Author

كيف يعني؟

|
هو سؤال موجه هذه المرة للإدارة العامة للصحة النفسية والاجتماعية في وزارة الصحة. ومنذ اطلاعي على التقرير الذي أعدته الزميلة فاطمة الغامدي، ونشر في "الرياض" قبل أيام حول مرض الفصام ومعاناة المصاب وذويه، وأنا أتساءل قائلاً: كيف يعني؟ يكون لدى "أم محمد" ثلاث بنات مصابات بحالات فصام متأخرة جداً، وابن يعاني ويلات التوحّد autism ولا يسلم من عدوانية إحدى شقيقاته التي تصاب بنوبات غضب متكررة، وتصف حالة إحدى بناتها بقولها: "يشتد بها المرض فتحاول الهرب من المنزل، قبل أن تعود إليه بعد بحث مُضن من الشرطة، ثم الإسعاف الذي ينقلها إلى مستشفى الأمل، لتتلقى علاجاً مؤقتاً، وما أن تعود إلى المنزل؛ إلاّ وترفض تناول الجرعات العلاجية، ثم تعاودها نوبات المرض، بشكل أشد مما سبق". - كيف يعني؟ تتعاملون مع مريضة فصام وكأنها مصابة بإنفلونزا؟ وتعالج لفترة قصيرة كمريضة عيادات خارجية، وتعاد لمنزلها قبل أن تخضع لعلاج سلوكي وتأهيلي شامل؟ أما في الجزء الذي يخص كل مواطن يعاني معضلة نفسية أو ذهانية، فإنني أتوجه للإدارة العامة للصحة النفسية والاجتماعية بنصيحة تقول: هذا الزمن هو زمن توضيح القصور، وأخرجوا عبئها من ذممكم الوظيفية، فمعاناة الناس لا توصف، ولا يحتويها تقرير واحد أو تحقيق! خصوصاً لدى من يعانون الفصام والتوحد المصحوب بسلوكيات عنيفة. أجيبوا عن الأسئلة التالية، فضلاً: 1- هل لديكم قدرة على استقبال عشرات مرضى الفصام في هذا الزمن؟ 2- ما القدرة الاستيعابية لمستشفاكم في الرياض؟ 3- ما علاقة مستشفى الأمل بالفصام؟ 4- وما علاقة مستشفى الصحة النفسية بسواه؟ القصد: قولوا لوسائل الإعلام لدينا قصور في (كذا)، ولهذا نحن غير قادرين على توفير (كذا)! دعوا الأمر لمن اضطلعوا بالمهمة الإنسانية في البلاد! ولا تتركوا مرضاكم وذويهم لمارد الوقت، ينهش ما بقي من أمل بسبب التخدير المؤقت لفوهة بركان، والذي ما إن يأنس فرجة لكامن حممه.. إلا وتخرج نيران المرض لتحرق وتذيب كل من يقف في وجهها. بلغوا أمانتكم تجاه مرضاكم.. ربما ساعدكم من يستطيع!
إنشرها