الرياضة

الأخضر عقم هجومي .. من المسؤول؟

الأخضر عقم هجومي .. من المسؤول؟

حينما نعود بالذاكرة إلى المنجزات الرياضية في الفترات الماضية، والصولات والجولات التي عطرت الذاكرة سواء في البطولات الخليجية أو الآسيوية ووصولاً لنهائيات كأس العالم والتي كانت السمة الأبرز في المنتخب السعودي هي قوة وشراسة خط الهجوم والكم الكبير من اللاعبين الذين تميزوا على مستوى القارة الأكبر. وكان النجوم السعوديون في خط الهجوم في كل مشاركة ينافسون على لقب الهداف، وكان المدربون في حيرة كبيرة في وضع أحدهم على خط البدلاء لأن الأسماء كافة كانت تملك حساً تهديفياً عالياً ويظهر في الأوقات الصعبة والحرجة. في الفترة الأخيرة أصبح المهاجمون في الكرة السعودية مع المنتخبات السعودية مثل الحمل الوديع، ودون تأثير فني واضح للعيان، بل أصبح الجميع يتساءل عن ماهية الأسباب التي أدت إلى غياب الفاعلية الهجومية وكونها تخص اللاعبين أنفسهم أو أن المدربين الذين تعاقبوا على المنتخب السعودي هم السبب سواء بتطوير اللاعبين أو الثبات على تشكيلة معينة يطغى عليها الانسجام الذي يعوض بعض العيوب الفنية لخط الهجوم. في نهائيات كأس الأمم الآسيوية 2011 في الدوحة، وفي مباريات الدور الأول الثلاثة من تصفيات المرحلة الثالثة للقارة الآسيوية المؤهلة لمونديال 2014 في البرازيل سجل المنتخب السعودي هدفين فقط خلال ست مباريات، أحد الهدفين من ضربة جزاء. تلك حصيلة تؤكد أن هجوم المنتخب السعودي يعاني ومستقبله في خطر. من جانبه، شدد محمد الخراشي رئيس لجنة المدربين الوطنيين في الاتحاد السعودي لكرة القدم على أن مشكلة العقم الهجومي لها عدة أسباب هي التي جعلت المنتخب السعودي يعاني هجومياً، حيث قال ''في البداية كرة القدم في الآونة الأخيرة باتت تعتمد كثيراً على الناحية الدفاعية وهذا ما يصعب المهمة على خط الهجوم وبالذات أن المهاجمين في المنتخب أسماء كبيرة وهذا ما يجعل جميع المنتخبات المنافسة تحاول أن تعمل مراقبة شخصية على المهاجمين''. وأضاف ''الأندية لدينا أيضاً سبب رئيس في تفاقم هذه المشكلة، حيث لاحظنا أن جميع الأندية دون استثناء تعتمد على عناصر أجنبية في خط الهجوم وصناعة اللعب وهذا ما جعلنا نعاني في هذين المركزين وهو أمر طبيعي لأن المهاجم السعودي أصبح اختباره الحقيقي مع المنتخب السعودي لأن النادي لديه حلول هجومية بجانبه، وأصبح هو الخيار الثانوي أو عدم الاعتماد عليه بشكل كبير وهذا يؤثر فيه أثناء مشاركته مع المنتخب سواء من الناحية النفسية أو الفنية''. وزاد ''أيضاً مع الأسف أن المهاجمين وصناع اللعب حالياً في المنتخب السعودي ليسوا على مستوى كبير من الناحية الفنية والإمكانات التي يمتلكونها تحتاج إلى تطوير وإلى إعادة الثقة للاعب السعودي لأن الفترة الماضية كانت موجعة للمنتخب السعودي وهذا يؤثر في اللاعبين لأن هدفهم هو تغيير النظرة التشاؤمية التي تسود في المجتمع الرياضي السعودي الذي يطالب بتحقيق نتائج مميزة على عكس ما حصل في البطولة الآسيوية الأخيرة في الدوحة إضافة إلى المباريات الثلاث الأخيرة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم والتي لم يكن فيها نتائج أو مستوى إطلاقاً''. وختم الخراشي تعليقه بالتأكيد على أن الأخضر يحتاج لتحقيق نتائج إيجابية حتى يعود لوضعه الطبيعي لأن الوضع أصبح نفسياً أكثر من الجانب الفني، وبإذن الله خلال الفترة القادمة ومع توالي المباريات في دوري زين للمحترفين والاختيار المناسب من المدرب سيتحسن الحال