العالم

نهاية «ملك ملوك إفريقيا» .. يأخذ إجازة الأسبوع إلى فضاء الأخبار وقراءة التاريخ

نهاية «ملك ملوك إفريقيا» .. يأخذ إجازة الأسبوع إلى فضاء الأخبار وقراءة التاريخ

كان الكثيرون من السعوديين يتجهزون للخروج في نزهة نهاية الأسبوع ظهر الخميس، إلا أن الأخبار المتوالية من ليبيا أنست حتى الأطفال مواعيد المرح ليتسمروا أمام الشاشات في انتظار تأكيد خبر مقتل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي. يشير معلم أطفال إلى اختلاف الوعي عند أبناء الجيل الحالي عما كان عليه الحال في الأجيال التي سبقت إذ يسود لديهم الفضول والاهتمام بأخبار عوالم أبعد من عالمهم الصغير الذي طالما عرف الأطفال بعدم تجاوزه، إلا أن أحد زملاء الصحافة يؤكد أن من نقل له خبر مقتل القذافي هو طفله الذي للتو قد انضم إلى صفوف من يدرسون. اهتمام الأطفال والعائلات ككل بأخبار القذافي تحديدا هناك من يعزوه إلى صورة الشرير التي طالما خرج بها هذا الزعيم في صور شتى له أظهرها الإعلام ورددتها المجالس باهتمام يفوق نظراءه من زعماء تعاطوا مع السياسة بعقلانية أكبر على اعتبارها مصالح تحتاج حدا أدنى من الانضباط ، لكن القذافي اختصر ليبيا كلها في شخصه وحارب في اتجاهات متعددة لتكريس فكرة أن ازدياد حجمه وتعدد ألقابه سيقود ليبيا إلى مراتب أرفع كما يقول مراقب يعتقد أن المنطقة لم تشهد نظيرا للقذافي في استفزاز الناس بالتكبر والغطرسة والجنون في الوقت ذاته لدرجة سمح فيها لنفسه بإضفاء لقب ملك ملوك إفريقيا على قائمة ألقابه. إذن كانت المفارقة في أن هذا العقيد الذي وجد نفسه منذ 1969 زعيما ثوريا على بلد غني أخذ منذ تلك الفترة في تعظيم نفسه لدرجة أن يكون ملكا لملوك إفريقيا وإماما للمسلمين وانتهى به الأمر مختبئا من شعبه في أحد سراديب سرت، فيما الملوك الحقيقيون يتخففون من ألقاب التفخيم تحببا إلى خالقهم واقترابا إلى شعوبهم. ويشير المتابعون لخطاب القذافي في الأعوام الأخيرة إلى أنه لم يكن يحذر طوال الأعوام الماضية سوى من مصير مشابه لمصير صدام.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم