العالم

بعد 62 يوما من هروبه .. مقتل القذافي وليبيا حرة

بعد 62 يوما من هروبه .. مقتل القذافي وليبيا حرة

بعد 62 يوما من هروبه .. مقتل القذافي وليبيا حرة

بعد 62 يوما من هروبه .. مقتل القذافي وليبيا حرة

بعد 62 يوما من هروبه .. مقتل القذافي وليبيا حرة

تنفس الليبيون أمس الحرية وزال شبح الطاغية الذي جثم على صدورهم أكثر من 42 عاما، حين تمكن الثوار الليبيون من دك سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافي وآخر معاقله، وقتله بعد نحو 62 يوما من هروبه من طرابلس. وحاول القذافي - الذي وصف الثوار في يوم ما بالجرذان - الفرار من سرداب أو جحر اختبأ فيه، إلا أن نيران الثوار الذين لاحقوه تمكنت من إصابته إصابة بالغة ليقبض عليه حيا قبل أن تعلن وفاته وهو في طريقه إلى المستشفى. وقال محمود جبريل، رئيس الوزراء المؤقت: إن الحكومة الليبية تؤكد أن كل الأشرار، إضافة إلى القذافي قد انتهوا من هذا البلد الحبيب. وعبّر جبريل عن اعتقاده بأنه يتعين على الليبيين أن يدركوا أن الوقت قد حان لبدء بناء ليبيا جديدة وموحدة بشعب واحد ومستقبل واحد، كما طالب الجزائر بتسليم أفراد أسرة القذافي الذين فروا إلى هناك في آب (أغسطس)، ويقيم في الجزائر اثنان من أبناء القذافي وابنته وزوجته. #3# وفي مايلي مزيدا من التفاصيل: لم يدخر مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي وقوات النيتو جهدا معلوماتيا حول القذافي في الأشهر الأخيرة، فقد ركزت استخبارات النيتو على مدينة سرت مسقط رأس القذافي، وبعد تحقيقات مع عدد كبير من أعضاء حكومة القذافي والفارين من قواته، وبسبب اشتداد القتال في المدينة وعنادها، توقع المقاتلون أن وراء هذا العناد سرا، ولهذا ضيق النيتو عليها الخناق، وحاصرها الثوار من جميع المنافذ. وبعض المعتقلين قدم معلومات مهمة عنه بعدما وجدوا أن مرحلته في نهايتها، حيث فر آلاف المدنيين من سرت، التي يبلغ عدد سكانها قبل الحرب 75 ألف نسمة وتحولت بعد الحصار والقصف إلى أطلال. أسابيع من القصف بالصواريخ والمدفعية والدبابات ، ولم يطل الأمر كثيرا، حتى ضيق الثوار الخناق على القذافي ودفعوا به للفرار وأن يلقوا القبض عليه حيا في مخبأ سري يعود لمنزل مجاور لأحد الطرق الفرعية التي حاول الهرب عبرها إلى الغرب من سرت، التي رفعت الحكومة الليبية المؤقتة العلم الوطني الجديد وسطها، بعد أن أتموا سيطرتهم عليها بعد شهرين من حصارها، بحسب ما أكده العقيد يونس العبدلي قائد العمليات في الشطر الشرقي من المدينة، الذي أضاف أن السيطرة على مدينة سرت الحيوية ستكون نهاية حكم القذافي وستؤسس لبناء وإرساء نظام ديمقراطي جديد. وبحسب عبد الحكيم بلحاج القائد العسكري للثوار والحاكم العسكري لمدينة طرابلس، فإن معلومات استخباراتية كانت تأتيهم يوميا عن حركة القذافي في سرت وكيفية تواصله مع قواته، ومن معه من مرافقيه أيضا. وأضاف بلحاج أن الثوار تمكنوا من إحداث خروقات كبيرة في حراسات قريبة من القذافي وأن خروجه من طرابلس إلى جنوبها كان واضحا لنا وكنا نرصد وجوده، لكننا فضلنا أن نترك