العالم

الاجتماع التشاوري.. انقسام عربي تجاه اتخاذ قرار حازم ضد سورية

الاجتماع التشاوري.. انقسام عربي تجاه اتخاذ قرار حازم ضد سورية

الاجتماع التشاوري.. انقسام عربي تجاه اتخاذ قرار حازم ضد سورية

الاجتماع التشاوري.. انقسام عربي تجاه اتخاذ قرار حازم ضد سورية

في الوقت الذي كانت تدور فيه رحى النقاشات بين وزارة الخارجية العرب حول الوضع المتأزم في سورية، خلال اجتماعهم التشاوري في مقر الجامعة العربية في القاهرة البارحة، كان هناك العديد من الضحايا يسقطون على يد قوات النظام السوري، حيث قتل ثمانية مدنيين برصاص قوات الأمن في مظاهرة مسائية شهدتها عدد من المناطق في ريف دمشق وحمص وإدلب. وكشفت مصادر دبلوماسية أن الاجتماع التشاوري، اتفق على رفض التدخل الأجنبي في سورية، والطلب من الحكومة السورية وضع جدول زمني لسحب قواتها من المدن السورية بشكل كامل ووقف قتل المدنيين، إضافة إلى تشكيل لجنة عربية لإبلاغ سورية بوضع خريطة طريق لتأمين انتقال سلمي للسلطة، وفي حالة عدم الانصياع لذلك سيتم اتخاذ قرارات أكثر حزماً تجاهها، لكن الاجتماع الذي اعتبره الجميع "طارئا" لم يتناول تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية، على اعتبار أن هناك دولاً تعارض بوضوح تعليق العضوية. وشهد الاجتماع التشاوري الذي جاء برئاسة حمد بن جاسم رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري وحضور الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، توافقا في الرؤى إزاء ضرورة حقن الدماء ووقف العنف في سورية مع وجود اختلافات في وجهات النظر حول آلية تحقيق ذلك، على أن يتم إشراك جامعة الدول العربية كطرف أساسي في تنفيذ الاتفاق. وفيما يكثف الرئيس الأسد حملته العسكرية لسحق المواطنين الأبرياء؛ لأنهم يطالبون باستقالته. وتقول الأمم المتحدة إن زهاء ثلاثة آلاف سوري قتلوا في هذه الحملة حتى الآن، ظهر أحمد يوسف مندوب سورية لدى جامعة الدول العربية، لينتقد تجاهل الدول العربية لما تشهده بلاده من محاربة ما أسماه "العناصر المسلحة"، واصفا عدم تدخل الأشقاء العرب مع سورية في معركتها ضد الإرهاب بأنها تجاهل يعكس حقيقة معايير العمل العربي! #2# واستعرض المسؤول السوري بعض المواقف الإيجابية لبعض الدول الأجنبية مثل روسيا والصين، وبعض الدول العربية، لكنه لم يسم غير سلطنة عمان، معتبرا إياها بـ"الداعمة للإصلاحات". واعتبر المندوب السوري لدى الجامعة العربية أن توقيت الدعوة لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة حول سورية "غريب ومريب". وقال: "نرجو ألا يكون مرتبطا بفشل تحرك الولايات المتحدة وأوروبا ضد سورية"، في إشارة إلى التحرك الأمريكي والأوروبي لاستصدار قرار في مجلس الأمن يدين قمع النظام لحركة الاحتجاج في سورية، ورد عليه وزير الخارجية القطري: هذا الاجتماع جاء من أجل سورية "ولا نعمل تحت أي أجندة خارجية". ولزمت الحكومات العربية الصمت طوال شهور، والقوات السورية تسعى لإخماد الانتفاضة باستخدام الدبابات والمدافع الرشاشة، لكن سورية أضحت الآن عرضة لخطر نشوب حرب أهلية قد تزعزع استقرار الدول المجاورة. ميدانيا، لم تتوقف المظاهرات الشعبية رغم عمليات الأمن السوري العسكرية واقتحام المدن وحصارها، حيث أفاد ناشطون بأن قوات الأمن السورية واصلت أمس حملات المداهمة والاعتقال في عدد من المدن السورية، فيما أطلقت النار على مشيعي ناشط سقط برصاص الأمن. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له بأن "قوات الأمن في دير الزور أطلقت الرصاص الحي على مشيعي الناشط في المرصد زياد العبيدي الذي تحولت جنازته إلى مظاهرة شارك فيها نحو سبعة آلاف شخص مطالبين بإسقاط النظام". وفي ريف دمشق، أضاف المرصد أن "قوات عسكرية وأمنية اقتحمت مدينة الزبداني صباح أمس، ونصبت الحواجز في الشوارع، وبدأت حملة مداهمات للمنازل بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية". وأشار المرصد إلى أنه سمع صوت إطلاق رصاص كثيف في المدينة. كما أكد اعتقال نحو 19 شخصاً في مدينة الضمير التابعة لريف دمشق. من جهتها، أشارت لجان التنسيق المحلية إلى اقتحامات للبيوت وتكسير للأبواب والأثاث واعتقالات عشوائية تترافق مع إطلاق نار كثيف في كافة أنحاء المدينة. وفي ريف حمص (وسط)، أضافت اللجان أن "عناصر أمن وشبيحة تقوم بمؤازرة الجيش بتنفيذ حملة مداهمات واعتقالات في قرية تير معلة وقرية الغنطو وسط إطلاق النار عشوائي. وتابعت "تشن قوات الأمن حملة مداهمات للمنازل وتنفذ اعتقالات واسعة في بلدة الدار الكبيرة (شمال غرب حمص) وسط إطلاق نار كثيف عشوائي. وفي ريف درعا (جنوب)، أشارت اللجان إلى إضراب عام للمحال التجارية وجميع المدارس في داعل أمس لليوم الثاني على التوالي احتجاجا على القمع وحدادا على أرواح القتلى. من جهته، ذكر المرصد أن إضرابا عاما في مدينة داعل جرى أمس (الأحد) احتجاجا على قمع التظاهرات باستثناء الأفران وبعض البقاليات والصيدليات، لافتا إلى أن الصمت يعم المدينة. #3# من جهة أخرى، دعا الأمين العام للتكتل السوري الموحد وحيد صقر الطائفة العلوية في البلاد إلى الالتحاق بركب التظاهر، مشددا على أن النظام قد يستخدمهم لتبرير أسلوبه القمعي مدعيا أنه يحافظ على حقوق الأقليات، مبينا أن الأقلية الصامتة حين تتحرك فلن يبقى للنظام أي مكان في سورية. وطالب وحيد صقر الطائفة العلوية أن تلتحق بركب التظاهر، لأنها هي الوحيدة التي قد يجعلها النظام تدفع ثمنا لا علاقة لها به، أكثر من الأقليات الأخرى، وشدد على أنه حين تقرر الأغلبية الصامتة الانضمام للتظاهر فستتحول المعايير لصالح الجماهير بالتأكيد. وأشار صقر إلى أن الأمور في سورية قد تتصاعد إلى حرب أهلية في البلاد، إذا لم يكن هناك وعي ونضج من كافة شرائح المجتمع السوري، مبينا أنهم كمعارضين ضد تسليح الثورة، "لكن لا نريد أن يكون هناك انتهاكات لبيوتنا وأعراضنا دون أن ندافع عن أنفسنا".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم