فكر استراتيجي بكل تأكيد أكثر من حاجتها إلى مسئولين ذوى رؤية محدودة بالواقع فقط ، لقد تطور الفكر الاستراتيجي في المنظمات خلال أربع مراحل هي على التوالي (الموازنات ، التخطيط طويل الأجل ، التخطيط الاستراتيجي ، الإدارة الإستراتيجية) ولكل مرحلة خصائصها وافتراضاتها عن المستقبل. وكما أشرت في بداية المقال بأن ما يميز الإدارة الإستراتيجية هو عدم تقبلها البيئة على ما هي عليه فالفكر الاستراتيجي في هذه المرحلة يقوم على افتراض أساسي بأن دورة التخطيط كما هو الحال في التخطيط الاستراتيجي لا تكفي للتعامل مع التغيرات السريعة التي تحدث في البيئة من حولنا. ومن هنا يجب الاستعداد من خلال الإدارة الإستراتيجية باستخدام الفكر الاستراتيجي لتوقع كل ما يمكن أن يحدث من تغيرات وصياغة القرارات بناءاً على تلك التوقعات ، بحيث أنه يكون معلوماً لدى أدارة الشركة بشكل مسبق عن الفرص الممكنة وكذلك التهديدات المحتملة والحلول والقرارات التي تناسب قدرات وإمكانيات الشركة وليس كما كان يحدث في الماضي عندما ننتهج أسلوب التخطيط الاستراتيجي فقط على الرغم من أهميته إلا انه يرتبط بدورة تخطيطية معينة ويتوقع التغيرات بمعدل أقل ويجري التغييرات بناءاً على تلك التوقعات. إن الفكر الاستراتيجي يسعى بشكل كبير إلى سبر أغوار المستقبل بناءاً على معطيات الواقع ومبدأ عدم ثباته من خلال صياغة القرارات والخطط التي تحقق أهداف الشركة واضعاً نصب عينية قدرة الله سبحانه وتعالى.
إنشرها

أضف تعليق