قال للضباط: امنحوا الأفراد الإجازات والحوافز.. وللمتقاعدين: «أنتم مخازن خبرة»

قال للضباط: امنحوا الأفراد الإجازات والحوافز.. وللمتقاعدين: «أنتم مخازن خبرة»

قال للضباط: امنحوا الأفراد الإجازات والحوافز.. وللمتقاعدين: «أنتم مخازن خبرة»

قال للضباط: امنحوا الأفراد الإجازات والحوافز.. وللمتقاعدين: «أنتم مخازن خبرة»

جوانب كثيرة من شخصية الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز لا تظهرها الشهادات الأكاديمية ولا الرتب العسكرية ولا الألقاب الرسمية، ولا حتى التاريخ الوظيفي، من هذه الجوانب مثلا أن من يعمل مع الأمير سلطان بن عبد العزيز مباشرة ويحتك به على الصعيد الشخصي لا يملك إلا أن يعجب بشخصيته القيادية الفذة وأسلوبه العملي وأحكامه الموضوعية في تقييم الأشخاص والمواقف بحسب النتائج ووفقا لتحقيق الأهداف المرسومة، ناهيك عن رؤيته العصرية للأمور. وعندما تريد أن تكتشف جوانب القيادة العسكرية في شخصية الأمير سلطان بن عبد العزيز - يرحمه الله - فستجدها عند أشخاص عاصروا هذه الشخصية خلال عقود من الزمن. وللحديث عن هذه الشخصية الاستثنائية يتحدث لـ"الاقتصادية" الفريق ركن سلطان بن عادي المطيري، نائب رئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة السعودية وقائد القوات البرية سابقا، من واقع تجربة ومعاصرة، حيث أمضى 55 عاما في منظومة القوات المسلحة يمتلئ فيها عقد الذكريات بالعديد من المواقف الإنسانية والعسكرية مع الراحل. ذاكرة الفريق المطيري اختزلت الكثير من المواقف التي باتت شواهد على رحمة وإنسانية الأمير الراحل، الذي حمل أهمية الأفراد والضباط معه في حله وترحاله بحنان الأب القائد حين يدرك أن جنوده هم صمام الأمان للشعب. #2# يقول الفريق سلطان المطيري: لا أحد ينكر التطور والقفزات النوعية التي مرت بها قواتنا المسلحة، عتادا وبشرا، بحيث أصبحت قوة ضاربة يحسب لها حساب، بفضل قيادة الأمير سلطان بن عبد العزيز، حيث حظيت القوات المسلحة في عهده بدعم لا يمكن تصوره في جوانب التسليح كافة وبناء النسيج العام للقوات المسلحة. وأضاف: كان داعما للقادة من خلال الاجتماعات ودائم السؤال عن أحوال الضباط والأفراد، وقد واكبنا جميعا قيادته الحكيمة خلال السنوات الماضية، فجميع فئات الشعب تشعر بفقده بما فيها القطاعات العسكرية البرية والبحرية والجوية، الفقيد الراحل كان مهتما بالوطن والمواطنين ولم يكن مستقلا برأيه فقط، بل كان يدعو القادة ويجمعهم ويأخذ مشورتهم في القطاعات العسكرية كافة، وكان يتابع الوضع باستمرار يتابع كل ما من شأنه تطوير منظومة القوات المسلحة. وذكر أن الأمير سلطان كان يتواصل مع الضباط المتقاعدين ويخبرهم بأنهم ما زالوا مخازن خبرة يجب الاستفادة منهم، وعليهم أن يستعدوا دائما في أي وقت، ونحمد الله أنه رحل من دنيانا والعالم جميعا يتذكر محاسنه وأياديه البيضاء. #3# ويواصل نائب رئيس هيئة الأركان العامة حديثه عن الراحل بقوله "أتذكر أنه كان - رحمه الله - دائم النصح لنا نحن الضباط ودائم التوجيه، وكان يخاطب الضباط بضرورة تلبية كل متطلبات أفراد الجيش، وكان يقول نحن لم نضعكم في أماكنكم إلا لخدمة هؤلاء الأفراد من إجازات وحوافز وخلافه؛ لأن من أولويات الضباط خدمة الأفراد والجنود. كان يحمل - رحمه الله - هاجس خدمة المواطن في كل مكان يذهب إليه، كما كان يحرص على الجميع. ويضيف الفريق المطيري: من المواقف الإنسانية الكبيرة التي لا أنساها أذكر أننا في حرب الخليج كان يتواجد دون أن نعلم بموعد تفقده أو زيارته، ويحضر مواقع الوحدات؛ حتى يطمئن على الأحوال العامة، وهذا ما يهمنا نحن كعسكريين ولا نشعر إلا بالمروحية الخاصة له، ويترجل منها الأمير سلطان ليتفقد الأحوال العامة، وكنت أتذكر إبان قيادتي في الجبهة في حرب الخليج وعند تعرض الخفجي لعدوان مباغت من القوات العراقية، وكان دائم السؤال والتوجيه بخبرة عسكرية ساعدت كثيرا الضباط والأفراد وبثت فيهم الروح المعنوية العالية. ومن المواقف أتذكر كذلك موقفا يتمثل في أن طائرة الأمير خالد بن سلطان اتجهت للكويت، لكنها لم تتمكن من الدخول إلى هناك بسبب انتشار الدخان في الجو نتيجة العمليات العسكرية فسألني الأمير سلطان أين الأمير خالد؟ تجنبت أن أخبره بما حصل حتى لا يتعرض للقلق، فبادرني قائلا لم لا تخبرني الحقيقة أنا أعرف ما حصل إنني لا أسأل عن خالد لأنه ولدي وخالد لا يختلف أهمية عنكم أيها الضباط وجميعكم سواسية عندي، وعندما أفقد أحدا منكم فأنا فقدت ابنا من أبنائي، وكان يحرص - رحمه الله - على رفع المعنويات لدى منسوبي القوات المسلحة.
إنشرها

أضف تعليق