مجالات للحركة كي يتوجه إلى مدينة سرت لأننا كنا على يقين أنه لن يغادر طرابلس إلا لمدينة سرت لاعتبارات عديدة، لعل من بينها أن القذافي كان مؤمنا حتى اللحظة الأخيرة بإمكانية استعادته السلطة، وكنا على قناعة بأن مقتله سيكون في سرت. وبحسب قياديين في المجلس العسكري تحدثوا لوكالات الأنباء أن حالة الاستعصاء التي كانت عليها سرت أكدت لهم وجود القذافي فيها، غير أن حصارها من قبل النيتو ومن قبل الثوار دفع بالعديدين من قيادات القذافي للهرب خارجها، ما ضاعف حجم المعلومات لدى الثوار، ودفع بهم للتقدم نحو الأمام باتجاه فتح مدينة سرت، بعد أن أحكموا عليها الحصار من مختلف منافذها ومخارجها، وضربوا طوقا أمنيا واستخباريا محكما يحول دون إمكانية هربه. #2# وكشف الثوار الليبيين لوكالة "رويترز" أن القذافي وضع أغلبية قواته وسلاحه في مدينة سرت، وأنه كان قد أسس في سرت بعض النقاط العسكرية المحصنة والمزودة بكل الإمكانات القتالية، غير أن قصف النيتو لتلك التحصينات خلخل التوازنات وضيق عليه الخناق، ما أسهم في خروجه وهربه عبر رتل من السيارات، غير أن هذا الرتل قصف في المرة الأولى من قبل الطيران الفرنسي، وبعد ساعة من القصف حاولت السيارات المتبقية مواصلة مسيرها، غير أن النيتو قام بقصفها مرة ثانية، وتم حصارها من قبل الثوار، حيث أكد الثوار في وقت سابق أن مجموعة من السيارات بموكب ضم 40 سيارة تحمل مرافقي القذافي تحاول الفرار من مدينة سرت وكانت قد توجهت غرب المدينة، وكان الثوار يتابعون هذا الموكب، ولديهم معلومات تؤكد وجود القذافي ضمنه، وكان عبد السلام محمد، وهو أحد مقاتلي الحكومة، قد أكد سابقا أن الثوار اعتقلوا عددا كبيرا من أنصار القذافي وهم يحاولون الهرب غربا، ما جعلهم يتوقعون أن القذافي سيهرب من المنطقة الغربية لسرت. وأشار أحد الثوار الليبييبن إلى أن معلومات دقيقة حصلوا عليها أكدت لهم أن القذافي كان ضمن هذه السيارات، وأنه أصيب بعد تعطل الموكب من قبل الثوار الليبيين الذين دهموا الموكب بوابل من الرصاص، وتم نقله من قبل مرافقيه إلى أحد الأودية والكهوف المجاورة ليتلقى العلاج وليتم إخفاؤه عن الثوار، وهو منزل مجاور ومحاذ لأحد الطرق الفرعية غرب سرت. الثوار تلقوا معلومات تؤكد وجود القذافي ضمن هذا الرتل، ما دفع بهم للبحث بشراسة عنه، وتم اعتقال العديد من مرافقيه وتهديدهم بالقتل ما لم يقدموا معلومات عاجلة عنه. وبعد هروب بعض المرافقين والاشتباك المسلح معهم سمع الثوار من يؤكد أن القذافي في الداخل، وفعلا حصلوا على معلومات دقيقة عن القذافي بعد الاشتباك مع حراسه. ورغم المواجهة العسكرية مع مرافقيه كان القذافي يسأل مرافقيه (وش فيه) وحاول الهرب، وبعد القبض عليه وجدوه مصابا إصابة في ساقه وذراعه، وقال الثوار إن الدماء كانت تنزف من أطرافه، وهي إصابات سابقة، ولم يستطع المقاومة، وعند وصولهم إليه ورغم أنه يحمل السلاح، لم يتمالك نفسه من هول الصدمة والمفاجأة ليطلب إليهم عدم قتله قائلا لهم "أرجوكم لا تطلقوا علي النار"، وبعد اعتقاله جرى نقله بسيارات تابعه للثوار وبعدها نقل