ثقافة وفنون

المشغولات النحاسية.. تحف فنية بديعة وباقية عبر الزمن

المشغولات النحاسية.. تحف فنية بديعة وباقية عبر الزمن

شكلت دمشق عبر العصور بصناعاتها اليدوية الكثيرة والمتنوعة سوقاً تجارياً كبيراً لهذه الصناعات في منطقتها والعالم فكانت تقصدها القوافل التجارية من كل أصقاع الأرض للتبضع من صناعة حرفييها وعلى الأخص الصناعات النحاسية. وتعتبر حرفة صناعة النحاس في تاريخ دمشق أحد مكونات الشخصية الدمشقية من خلال الورش الكثيرة التي كانت تعمل بهذه المهنة والتي كانت منتشرة في عدة أسواق من دمشق كان أشهرها سوق النحاسين في شارع الملك فيصل حيث كانت أيدي الحرفيين تصنع الأواني النحاسية المتنوعة التي يحتاجها المجتمع الدمشقي والمجتمعات المحيطة مثل ريف دمشق والمنطقة الجنوبية عموماً. وكان النحاسون منذ قرنين من الزمن يستوردون صفائح النحاس من أوروبا ويقومون بطرقها في مشاغلهم ليكونوا منها أواني متنوعة في الشكل والوظيفة ويتفننون في تصميمها وجماليتها وإدخال النقوش والزخارف عليها مع تلبيسها بالفضة أحياناً لتأخذ رونق التحفة الفنية البديعة والباقية عبر الزمن. كما أن هذه المهنة ترتبط بغيرها من المهن مثل حرفة صب وسكب النحاس أي صهر النحاس وسكبه في قوالب لها أشكال محددة وهي النواة الأساسية لصناعة النحاس إلى جانب مهن الخراطة والنشر والثقب والتسوية وصناعة القوالب الخشبية والرسم المهني وغيرها من الحرف المتممة. ورغم قلة اقتناء الناس للأدوات والأواني النحاسية في وقتنا الحالي إلا أن الزائر للحارات الدمشقية القديمة وللأرياف المحيطة يلاحظ حتى اليوم مبيض النحاس الجوال الذي يطوف على هذه البيوت ويعرض تبييض أوانيهم النحاسية في ساحة الحارة حيث يلقى هذا الجوال زبائن مقبولين من حيث العدد لتبقى هذه المهنة على قلة العاملين فيها قادرة على سد حاجة مقتني النحاسيات ومساعدة على إزالة سواد الزمن عن أوان فنية بديعة الصنعة وتخبر عن زمن جميل مضى.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون