Author

هلمـُّوا نركب هذا القطار

|
* أهلا بكم في مقتطفات الجمعة رقم 414. *** * حافز الجمعة: كثيرٌ من الأطفال يخافون من الظلام.. طبيعي. وهناك نساء ورجال بالغون يخافون من النور.. غير طبيعي! *** * الشاعر الحكيم الهندي ''ديباك كوبرا''، يقول شعراً ''من الإنجليزية'': أصبحتُ سجينا.. لا جديد، لا تحليق، لا حرية سأقطع تذكرة على قطار الحرية.. قطارٌ سينقلني لفرص لا أعرفها.. وها أنا صرت حُرّا! *** * هناك أفكارٌ تحبس العقلَ لأنها ليست أفكارنا، فُرضَتْ علينا وأخذناها جامدة وعملنا بها بجمود. الحقيقة، رؤوسنا هي التي جمدت حين لم تضف أفكاراً لأفكار، ولم نقتنص فرصاً وظروفاً جديدة تدعو إلى آفاق أوسع للتحليق لأفكار جديدة. سُمِيَتْ أمريكا ''العالم الجديد''، توالدت بها أفكارٌ جديدة لأنها تحررت من موروثٍ جامد، وطلعتْ كأكبر أمة علمية عرفتها الأرض. ولكن.. تقرير أخير عن التعليم في أمريكا يصرّح: ''تجمدنا على أفكار مكررة، بينما التعليم بسنغافورة وكوريا وحتى الفلبين أفضل مما يدرسه طلابنا''. وإني لا أقول أمريكا تأخرت عن ركب سنغافورة والصين واليابان، بل إنها ستنهض، لماذا؟ لأنهم اعترفوا بالداء، ولم يبالغوا في تقدم مدارسهم وجامعاتهم على حساب واقعهم. وهنا، تذكرة أخرى للحرية! *** * آمل من وزارة التعليم العالي ألا تتجاهل الدول التي فاقت أمريكا بكثير، في العلوم بالذات، باعتراف التقرير الأمريكي الذي أتمنى أن يقرأه المهتمون والمخططون عندنا، فنبذة منه منشورة بعدد مجلة ''التايم'' الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. زرت جامعات فلبينية متفوقة وتناقشت مع أخي فهد المصيبيح وهو يعلم خفايا الدراسة الجامعية هناك كما يعلمها عندنا، كما أن سفيرنا عبد الله الحسن يتطلع فعلا لمعرفة قوة الجامعات الفلبينية أو أقواها. وسنغافورة تتبوأ جامعاتُها الصفوف الأولى بالعالم بشهادة الند، فالتعليم في الجامعات الأمريكية والأوروبية انحسر أمام سنغافورة وبعض جامعات الفلبين والهند، وأنا أركز على الدول التي تقدم مادتها العلمية باللغة الإنجليزية، وإلا فاليابان والصين وكوريا يتقدم العلمُ التطبيقي عندهم بشكل مذهل. حان الوقتُ أن تدرك الوزارة بأن العقد القادم العلمي، على الأقل، ليس لأمريكا ولا أوروبا. وآمل منها أن تبتاع أيضا تذكرة حرية على قطار ''الشرق السريع!''. *** * لم تدخل الجامعة العربية موضوعاً عربياً إلا وأفسدته وهي تريد إصلاحاً. تدخل بلا أجندة، بلا قوة، بلا برنامج، بلا قرار، إلا بوفود قشيبة محترمة ترمي ورداً صناعياً، بينما تجري على الأرض دماءٌ حيّة. إن لم تشتر الجامعة العربية تذكرة لحرية ممارسات جديدة وقطعية ونافذة تجعل منها كياناً محترماً، فإن الشعوبَ التي تجري دماؤها ستنزلها حتى من قطارها العتيق! *** * هذا ''الكيلو جرام'' الذي نزن به مقتضياتنا من البقالة إلى وزن أجسادنا، إلى المعامل الدقيقة التي تعتمد الجزء من المليون منه.. هل نعرف أنه يقاس بوزن مادي؟ يعني ليس وزناً حسابياً رياضياً مطلقاً. هناك وزن من المعدن محفوظ بصندوق زجاجي قوي ومحروس في دارة الأوزان الوطنية بفرنسا كمرجع قياسي للكيلو جرام منذ أواخر القرن الـ 19. والمختصون بالعالم الآن في ضجة، فقد فقدت كتلة المعدن المرجعية تلك من وزنها 50 ميكرو جراماً. رقم ضئيل هاه؟ ولكن ليس ضئيلا للعالم المتحرّر الفكر، فنحن نزن كيلو جرام طماطم أو لحم وربما زدنا أو نقصنا، ولكن في ''باير'' بسويسرا وزن ذري من الجرام يؤثر في حبة الأسبرين التي نتناولها لتسييل الدم.. قولوا لي: هذه المعلومة الصغيرة هل أعطتكم تذكرة صغيرة للحرية؟ أنا أعطتني! *** * بنت أمريكية اسمها مولي كاتشبول، قطـَّعَتْ أوصالَ بطاقتها الائتمانية على اليوتيوب أمام العالم، لأن ''بنك أمريكا'' العتيد أضاف رسماً شهرياً على البطاقات قدره خمسة دولارات، ووقع معها بالحال أكثر من 300 ألف أمريكي. كسرتْ أنفَ البنك المتغطرس ورجع عن قراره. أترون أن ''مولي'' اشترت تذكرةً لفرصة حريةٍ جديدة، أم لا؟ في أمان الله..
إنشرها