منوعات

ريما نواوي.. تحدّت «السرطان» بإسعاد الآخرين.. وهزمته رغم رحيلها

ريما نواوي.. تحدّت «السرطان» بإسعاد الآخرين.. وهزمته رغم رحيلها

خيّم الحزن اليومين الماضيين على مواقع التواصل الاجتماعي – وخصوصا موقعي "تويتر" وفيس بوك" بعد أن انتشر خبر رحيل الشابة السعودية ريما نواوي التي تربعت على قلوب آلاف من متابعيها على هذه المواقع، لترحل سريعا بعد أن زرعت في قلوبهم ذكريات لا تنسى. وكتب الآلاف من المغردين في "تويتر" عبر هاشتاق #rextomanawato عبارات الحزن والأسى والدعاء بعد سماع خبر وفاتها كما وضع محبوها شعارا على صورهم الرمزية في "تويتر" "لأجل ريما ولأجل الأمل الذي عطرتنا به يا رمز الأمل". كما أنشأ البعض موقعا إلكترونيا يحمل شعار ريما نواوي "تظل في الذاكرة للأبد" يحتوى على أدعية، وتلاوة للقرآن الكريم، وتعريفا لمسيرة حياتها الحافلة بالصبر والتفاؤل، وسطور محبيها من المدونين والكتّاب. ريما نواوي، أو كما يحلو لها أن يطلق عليها "ريكس توما نواتو" رسامة "أنمي"، مصورة، محاربة، متفائلة، ابنة مكة، أسعدت الآلاف من متابعيها من مختلف الشرائح العمرية، تفيدهم وتعلمهم بما تسميه "الإيجابية المشرقة". أصيبت بالسرطان بعد تخرجها في المرحلة الثانوية، واستمر معها لسنوات، تخللتها عمليات جراحية وفترات نقاهة وعلاجات كيماوية وإشعاعية وهرمونية، قررت ريما الذهاب إلى الصين للعلاج، بعد السفر وإجراء الفحوص تبين من خلالها أن الرئة اليسرى لم تعد تعمل وسيتم استئصالها بالعلاج الكيماوي، إلى أن وافتها المنية أمس الأول بعدما نطقت الشهادتين - رحمها الله. تحدث عنها الكاتب نجيب الزامل في "تويتر" بعد سماع خبر وفاتها، ومن حديثه "قبل الفجر لم أصح على صوت أمي كالعادة، بل على صوت جرس الهاتف الذي لم ينقطع، ووميض الرسائل الهاتفية المتواصلة، ووجدت أن الكل يعزيني والجميع يترحمون على رحيل ريما نواوي، ذهلت للحظات قبل بكاء لا يملك المرء فيه نفسه، فقد كنا قريبين إلى بعض بشكل مذهل، وأثرت في حياتي". وقال "ريما لم تكن عادية، خلقها الله استثنائية بذكائها، بشفافيتها، برقتها، بقوة صمودها رغم تلك الهشاشة التي كأوراق الورد، ريما نواوي كائن نوراني عاش معنا قصيرا، وسيؤثر علينا طويلا". كما تحدثت عنها الدكتورة مرام مكاوي في "تويتر" قائلة: "ريما نواوي المغردة السعودية التي أضاءت سماء تويتر.. لقيت اليوم ربها بعد أن أعطتنا دروساً في الصبر"، وقال المغرد عبد العزيز الزبن: "أسعدتنا وهي المحتاجة للسعادة، وقفت معنا وهي المريضة، ثم ودعتنا بابتسامة، لتترك لنا قصة تروى". يذكر أن الكاتب نجيب الزامل قد كتب عنها قبل ثلاثة أشهر ونصف في يوم السبت 13 رمضان 1432هـ في العدد 6515 من "الاقتصادية" مقاله المعنون بـ "ريما: ما زلتُ أحب الحياة!" حيث قال "تواصلت معها في التويتر، ثم بمكالمةٍ في ''السكايب''، من بدء المكالمة حتى نهايتها لم أستطع أن أتوقف من الضحك والابتسام.. ريما ترى نفسها في مواجهة تحد لا حزن فيها ولا انكسار عاطفيا وإنما سعي للنصر، وكأن روحَ محاربٍ أسطوري تلبّس إرادتها.. هذه الفتاة العجيبة فيها من الذكاء والدهاء الساخر، ما يجعلك قبل أن تتواصل معها تقف أمام عتبات الانغلاق الإنساني لما يكون مفتوحا بالطريقة المضادة، فمن الغموض ألا تتضح الأشياء، على أن الأكثر غموضا أن تتضح الأشياءُ ولكن على نقيض توقعاتها. ''الآن'' - أحدثُ نفسي - ''سأتبادل الحديثَ هاتفيا مع ريما. كيف أعد نفسي ونفسيتي؟ نجحت ريما في سلب تلقائيتي الاستجابية''، والتلقائية الاستجابية أن يكون لكل حدَثٍ شعورٌ مسبقُ الإعداد يخرج من أرشيف الدماغ لمواءمة موضوع الحدث.. وتصف ذلك: ''أشعر كأني جندي في معركة يعيش يومه بكل تحدياته وأحداثه، يرى الموتَ ويصارعه، ليس يعلم ما الذي تخبئه له ليس اليوم التالي ولا الساعة التالية، بل الدقيقة التالية" هذه هي ريما وضعت سطورا من الحكمة والمحبة والفرحة، وتأكدت أن الجميع بخير، ورحلت. "شكرا لمن علمتنا كيف نحب الحياة" آلاف المغردين رددوا هذه العبارة صباح أمس.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات