Author

فضائيات بدون شماغ

|
الملحظ اللافت للانتباه، أنه رغم حاجة فضائياتنا الخاصة ذات التمويل المحلي للكفاءات، إلا أن هذا لم يمنع وجوها عدة من البحث عن منافذ خارجية. أكتب هذا وأنا أستحضر صورا وأسماء عدة بينها: سليمان الهتلان، علي الظفيري، بثينة النصر...وآخرون. حتما أن الخيارات والفضاءات مفتوحة، وكل إنسان حر في خياراته، لكنني كنت أتساءل لو وجدت هذه الأسماء وأسماء أخرى الإغراءات الكافية والبيئة المناسبة ألم تكن ستستقر في هذه الفضائيات؟ مفارقة منابرنا الفضائية الخاصة، أنها لا تعاني شحا في الموارد، فهي تدفع كثيرا، مقابل عروض سخية لمذيعين ومذيعات من كل جهات العالم. استقطاب الكفاءات الإعلامية المحترفة أمر مشروع، لكن هذا لا يعفي فضائياتنا من ممارسة مسؤولية تجاه فتح آفاق للإعلاميين والإعلاميات المحليين، سواء المحترفين، أو حتى الجدد الذين تضخهم أقسام الإعلام بشكل سنوي. المحزن، أنه في مقابل الحرص على استقطاب إعلاميين مميزين من الخارج، نشهد أن هذه الشاشات نفسها، تقدم وجوها محلية لم تحظ بالتدريب والعناية، وبالتالي فإنها تبقى تعكس من خلال ما تقدمه إخفاقات الموهبة غير المقرونة بتنمية المهارات. القنوات الوحيدة التي يمكن استثناؤها من هذا الأمر، مجموعة الإم بي سي التي تضع معايير جيدة تشترطها في مذيعيها ومراسليها السعوديين، وتحرص على تدريبهم. لكن قنوات أخرى بعضها كبيرة، يبدو أنها تقذف بوجوه في معمعة الإعلام التلفزيوني دون أي تدريب. إن أي مذيع يلقى تدريبا جيدا مثل علي العلياني سوف يتألق كثيرا. المؤسف أن بديل علي العلياني لم يحظ بفرصة العلياني في التدريب قبل أن يظهر على الشاشة. هذا تقصير، مطلوب أن تتلافاه فضائياتنا.
إنشرها