Author

هل هناك مظلة وطنية لأصحاب المصالح في تقنية النانو؟ (2 من 2)

|
إذا ما كان هذا توجهنا فإن المظلة بمن ينتمي إليها ستنشغل في هذه التقنية وصناعتها واستخداماتها ولن تُشغل في شؤون أخرى. في هذا المجال عمل لا حدود له ابتداءً من وضع اللبنات الأولى؛ فإعداد الأنظمة واللوائح والتوعية وإصدار المعايير إلى مراقبة المنتجات ومتابعة التطوير وقياس مدى تأثير الدراسات والمنتجات في حياتنا. هذا يعني أن بتحديد المسؤوليات تبعا للتخصصات المختلفة سيتم التركيز على تنفيذ توصيات المؤتمرات واللقاءات وستكون الحجة أمام صانع القرار مصداقية والتزام كل المؤسسات والأفراد المتخصصين والمهتمين بالمجال بأخلاقيات وأدبيات العمل حسب الأصول. نستطيع بعد الانتهاء من وضع البنى التحتية تحديد نقاط التلاقي والاختلاف بين الجامعات ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وأي مؤسسة أخرى حكومية أو خاصة. ثم الاتفاق جماعيا على استراتيجية وطنية وآلية عمل المظلة المحددة بأزمان تحقق في كل مرحلة الأهداف التي تترجم إنجازا جديدا في المجالات المختلفة بيئية كانت أم صحية أم حتى على صعيد الدراسات العلمية. وضع الميزانية أيضا يتطلب من المهتمين جهدا كبيرا في تقييمها لتكون مبدئيا موزعة حسب نوعية وحجم النشاط بكل من هذه المؤسسات، ومن ثم تنطلق كل منها تبعا للتوجه المرسوم أو المتفق عليه. خلال هذه الفترة لا بد أن يؤسس لقواعد بيانات تخدم الجميع ومجلة علمية يتفق على إصدارها يسهم الجميع فيها ويتم تبادل الأفكار مع حفظ الحقوق طبعا لكل جهة. لا شك أن للقطاع الخاص دورا كبيرا في دعم الأبحاث أو تبني دراسة أبناء الوطن في هذا المجال في مراحل التعليم العليا (الماجستير والدكتوراه) أو بناء المصانع أو حتى في تطوير أعماله وآلياته داخليا وخارجيا. يمكن أن نضع في منظورنا تحسين المعيشة عبر تعزيز التكامل بين المؤسسات المدنية فنوفر في الإنفاق لتوجيه المخصصات لهذه التقنية واستخداماتها، ونضاعف أعداد المهتمين وأصحاب المصالح Stakeholders بفتح السوق للمنافسة في الصناعة والبحث والتعليم ونستفيد من الموارد لتحقيق الازدهار الحقيقي فتكون التنمية مستدامة - بإذن الله. بالدعم المادي سنحجز لنا مقعدا علميا وصناعيا وإعداد موارد بشرية لم نكن لنعدها في السابق، حيث سبقتنا لذلك الدول المتقدمة. لكن في هذا المجال أسهمنا وحظوظنا أكبر وأقوى. هنا تصبح المراهنة على الأكثر إبداعا وابتكارا وقربا لحاجات الأفراد محليا وعالميا. ويكون مردود هذا بجانب العوائد المادية هو جذب آلاف الشباب السعودي كموارد بشرية متخصصة علميا وفنيا ومهنيا واستيعاب أكبر عدد منهم في كل حقل من هذا المجال. هنا نصل إلى ما هو أبعد من الصناعة والانتشار وهو تكثيف المشاريع المشغلة للأيدي العاملة الوطنية ومن ثم تصدير العمالة السعودية المتخصصة للخارج. من ناحية أخرى المبادرة في وضع حلول متنوعة لمحاربة الفقر والأمية في عالمنا العربي والإسلامي. خصوصا أن المملكة معروفة ولعقود طويلة أنها سباقة إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين وسيكون القادم دليلا جديدا يضاف إلى سجل حافل بذلك. تفصيليا.. لو بدأنا بهاجسنا السنوي الكبير (الحج والعمرة)، وبديدن أفراد المجتمع ومؤسساته (التعليم والصحة)، فقد أطرح أفكارا وللمعنيين والمسؤولين حق تبنيها أو التخلي عنها فهم الأدرى ببعد النظر والقرب من صنع القرار. إن موسمي الحج والعمرة فيهما من الإلهام ما يجعلنا نتقدم في استخدام منتجات هذه التقنية، بل نبرع فيها. مثل ذلك زيادة استيعاب خيام المشاعر المقدسة بتوفير خيام من مادة جديدة تمكن من الارتفاع عموديا لدورين مع الحفاظ على متانتها، إضافة إلى تأمين السلامة وقلة تكلفتها. وإذا ما تمت إعادة وضع البنى التحتية لمنطقة المشاعر باستخدام الألياف النانونية في جميع المكونات من أنابيب وأسلاك وأدوات وتجهيزات وأعمدة إنارة فقد نحظى بأكثر المناطق مكافحة للعدوى المرضية على مستوى العالم وأكثر المناطق المستغلة مساحيا تحتوي جموعا من أمم العالم أجمع. يضاف إلى ذلك: (1) تحسين وسائل النقل. (2) توفير مساحة للحركة مع سلامة وأمن ضيوف الرحمن خلال فترة مكوثهم لأداء مناسك الحج أو الفريضة. كما تساعد الجهات على تطبيق الخطط كل فيما يخصه براحة تامة وتواصل مستمر بين الأطراف المعنية. (3) إمكانية مراقبة وتجويد الأداء، وبالطبع خفض التكاليف وتوجيه المخصصات لتطوير جديد. أما فيما يتعلق بعلماء الأحياء والبيئة والهندسة والطب، فيمكنهم أن يتكتلوا كل حسبما يشترك مع الآخر في التوجه العلمي فيتمكن البعض من محاربة البعوض ويرقاته في مستنقعات جدة أو جازان أو أي مستنقعات على أراضي المملكة. وذلك بتكوين خلايا تتكاثر ذاتيا في المستنقع أو استخدام النبض الكهربائي فتهلك النواقل النامية أو يمنع خروج مكتملة النمو أو تخرج الكاملة ضعيفة غير قادرة على الإصابة بالعدوى. هكذا نصل إلى القضاء ''تماما'' على بعض الأمراض المعدية مثل الملاريا وحمى الضنك ببرنامج مكافحة فريد من نوعه. بالنظر إلى تخصص الشركات التي تنفذ مثل هذه الأعمال الحقلية باستخدام التقنية الكلاسيكية (الكيميائية) فيمكن للمستثمرين ''الجريئين'' أن يدخلوا هذا المجال بحثيا وصناعيا ومن ثم تسويق الوسائل والمنتجات عالميا، خصوصا أن قارتي إفريقيا وآسيا يمكن أن تؤمنا سوقا تزدهر مع الوقت؛ لوجود بقع بدأت فيها الكثير من المسببات المرضية وهي خصبة لهذه الدراسات. لتعديد المكاسب يمكن مراجعة مواقع الجامعات السباقة، وأخرى مثل ''موقع الموسوعة العربية لتقنية النانو''. وسنكون بتوفير عوامل النجاح - بإذن الله - مملكة الخير كما هي مملكة الإنسانية. والله المستعان.
إنشرها