Author

التقنية.. هل «تفرمت» الأخضر؟

|
عندما فقد المنتخب الكويتي جيله الذهبي الذي قاده لأجمل الانتصارات والمستويات شرعت أقلام الإعلام الكويتي في الضغط المستمر على اللاعبين الذين حملوا لواء الكرة الكويتية بعد رحيل جيل العمالقة، لكنهم أضاعوا مفتاح النجومية والروح والتضحية، وأي أزرق أضاعوا! هذا الأمر أرى أنه ينطبق تماما على أخضرنا الذي ظل الإعلام طوال سنوات مضت يطالبه بتحقيق الانتصارات والإنجازات، على الرغم من أن شروطها ومواصفاتها ومتطلباتها لم تتوافر بعد، ما دام المنتخب السعودي يدور حول فلك سمعته التي رسمها لنفسه في المحافل الآسيوية دون أن يجد منفذ استراتيجية العودة إلى ساحة المنافسة، حتى بعد التعاقد مع المدرب العالمي ريكارد. ويبدو لي أن المشكلة ستتعمق مع هذا الجيل الجديد الذي يفتقر إلى النجومية الحقة المقرونة بالروح والتضحية والمسؤولية، حيث تعد مفتاح إنجازات المنتخب وبطولاته منذ جيل ماجد عبد الله في الثمانينيات، فكيف إذن نعمل على إعادة تأهيل الأخضر؟ وما المنظومة المثلى التي تجعلنا نبتعد عن الاتكاء على ماضينا الزاخر بالبطولات والإنجازات عند مقابلة المنتخبات الأخرى؟ وماذا عن النظام الإلكتروني الجديد الـ"سوفت وير"، الذي تم توفيره من قبل إدارة المنتخبات، بناء على طلب من مدرب المنتخب ريكارد، وكلف أكثر من 12 ألف دولار، وفقا لما نشر في «الاقتصادية» أمس؟ وهل تسهم هذه التقنية المعقدة في إعادة الأخضر لمكانه المعتاد ومكانته المرموقة على الصعيد الآسيوي؟ هذا البرنامج التقني الذي يستطيع كشف المنتخبات الأخرى عبر تحليلها ودراستها والتعرف على خططها التكتيكية، وكيفية مشاركة اللاعبين في كل منتخب لا أظن أنه وحده كفيل ببث الحياة من جديد في منتخبنا، لأن عودة الأخضر لم تحن بعد وروح اللاعبين تحضر في أنديتهم وتغيب في المنتخب، كما أن هيبة الصقور الخضر لا تلوح في الأفق إذا كنا نستدعي لاعبين فاتهم قطار النجومية، أو لا وجود لهم في إحصائيات "زين"، أو ما دمنا لا نفرق بين النجوم وأشباههم! وإلا فهل من المعقول أن يستبعد محمد نور النجم الكبير في ملاعبنا بعطائه وحماسه وفكره، وتتم الاستعانة بظهير أيمن بدلا عنه؟ وكيف نطالب المنتخب بالمستحيل والأندية تبالغ في تضخيم عقود اللاعبين الصغار قبل الكبار إلى مبالغ خرافية، رغم عدم استحقاقهم ذلك؟ وكان نتيجة ذلك أن استكان هؤلاء اللاعبون إلى هذا الثراء، وسلموا راية التفوق في أنديتهم إلى المحترفين الأجانب، وعندما حانت ساعة الأخضر لم يجد من يعتمد عليه! وليت الأمر توقف عند ذلك، بل وجدنا بعض هؤلاء اللاعبين المنضمين للمنتخب في نهاية المطاف يتسولون عقودا بالإعارة، وربما انتهت بالتمليك، ومع ذلك مكانهم محجوز! لقد تطورت المنتخبات الخليجية والآسيوية، بينما نحن نتراجع تراجعا مخيفا، لأننا ما زلنا نقف على أطلال الزعامة الآسيوية التي فقدناها منذ أكثر من عقد، كما أننا شغوفون باجترار ذكريات مجرد التأهل لكأس العالم، وبسبب ذلك فقدنا مع هذين الأمرين شخصية الأخضر الفريدة، ولعل أول خطوة عاجلة ستسهم في إعادة المنتخب إلى وضعه الطبيعي تكمن في أن نعترف بأفضلية المنتخبات التي نقابلها، وأن نحسب لها ألف حساب، بعيدا عن أفضليتنا الموغلة في التاريخ التي قادتنا لأن نسلم زمام المبادرة لمنتخبات كنا لا نجد صعوبة تذكر في الانتصار عليها، مع أهمية منح الفرصة لمن يستطيع فرض اسمه في ناديه أو حتى من المنتخبات السنية الأخرى بعيدا عن أي حسابات أخرى، مع أهمية تفعيل برنامج الـ"سوفت وير" الجديد، الذي أدرجه مدربنا الهولندي القدير ضمن مشروع استكشافي، لتطبيقه عمليا ومن زاوية أخرى في منافسات دوري زين، فلربما اصطادت هذه التقنية "الريكاردية" لاعبين جددا يتسلحون بالطموح والموهبة والروح، وكشفت عن طريقة سلسة تصلح حال المنتخب ولاعبيه، وتغلق أوهام أفضلية الأخضر المطلقة، ودوري زين المبجل! أقول "ربما"!
إنشرها