Author

هاربات .. وهاربون .. وما الحل؟!

|
كأني أسمع عن مجتمع لم أعش فيه، كأني أقرأ رواية أجنبية، أو أشاهد فيلماً أو مسلسلاً تلفزيونياً غربياً، كأني لست في مجتمع هويته إسلامية، مجتمع تربى على الأخلاق والفضيلة. أقول هذا بعد أن قرأت دراسة أعدتها جامعة ''نايف العربية للعلوم الأمنية'' تدور حول هروب الشباب والبنات من أسرهم، وأن 90 في المائة من الهاربات أعمارهن أقل من 25 عاماً، وتراوح أعمار هذه الفئة ما بين 16 و20 عاماً، وأن هناك هاربات تراوح أعمارهن بين 21 و25 عاماً. والغريب أنهن متعلمات، بعضهن حصل على شهادة متوسطة، وبعضهن حصل على الثانوية العامة، يعني معظمهن في حالة إدراك بما يصنعنه، فالمعروف أن الفتاة المتعلمة أقل عرضة للوقوع في الخطأ من الفتاة التي لم تنل حظاً من التعليم، فماذا حدث؟! ما الدوافع التي دفعت هؤلاء الفتيات إلى الهروب من أسرهن؟! ماذا حدث في المجتمع السعودي حتى تظهر فيه هذه الشوائب التي تؤثر في أعمدته الرئيسية وأهمها الدين، ونحن في بلد الحرمين الشريفين؟ أين جهات البحث حتى تضع هذه الكارثة أمامها، وتبحث لها عن حل؟! إنني أحاول أن أصل إلى أسباب هروب الفتيات في هذه السن من أسرهن. هل أصبح البيت السعودي طارداً لأبنائه؟! هل هي التكنولوجيا التي فتحت الباب على مصراعيه بلا رقيب أو حسيب من خلال الدردشة والشات والمكالمات الليلية الطويلة؟! هل هو العنف الأسري وضعف العلاقات الأسرية بين الأبناء والآباء؟ هذه العلاقات التي يفتقد فيها الأبناء دفء الأسرة فيبحثون عما يفتقدونه خارج البيت، فتكون الطامة! هل هو تعدد الزواجات وغياب رقابة الأب، الذي أصبح مشغولاً برغباته وأصبح أبناؤه خارج الحساب؟! هل هو ضعف الوازع الديني؟! هل هو تقصير المدرسة في تربية أبنائها؟! هل هو الهجوم الشرس الذي يأتينا من خلال أطباق الدش التي تحمل لنا قيم مجتمعات مختلفة عنا عن طريق المسلسلات التلفزيونية أو أفلام السينما والتي يرى فيها هؤلاء المراهقون والمراهقات نموذجاً سهلاً للحرية فيقعون في براثنها! لأنهم فتيان وفتيات - لا يرون النموذج الصحيح في علاقتهم الأسرية، ويفهمون العالم خطأ، ولا يدركون أن هذه مجتمعات مختلفة عنا؟ أم أنها العولمة التي دهستنا بهدف الاعتداء على مجتمعاتنا المسلمة؟ وللأسف نحن نأخذ أسوأ ما فيها! إننا أمام كارثة حقيقية تدق أجراس الخطر وعلينا أن ننتبه قبل فوات الأوان. أعرف أن هذه الأسئلة التي طرحتها يمكن أن تكون كلها مجتمعة. لكن لا يكفى أن نعرف الأسباب. يجب بعدها أن نصل إلى الحل.
إنشرها