كثيراً. في الجانب نفسه، أكد المدرب الوطني سلطان خميس أن لاعبي خط الهجوم لا يحاولون تطوير قدراتهم، إضافة إلى عدم الاهتمام من المدربين بتكثيف التمارين لهم، وقال ''المنتخب في الفترة الماضية كان مضرب المثل في تميز خط الهجوم، بل كان الأخضر يعتمد في نهجه الفني على خط الهجوم ولكن بعدها بفترة وبتلك الأسماء نفسها أصبح خط الهجوم نقطة الضعف في المنتخب من الناحية الفنية. وهذا يعطينا تفسيراً وحيداً أن هذه الأسماء لم تحاول أن تطور من قدراتها بل على العكس انخفضت مستوياتهم بشكل رهيب وهذا يعود لعدم تطوير ذاتهم من الناحيتين الفنية والبدنية''. وزاد ''ما يؤكد هذا الحديث هو أن الأندية التي كانت تعتمد على هؤلاء اللاعبين هو التعاقد مع لاعبين أجانب في هذه الفترة، وهنا نخشى أن تستمر هذه المعضلة في الفترات القادمة خصوصاً أن المنتخب السعودي والأجهزة الفنية مع الأسف تعتمد على الأسماء فقط، والدليل على ذلك أن المهاجم الأبرز في هذه الفترة من الناحية الفنية هو يوسف السالم ومع ذلك لا يتم الاعتماد عليه، وهنا تكمن المشكلة في أن اللاعب الأكثر جاهزية ليس هو الخيار الأول دائماً على الرغم من أن قائمة المنتخب السعودي تتغير باستمرار. وأصبح الظهور بمستوى مميز من أحد اللاعبين في مباراة أو مباراتين يصاحبه مدح وإشادة من معلق المباراة للاعب أصبحت هي تذكرة العبور للوصول للمنتخب السعودي الأول''. واستطرد قائلاً ''أي منتخب في العالم لا بد أن يكون له هيبة كبيرة ويصعب الوصول إليه حتى تزيد من نسبة تطور اللاعبين لأن الوصول بسرعة للهدف يجعل اللاعب يقل اهتمامه. وهناك أدلة كثيرة على هذا الجانب لأن تزايد مشاركة اللاعب تحرق اللاعب فنياً وآخرها اللاعب صالح القميزي الذي لعب في منتخبات الشباب والأولمبي والمنتخب الرديف خلال فترة وجيزة قد تضر باللاعب لا قدر الله''. المدرب المصري عبود الخضري مدرب فريق الشعلة والخبير بالكرة السعودية أكد أن السبب الرئيس في الضعف الهجومي للمنتخب السعودي ليس عدم وجود الكوادر الفنية بل عدم الانسجام، والعبث الكبير الذي يقوم به المدربون في الفترة الأخيرة. وقال الخضري ''منذ فترة طويلة والمنتخب يغير عناصره باستمرار وهذا يجعل اللاعبين يفقدون التركيز داخل الملعب لأنه من الطبيعي أن يكون اللاعب مرتاحاً لمجموعة من اللاعبين الذين هم أساسا يشاركون باستمرار حيث إنه يعرف طريقة لعبهم تماماً وكيفية التحرك وقراءة اللعب بشكل جيد ولكن في حال تغيير اللاعبين بشكل مستمر يؤثر ذلك على اللاعبين فنياً ونفسياً''. وتابع ''في المباريات الثلاث الأخيرة لم يثبت المدرب على تشكيلة معينة سواء في خط الوسط أو الهجوم ولم يكن التغيير بلاعبين أو ثلاثة فقط، بل وصل إلى ستة لاعبين في وقت واحد وفي خط الهجوم بالتحديد خلال المباريات الثلاث كلها مختلفة سواء في الطريقة أو الأسماء لأنه في النهاية اللاعب بشر يتأثر بالتغيير الكبير في فترات بسيطة''. واستطرد ''أيضاً المنتخب السعودي يعاني ضعفا في صناعة اللاعب أو بشكل أوضح صناعة الهدف وتهيئة الكرة للمهاجم أمام المرمى قد تكون مفقودة، إضافة إلى أن الأطراف في المنتخب السعودي شبه معطلة سواء من الأظهره أو من لاعبي خط الوسط الذين يعتمدون على الأطراف باستثناء نواف العابد الذي يقدم عملا كبيرا في الأطراف''. وختم المدرب المصري ''الكرة السعودية ولادة ولديها أسماء مميزة تحتاج للتركيز فقط وعدم كثرة استدعاء اللاعبين التي تضر ولا تنفع إطلاقاً''.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة