الإدخار والتأمين .. أيهما أفضل ؟!!

الإدخار والتأمين .. أيهما أفضل ؟!!

(يوسف أيها الصديق أفتنا) .. كانت هذه هي بداية التدوين لأول عملية تأمين ضد المجاعة أو المسغبة والتي اعتمدت على ادخار القمح من السنوات السمان للسنوات العجاف وقد نجح يوسف الصديق في ذلك ولم يكن عزيز مصر أول من فعل ذلك فالإنسان منذ القدم يعتمد في مواجهة مختلف المخاطر التي يتعرض على الادخار والتخزين والتحويش ، وتكوين احتياطي لهذا الغرض ، فيقوم بادخار جزء معين من دخله وذلك بصفة منتظمة ، وبهذا الشكل يكون لديه مبلغ معين يستخدمه عند الشيخوخة أو المرض أو لما يتعرض له من حوادث مختلفة كالسرقة و الحريق.. على حد المثل المصري القائل (القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود). إن إلتجأ الإنسان إلى وسيلة الادخار تجعله يعتمد على نفسه في مواجهة الأخطار المختلفة والحوادث بما يدخره من مصادره المالية لحاجته المستقبلية، حيث يجد مدخراته التي ادخرها تحت تصرفه عند وقوع الخطر فتغنيه عن طلب المعونة ومساعدة من الغير ، غير أن وسيلة الادخار قد لا تكون فعالة وناجعة في بعض الأحيان وعديمة الجدوى من الناحية العملية ، حيث أن مواجهة الأخطار تتوقف على مدى كفاية المدخرات لإزالة آثار هذه الأخطار أو التخفيف منها بقدر الإمكان ، بالإضافة إلى أنه قد يقع الخطر قبل أن يكون الإنسان قد ادخر ما يكفي لمواجهة هذا الخطر و في مثل هذه الأحوال يكون الادخار وسيلة غير مجدية ، هذا علي مستوي الفرد والأسرة وكذلك الحال بالنسبة للمؤسسات الكبيرة التي تضطر إلى احتجاز وتعطيل جزء من رأس مالها إذا اعتمدت هذه الوسيلة (الإدخار أو التأمين الذاتي) لمواجهة الأخطار التي تواجهها وبذلك فإن نطاق نشاطها يتأثر كثيرا. وعلى هذا الأساس فكر الإنسان في طريقة أخرى تكون مختلفة ومجدية وناجعة في ذات الوقت ومن شأنها أن توفر له الأمن والضمان في مواجهة الأخطار التي يتعرض لها سواء في شخصه أو في ماله أو ما يطلق عليه راحة البال وهذه الطريقة أو الوسيلة هي التأمين الذي يتكفل بإزالة المخاطر المؤمن عنها عند وقوعها ، بالإضافة إلى أنه يحارب تجميد رؤوس الأموال المدخرة و يوجهها إلى ما يفيد الفرد والأسرة والمجتمع إلي غير ذلك من فوائد التأمين بأنواعه المختلفة كما أن صناعة التأمين في حد ذاتها داعمة للاقتصاد الوطني وبذلك تكون وسيلة لاجتذاب رؤوس أموال خارجية عن طريق الاستثمار أو عن طريق إعادة التأمين الذي هو خدمة بل صناعة تستورد من قبل الدول الضعيفة تأمينيا وتصدر من قبل الدول القوية تأمينيا وبذلك تكون مصدرا لفقد العملة الأجنبية في الحالة الأولي ومصدرا لزيادة احتياطي العملة الأجنبية في الحالة الثانية لذا كانت هذه الدعوة للأفراد والأسر بالإدخار أو التأمين. والتأمين أفضل من وجهة نظري للفرد والأسرة والمجتمع.
إنشرها

أضف تعليق