FINANCIAL TIMES

دليل العشوائيين إلى مكافحة الفقر العالمي

دليل العشوائيين إلى مكافحة الفقر العالمي

حيث إن معظم مناطق العالم موبوءة بالأزمة وتهتز تحت وقع الاحتجاجات حول جوانب النقص في الرأسمالية، قال القضاة إن المؤلف أبهيجيت بانرجي وشريكته إستر دوفلو يعرضان دليلاً مفيداً بخصوص المرحلة المقبلة. من بين الكتب الستة التي وصلت إلى المرحلة النهائية في السباق على الجائزة، فإن كتاب أفكار اقتصادية رديئة ''يتمتع بإمكانية تحقيق أعظم الآثار''، على حد تعبير أحد القضاة، وهو فيندي بانجا، الذي كان أحد التنفيذيين في مجموعة يونيليفر في السابق، ويعمل الآن شريكاً في شركة الأسهم الخاصة كلايتون، دوبيليير آند رايس Clayton, Dubilier & Rice. أما ماريو مونتي، أستاذ الاقتصاد (ورئيس جامعة بوكوني في ميلانو) والمفوض الأوروبي السابق حول المنافسة، فقال إن الكتاب ''مهم تماماً'' لعالم ''تصبح فيه مشاكل عدم المساواة لها اليد الطولى بصورة متزايدة''. تلقى بانيرجي الجائزة التي يبلغ مقدارها 30 ألف جنيه استرليني بالنيابة عن شريكته في الكتاب في حفل عشاء أقيم في لندن. يشار إلى أن المؤلفَين (وهما أستاذان في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا) هما جزء من مجموعة من الاقتصاديين المعروفين باسم ''العشوائيين''. وقد سبق لهما أن استخدما تجارب عشوائية مؤطرة عبر خمس قارات لاختبار أثر السياسات الرامية إلى مكافحة الفقر، من تقديم أسرة محاطة بشبكة للوقاية من مرض الملاريا إلى المساعدات التعليمية. ويرسم الكتاب طريقاً ثالثاً بين الخبراء الذين يرون أن المساعدات تضر أكثر مما تنفع، مثل وليم إيسترلي ودامبسيو مويو، والخبراء الذين يؤمنون بالعكس، مثل جيفري ساكس. لكن يقول بانيرجي ودوفلو إن الأسباب الثلاثة الرئيسية التي تجعل المساعدات غير ذات جدوى هي ''الأيديولوجيا، والجهل والقصور الذاتي''. ويقول المؤلفان: ''حيث إن الفقراء لا يملكون إلا أقل القليل، فإننا غالباً ما نجد أنهم يفكرون ويتأملون بصورة كبيرة للغاية في خياراتهم، بمعنى أنه لا بد لهم أن يكونوا اقتصاديين متعمقين في أفكارهم حتى يكون بمقدورهم فقط البقاء على قيد الحياة''. كذلك أثار الكتاب نوعاً من الجدل. فقد ركزت وسائل الإعلام على الجوانب السلبية التي وردت في الكتاب ضمن الدراسة الخاصة بالقروض الصغيرة، ما أدى إلى رد فعل عنيف من جانب مؤسسات الإقراض. لكن قاضية أخرى، اسمها شريتي باديرا، وهي وزيرة سابقة في وزارة التطوير الدولي البريطانية، قالت إن منهج الكتاب القائم على الأدلة ''مهم بصورة هائلة لمجتمع التطوير''، حيث إن من الممكن ''ردم الهوة'' بين الطرفين بخصوص قيمة المساعدات. كذلك قدم القضاة حجة لمصلحة الأهمية الأرحب للكتاب، فقد قالت ليندا جراتون، من كلية لندن للأعمال: ''إن الطريقة المنهجية المنظمة التي يتساءل فيها الكتاب عن الطريقة المناسبة لقياس الآثار الإيجابية على التدخلات هي مهمة تماماً للأعمال''. وقال ليونيل باربر، رئيس تحرير ''فاينانشال تايمز'' ورئيس لجنة قضاة التحكيم، ''إن من شأن الكتاب إعطاء أساس حقيقي للابتكار في السياسة الاقتصادية والابتكار في الحكومة''. الكتاب ''أفكار اقتصادية رديئة''، من نشر دار بيرزيوس في بريطانيا وبابلِك أفيرز في الولايات المتحدة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES