مكة: 2000 ريال في اليوم تغري دافعي العربات لمخالفة الأنظمة في الحرم

في مثل هذه الأيام تتنامى مشاهد الكر والفر بين دافعي العربات غير المرخصة, وبين أفراد لجنة خاصة وضعتهم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي, لتعقبهم ومصادرة عرباتهم, ووضعت عددا من العقوبات عليهم. المحفز الذي يدفع قائدي العربات إلى الدخول في مغامرات ومطاردات متعبة ومرهقة, هو المحصول المادي الكبير الذي يجنونه في اليوم الواحد, وبحسب أحدهم يقول نتناوب أنا وأخوتي الثلاثة على دفع العربة طوال اليوم في السعي أو الطواف في الأدوار العليا للمسجد الحرام, ويراوح ما نجنيه في اليوم الواحد ما بين 1000 و2000 ريال''. ويضيف بقوله ''بيننا نحن دافعي العربات إشارات وإمارات معينة تساعدنا على تنبيه بعضنا البعض, عند اقتراب لجنة متابعة العربات, ولكننا في الكثير من المرات نقع صيدا ثمينا في أيديهم, نظرا لعدم استطاعتنا تمييزهم, بالإضافة إلى الزحام الشديد وذروة العمل الكبير التي تجعلنا نغفل عن متابعتهم, ولا ننتبه إلا بعد أن يلقوا القبض على أحد زملائنا, بعدها نلوذ بالفرار, وتبدأ فصول مطاردة قد ننجح في الهرب وقد تصادر عربتنا في بعض الأحيان''. وأبان دافع العربة أنهم لا يزاحمون أحدا, ولا يخالفون بوجهة نظرهم, وأن أدوار المسعى أصبحت كبيرة وواسعة وتستطيع أن تستوعبهم وتستوعب العربات الأخرى التي وضعتها الرئاسة في خدمة المعتمرين, حتى إنه في بعض الأوقات لا تستطيع العربات المجانية تلبية احتياجات المعتمرين, فنقوم نحن بمساعدهم على السعي, وبمبالغ قد تصل إلى أكثر من 150 ريالا, وبعض المعتمرين يدفعون أكثر من المتفق لأننا في نظرهم نتعب كثيرا في دفعهم''. من جهتها، حذرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام, والمسجد النبوي, المعتمرين والزوار من عدم التعامل مع دافعي العربات غير المرخصة, مشيرة إلى أنها كونت لجنة لمتابعتهم وتعقبهم ومصادرة عرباتهم المخالفة. وأوضح محمد الشمراني, مدير إدارة العربات, أنه ولمواجهة بعض الممارسات الخاطئة من بعض أصحاب العربات الخاصة غير المرخصة التي يقوم بعضهم باستغلال المعتمرين فقد تم تكوين لجنة من إدارة العربات وقوة أمن الحرم المكي الشريف لمواجهة تلك الممارسات ومعاقبة مرتكبيها والعمل على القضاء على ما تسببه تلك العربات الخاصة غير المرخصة من إزعاج واستغلال ومضايقة للمعتمرين. وطالب الشمراني المعتمرين بعدم دفع مبلغ أكثر من الأسعار المحددة للعربات بأجرة وأيضاً عدم التعامل مع دافعي العربات غير المرخص لهم, داعيا المعتمرين من ذوي الحاجات الخاصة وكبار السن للالتزام بالمسار المخصص لتلك العربات للطواف والسعي حتى لا يتعرض بقية المعتمرين للإصابات من جراء عدم الالتزام بالمسار المخصص لتلك العربات وأيضاً المداخل المحددة لدخول تلك العربات والمهيأة أساساً بمداخل خاصة لها وحرصاً على راحة المعتمرين لا يسمح بالطواف بالدور الأرضي وإنما هناك مسار بالدور العلوي يتم الصعود له عن طريق المصاعد وجسر أجياد, متمنيا منهم أن يحافظوا على العربات المجانية والكهربائية المسلمة لهم وأن يقوموا بإعادتها بعد الانتهاء من أداء المناسك لمكتب تسليم العربات حتى يستفيد من خدماتها غيرهم من الإخوة المعتمرين.