Author

الأمير نايف .. الملفات الداخلية

|
مستشار اقتصادي
أتى الأمر الملكي بتعيين الأمير نايف ولياً للعهد متوقعاً ومرحباً به نظراً لما يتمتع به من تجربة وخصال. بما أن ولاية العهد تصاحبها النيابة في رئاسة مجلس الوزراء، فإن مسؤوليات ولي العهد تاريخياً تشمل دوره في إدارة الدولة كنائب للملك، ودوره المباشر في إدارة الحكومة كنائب لرئيس مجلس الوزراء. من هذا المنطلق للأمير نايف أعمال وجهود في عدة محاور داخلية وخارجية، بعض منها ذات تداخل معقد مثل ملف الإرهاب واستحقاقاته الداخلية والخارجية. إحكام التعامل مع ملف الإرهاب ودور الأمير محمد بن نايف في ظل الإشراف المباشر للأمير نايف إثبات لرصانة النهج، وحكمة الصبر والتأني، والقدرة على الحسم، والثقة المعبر عنها بالشفافية والوضوح. أحد المحاور المهمة في شخصية الأمير نايف هو مدى الاهتمام والتركيز على الملفات الداخلية، لعل إدارة لجان الحج أحد مفاتيح هذا الاهتمام، ولكنه يتعدى ذلك إلى الاهتمام بالبطالة، ومحاربة آفة المخدرات، وغيرها من المسائل المعقدة. الأحداث في العالمين العربي والإسلامي اليوم تلقي بظلالها على محورية أوضاعهما الداخلية التي في أغلبها تردت إلى أن وصلت إلى الحاجة أو الضغط بالمطالبة بتدخلات إقليمية أو أجنبية في شؤونهما الداخلية. هنا يبرز بُعد نظر وحصافة الأمير نايف في الاهتمام بالملفات الداخلية. تداخل الداخلي مع الخارجي معروف، خاصة في البلدان الصغيرة والمتوسطة، حيث يتزايد البُعدان الإقليمي والدولي في نهجها الداخلي. فكلما تحسّن أداؤها الداخلي، أصبحت إدارة منظومة علاقاتها الخارجية أسهل، بل ذات قيمة مضافة لتسهيل الأداء الداخلي. لقد لفت نظري في مقابلة "واشنطن بوست" مع الملك عبد الله الثاني على هامش مؤتمر البحر الميت في الأسبوع الماضي، رده على سؤال حول أزمات المنطقة، حين قال: إن المسائل الرئيسة تدور حول المشكلات الاقتصادية وطريقة التعامل معها في كل دول المنطقة. كما ذكر أن هناك خلطاً واضحاً بين الأوضاع المالية والسياسات الاقتصادية. ودون رؤية وسياسات واضحة قادرة على تغيير تصرفات الفعاليات الاقتصادية من مؤسسات وحكومات مركزية ومناطقية وشركات وأفراد، فإن السياسات المالية وحدها لا تخدم الرغبة الصادقة في نهج تنموي واضح. لذلك فإن اهتمامات الأمير نايف التي سبقت بسنوات الأزمات العربية، تأتي كقاعدة لرؤية نافذة جديدة لإكمال العملية التنموية في المملكة.
إنشرها