بسيارة إسعاف وبحراسة مشددة من قبل الثوار إلى مصراتة، غير أن القذافي فارق الحياة بعد نقله بقليل، فيما قتل معه عدد من القياديين مثل أبو بكر يونس قائد قوات القذافي أثناء اعتقال القذافي. وتشير المعلومات إلى أن جثة القذافي تم نقلها من مجمع العيادات إلى أحد المساجد في مصراتة، وأن موقفا لدى المجلس الوطني أن يتم التعامل مع جثة القذافي وفقا للضوابط الشرعية الإسلامية بغسله ودفنه، وبحسب المعلومات فإن نقله لمصراتة جاء على يد ثوار مصراتة الذين كان لهم دور كبير في مصرعه، ولكون مصراتة الأقرب إلى مدينة سرت. #4# وزير الدفاع في المجلس الوطني جلال الدغيلي قال في مؤتمر صحافي إن مقتل القذافي سيكون محطة انتقال لبناء الدولة المدنية واستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا التي عانت طوال 40 عاما ظلم القذافي وطغيانه، وقال إن ما تحقق من قتل القذافي ليس الهدف، لأن هدفنا أن نعيد بناء ليبيا على أسس قانونية ودستورية، وأن نتشارك جميعا في تعزيز الوحدة الوطنية وبناء الدولة الوطنية الحديثة وتحرير كامل التراب الوطني الليبي. وينتظر الليبيون بعد تحريرهم مدينة سرت إصدار إعلان التحرير مع بقاء المجلس الوطني حاكما لليبيا لحين انعقاد المؤتمر الوطني العام، فيما تحتفل المدن الليبية بمقتل القذافي واعتقال نجله معتصم القذافي، الذي أكد الثوار مقتله أيضا. نهاية القذافي فاصل تاريخي خبر اعتقال معمر القذافي ومن ثم مقتله، أصبح فاصلا تاريخيا في المشهد السياسي الليبي، وسيكون له أثر كبير في استسلام القوات التابعة له، الذي يقودها أبناء القذافي، خاصة سيف الإسلام القذافي، الذي تؤكد معلومات الثوار أنه كان يستعد لمغادرة سرت أيضا على رأس مجموعة من المرافقين التابعين له إلى الجنوب الليبي لتأمين مقاتلين وللتباحث مع القبائل الليبية لتعزيز دعمها لنظام القذافي ويرافقه عبد الله السنوسي. وأكدت المعلومات أن موكب القذافي الابن تعرض للقصف والحصار، وأنه قتل وسينقل إلى مصراتة. وعلى الصعيد الدولي كان اعتقال القذافي لافتا للانتباه، خاصة أن المعلومات كانت تشير إلى أن القذافي يقيم في الصحراء الليبيبة وأنه يحاول استعادة علاقته مع القبائل الليبية في الجنوب، لا بل وروجت مصادر دبلوماسية أن القذافي يسعى لإقامة دولة في الجنوب مستعينا بدعم الطوارق وبعض الدول الإفريقية. وفي هذا الصدد أكد الرئيس الروسي ديمتري مديفيديف في تصريحات للصحافة الروسية عقب تلقيه نبأ اعتقال القذافي أن الشعب الليبي هو من يقرر مصير القذافي، غير أن تأكيدات مقتل القذافي دعت موسكو للقول إن مقتل القذافي سيطوي مرحلة من مراحل التاريخ السياسي الليبي. ودعت موسكو إلى أن يكون ذلك مدعاة لتأسيس نظام ديمقراطي في ليبيا، فيما أكد رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو بيرلسكوني فور تلقيه نبأ مقتل القذافي قائلا: إن نهاية القذافي ستكون بداية مرحلة جديدة في ليبيا تطوى فيها مرحلة اتسمت بالعنف والتهميش إلى مرحلة من الحرية وبناء الدولة المدنية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم