Author

بانوراما التوسعة الجديدة للحرم المكي

|
حظيت مع الزملاء أعضاء الجمعية السعودية لعلوم العمران بزيارة الأسبوع قبل الماضي للتوسعة الجيدة للحرم المكي الشريف من على برج ساعة مكة، وهي توضح بجلاء أكبر توسعة في تاريخ الحرم المكي التي دشنها خادم الحرمين الشريفين في شهر رمضان، والتي تجسد اهتمام الملك الشخصي بالمسجد الحرام. إن الصورة البانورامية الرائعة الجمال من على شرفة الساعة تعطي المشاهد نظرة واسعة عما تقدمه الدولة من اهتمام لهذه البقعة الشريفة، وأن هذه التوسعة العظيمة للحرم سترفع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام إلى نحو مليوني مصل في وقت واحد، وكانت التوسعات السابقة تستوعب نحو 600 ألف مصل، وقد صممت هذه التوسعة بطريقة إشعاعية كي تأخذ من الكعبة مركزا أشاع لها، ولذا فهي ستعطي الحرم شكلا إشعاعيا يساعد المصلين على معرفة الاتجاه بشكل واضح، وقد روعيت في هذه التوسعة أيضا حاجة المصلين إلى الخدمات المختلفة من دورات مياه وغيرها، مما يسهل لهم الوصول إلى تلك الخدمات بكل يسر وسهولة. ثم ما تحويه التوسعة من أنفاق للمشاة وللخدمات التي ترتبط بهذه التوسعة وتغذيها بالطاقة والتكييف، مما سيجعل منها غاية في الراحة والطهر والصفاء. وتعد الجسور التي تقسم التوسعة بشكل متزن من العناصر المهمة في إدارة الحشود التي تمكن من إدارة الازدحام بشكل متوازن وسريع، وتعطي الفرصة لتفريغ تلك الحشود بسهولة إلى أماكن أقل ازدحاما. ونحن نستقبل هذه الأيام حجاج بيت الله الحرام لعلي أضع بعض النقاط التي أتمنى أن تلقى صدى من أجل خدمة بيت الله الحرام، وتعظيما لهذا المشعر الذي تهفو إليه أفئدة الناس. ـــ إن التوسعة القديمة تحتاج إلى جسور لتفريغ المصلين الذين يصلون في الأدوار العلوية والسطح؛ إذ إن نزولهم عبر السلالم الكهربائية يؤدي إلى ضغط شديد على الساحات المحيطة بالحرم الشريف، مما يتسبب في اختناقات كبيرة تحدث في مواسم العمرة، فكيف هي في الحج. ـــ إن مراعاة الجانب البصري للمعتمر والحاج مهم، ولذا فإنه يحسن أن نغطي الأعمال التي يتم إنشاؤها حاليا ليس بقماش إنما بصورة للتوسعة التي ستنفذ بحجمها الحقيقي التي تعطي صورة رائعة. تزداد الحاجة إلى ذلك إذا ما تم البدء بأعمال المطاف الجديد. ـــ في المشروعات الجديدة حول الحرم الشريف يحسن أن يكون الدور الأرضي في كل مشروع ساحةً تُضَمُ إلى الحرم للصلاة فيها في حال الزحام، وهي تضاعف من أعداد المصلين في الحرم، كما أنها تخفف الزحام في المسجد الحرام. كما أن هناك بعض النقاط في تحسين صورة الحرم الذي أمر البارئ سبحانه في تطهيره، وجعله مثابة للناس وأمنا. ـــ إن اللباس هو ما يعطي المرء صورة مختلفة، ويجعله يشعر باهتمام لما يقدمه من خدمة، ولذا فإن حراس الأبواب رجالا ونساء هم أول من يلتقي بهم الحاج والمعتمر في المسجد الحرام، وهم من يعطي صورة ذهنية لهذا البيت وخدمه، لذا ممن الممكن اختيار ملابس خاصة لهم وإعطاؤهم دورات تدريبية مكثفة في كيفية معاملة الحجاج والمعتمرين والرفق بهم، وأن تكون تلك الصورة التي تنطبع لدى كل حاج معتمر هي الرفق وحسن الاستقبال لهذا الضيف القادم لبيت الله الحرام، كما أن لباس عمال التنظيف يجب العناية بها، إذ هم يخدمون في أطهر بقعة فلا بد أن تكون ملابسهم تليق بهذا المكان وتعظمه. ـــ في الحرم يجتمع من كل فج أناس وألسنة متعددة، لذا فإن من الصعب كتابة لغات متعددة في مخارج وبوابات الحرم.. إن أسهل لغة يعرفها الجميع هي لغة الألوان، فإن من السهولة وضع الأرضية البلاستيكية بألوان مختلفة لتعطي إشارات للبوابات الخارجية للمسجد الحرام، وهي سهلة بدل أن تكون بلون واحد كما هو الحال الآن، كما أن وضع لوحات بألوان مختلفة للدلالة على المخارج يساعد أيضا على معرفة الاتجاهات. ـــ إن استخدام التقنيات في كل ما من شأنه المساعدة على أداء المناسك هو المطلب من ذلك، حيث حفظ أمانات المعتمرين والحجاج، فالمجود لا يكفي أبدا، والمطلوب حلول تقنية في حفظ تلك الأمانات بعيدا، والعودة بها في حال طلبها بطرق تقنية فردية. إن زيارتك هذه البقعة الطاهرة حاجا أو معتمرا أو زائرا تجربة فريدة لهذا المكان، وإن المشروعات التي تم تدشينها فريدة بكل المقاييس، وتتكامل الصورة بالاهتمام بالتفاصيل التي تضيف إلى هذه المشروعات صورة ذهنية رائعة تنطبع طيلة العمر لهذه الرحلة الفريدة.
إنشرها