الدول العربية ثاني أكبر دائن لأمريكا بعد الصين بـ 470 مليار دولار

الدول العربية ثاني أكبر دائن لأمريكا بعد الصين بـ 470 مليار دولار

لم تنج ندوة البركة المصرفية أثناء افتتاح دورتها الثانية والثلاثين البارحة الأولى في جدة من ترددات أزمة الديون الأمريكية التي ألقت بظلالها على أجندة المتحدثين والمشاركين، في وقت تحاول الندوة التركيز على عدد من قضايا الاقتصاد الإسلامي وما يدور في فلكه.
وأوضح عدنان يوسف الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية رئيس اتحاد المصارف العربية أن أزمة الديون الأمريكية لها تداعيات كثيرة، مبيناً أن الدول العربية تعتبر ثاني أكبر دائن للولايات المتحدة الأمريكية بعد الصين. وكشف لـ ''الاقتصادية'' أن لدى الدول العربية نحو 470 مليار دولار في أمريكا، مضيفا ''لا ندعو إلى سحب هذه الأموال ولكن يجب علينا توزيع المخاطر، في السابق كنا مندفعين للاقتصاد الأمريكي بدون دراسة، وهذا ليس عيباً، لكن اليوم يجب أن يكون هناك دراسات كاملة للأمر''. فيما انتهز الشيخ صالح كامل رئيس مجلس إدارة مجموعة البركة المصرفية الفرصة ليحذر المصارف من المحاكاة والتقليد الأعمى للغرب في منتجاتها، مشيراً إلى أن الاقتصاد الإسلامي ''حقيقة'' ولا يمكن لعقل بشري أن يضع ما وضعه الله في القرآن أو جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام في السنة الشريفة.
وأوضح كامل لـ ''الاقتصادية'' أن على البنوك الإسلامية اجتناب ما وقعت فيه البنوك الأوروبية والأمريكية والذي أودى بهم إلى ما نشاهده اليوم من أزمات، مضيفا ''يجب علينا أن نعرف أن الديون بفوائد حرام ونبتعد عنها، ولا نتدين بأي صورة فيها مبلغ ثابت سواء سمي مرابحة أو غيرها، الديون مصائبها كبيرة على المستوى الفردي والحكومي وعلى مستوى العالم الآن وصلنا لأمريكا أكبر اقتصاد يحرك العالم والذي إن انهار ينهار معه بقية الدول التي تستخدم الدولار''.
وتابع كامل ''ها هي الأحداث تتوالى سنة بعد أخرى توضح لنا وللعالم أن القواعد في الاقتصاد الإسلامي لو فهمت واتبعت لما نشأت أزمة 2008، وها هي في 2010 و2011 بدأت أزمة الديون تتفشى وبلغت أعظم الدول، أمريكا التي سيطرت بورقها الأخضر دون غطاء، وهي أكبر مدين في التاريخ، ويتضح لنا من الأزمات الضرر الكبير الذي تحمله الديون بالفوائد''.
وانتقد رئيس مجلس إدارة ''البركة المصرفية'' بعض البنوك التي لا زالت في بوتقة التقليد للغرب بقوله ''لا يزال الكثير منا يقلد الإدارات الغربية، كفانا تقليد واندفاعاً، أرجو أن نتخذ الأزمات عضة ليس فقط المصرفيين، بل الاقتصاديين ووزراء المالية والاقتصاد والتخطيط لنقنع العالم أن لدينا خطة ليس لها مثيل من تشريعنا ونقدمه لهم''. ولفت إلى أن الرأسماليين على وشك السقوط إلا أنهم يكابرون، داعياً الجميع إلى إبراز المدرسة الوسطية المستمدة من تعاليم السماء. وبالعودة لحديث عدنان يوسف مع ''الاقتصادية''، أشار إلى أن المصارف الإسلامية أثبتت نفسها بشهادة البنوك العالمية والبنك الدولي الذي بدأ يتحدث عن تجربة جيده لتستفيد منها الدول، وبدأ يضعها في قاموس دراساته وأن ذلك يدل على أن الصيرفة الإسلامية تسير بشكل صحيح، مؤكدا عدم تأثر المصارف الإسلامية بأزمة الديون الحكومية سواء الأوروبية أو الأمريكية. وقال ''البنوك الإسلامية ليس لها أي مشكلة مع الدين سواء أوروبية أو أمريكية لأننا لا نشتري ديون، ولهذا خرجنا من الأزمة الأولى، كذلك لا ندخل في المنتجات المبتكرة''، مشيراً إلى أن الديون ستؤثر في أوروبا لعدة أسباب من أهمها أن كثيراً من البنوك نحو 20 في المائة من ميزانية محافظها في الديون، وإذا ما تعثر سداد الديون ستتأثر هذه البنوك.
وأضاف يوسف ''أعتقد أننا الآن وبعد أن بلغت صناعة المال الإسلامية ما بلغت من انتشار وما نالته من اعتراف, نحتاج إلى أن يقوم الاقتصاديون وأصحاب الفكر والرأي الاقتصادي والفقهي والباحثين في مجالات المعرفة الاقتصادية للخروج بتعريف موحد للبنك الإسلامي يكون هدفه الأساسي أي التعريف ربط المقاصد والمآلات وربما حتى الآليات بنتائج كمية قابلة للقياس. كما طالب المصارف الإسلامية الاهتمام بالمنشآت الصغيرة، مشيراً إلى الإحصائية التي قدمها البنك الإسلامي للتنمية في دراسة مشتركة مع المؤسسة الدولية للتمويل أشارت إلى أن أعلى معدل للبطالة بين الشباب على مستوى العالم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تصل إلى 25 في المائة وهو ما يكلف اقتصاديات المنطقة نحو 50 مليار دولار سنويا.

الأكثر قراءة