منوعات

طول الإنسان الأوروبي تراجع سنتيمترين بسبب البرودة

طول الإنسان الأوروبي تراجع سنتيمترين بسبب البرودة

قال علماء إن المجاعات والحروب والتقلبات السياسية هي في النهاية نتائج لتغيرات مناخية. وتوصل العلماء تحت إشراف ديفيد شانج من جامعة هونج كونج إلى هذه النتيجة بعد دراسة أسباب الأزمات الاجتماعية في عصر ما قبل الثورة الصناعية في نصف الكرة الشمالي. ويرى العلماء في دراستهم التي نشروا نتائجها أمس، في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم أن تراجع درجة حرارة المناخ يؤدي إلى تراجع المحاصيل الزراعية وارتفاع أسعار السلع الغذائية، مما يقود لاحقا إلى مجاعات وحروب، وغير ذلك من الأزمات. ودرس الباحثون تطور المناخ في الفترة بين عامي 1500 و1800 وربطوا مناخ هذه الفترة بالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسكانية والاقتصاد الزراعي. ومن بين الظواهر التي ركزوا عليها في هذه الفترة حجم المحصول واندلاع الأوبئة والحروب والقلاقل الاجتماعية. ورصد الباحثون خلال هذه الفترة وجود مرحلتين أكثر دفئا للمناخ إحداهما في الفترة من عام 1500 حتى عام 1559 والأخرى في الفترة من عام 1661 حتى عام 1800، ثم مرحلة أكثر برودة في الفترة من عام 1560 حتى عام 1660. ومن حيث المبدأ، تبين للباحثين أنه من الممكن الربط بين جميع الاختلافات التي رصدتها دراستهم و تذبذبات المناخ في هذه الفترة. حيث أدى تذبذب المناخ بداية الأمر إلى تغير الإنتاجية الزراعية وما يعنيه من تغير نصيب الفرد من السلع الغذائية. ثم حدثت تغيرات اجتماعية بعد فترة راوحت بين 5 و30 عاما. وتبين للباحثين بالدراسة المتفحصة أن وقت الإثمار تراجع في الفترات الباردة مما أدى إلى تراجع المحاصيل مع استمرار تزايد عدد السكان في الوقت ذاته. ومع تزايد الطلب على السلع الغذائية وتراجع المعروض منها حدثت الأزمة. بل إن الفترة الباردة في أوروبا نهاية القرن السادس عشر أدت بحسب العلماء إلى تراجع معدل طول الناس هناك بواقع سنتيمترين، ولم يعد الناس لطولهم الأول إلا بعد ارتفاع درجة حرارة الجو بعد عام 1650، أي بعد تزايد نصيب الفرد من الأغذية. وأكد العلماء أن عدد الحروب ارتفع في الفترة الأكثر برودة بواقع 41 في المائة وكذلك ارتفع عدد الأوبئة وإصابات الطاعون في هذه الفترة نفسها. ثم وسع الباحثون الفترة التي شملتها دراستهم وربطوا بين بيانات درجة الحرارة في الألف سنة الأخيرة وبين أوقات الرخاء والسنين العجاف في أوروبا، الأوقات الذهبية والعصور المظلمة، فتأكد لهم وجود علاقة بين المناخ والأزمات الاجتماعية والسياسية حيث كان المناخ باردا في الفترة من عام 1212 حتى عام 1381 على سبيل المثال وهي الفترة التي تعرف على أنها فترة الأزمات أواخر العصر الوسيط في حين أن درجات الحرارة كانت فوق معدلها في عصر النهضة أواخر القرن الرابع عشر وحتى بداية القرن السادس عشر أو أثناء عصر التنوير في أواخر القرنين السابع عشر والثامن عشر.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات