Author

أجراس الكراهية

|
ناقوس الكراهية يدق الأبواب، عربيا وعالميا، تتأجج الكراهية بسبب أعباء سياسية واقتصادية واجتماعية. في أوروبا يضيق أبناء الدول الغنية ذرعا بمشاكل الدول الأوروبية الفقيرة، ويتظاهرون مرددين: لا شأن لنا بهم. هذه الضغوط تدفع دولا مثل ألمانيا وفرنسا إلى مواجهة ضغوط من الشارع الذي يطالب بعدم اقتطاع جزء من قوتهم لتسديد ديون الآخرين. هذا الملمح، يأخذ بعدا عربيا أيضا، وترى أن بعض البلدان التي شهدت حراكا، تريد أن تخوض حروب تصفية ضد كل الأغنياء من شركائهم في الوطن. وهم في تعميمهم للمسألة، يطالبون بإقصاء كل موظف عمل في ظل الحكم السابق. عندما انتهت الأمور في العراق إلى إسقاط صدام حسين، كان من أول القرارات التي تم اتخاذها إلغاء الجيش، وبدأ مشروع خاص باجتثاث البعث. في العراق لم يكن ثمة مواطن يملك خيار ألا ينتمي لحزب البعث. خاصة إن أراد لحياته أن تسير بشكل مستقر. الأمر نفسه ينسحب على دول أخرى شهدت حراكا وتغييرا. ليبيا حاليا تخوض حوارا حول إقصاء كل من ينتمي للجان الشعبية. لكن الذين يديرون هذا الحوار ينسون أو يتناسون أن بعض من في المجلس الانتقالي كانوا إلى ما قبل بضعة أشهر من أقطاب النظام الليبي. من المؤكد أن ثقافة الكراهية، تحتاج من أجل إلجامها إلى نوع من الحصافة والحكمة. لا يمكن أبدا محاكمة الشعوب بحجة أنها كانت تتعامل مع أنظمتها السابقة. لا أحد يملك خيارا مستقلا، ومن يقول: لا في بلد مثل ليبيا أو العراق كان مصيره الهوان والإذلال. والكراهية أحيانا لا تميز بين عظائم الأمور وتوافهها، ولذلك فأنت لا تستغرب أن تجد تجمعا على الفيس بوك يدعو المصريين إلى إقامة مظاهرة مليونية في ميدان التحرير لمنع الفنانة اللبنانية إليسا من الغناء في مصر. إنها ثقافة الكراهية التي تتوسل بالوطنية فتغوص في إهدار كرامة الناس وتجور على حقوق الإنسان وهي التي جاءت لإنقاذ الإنسان.
إنشرها