منوعات

249 هجوما إرهابيا في أوروبا نفذها متطرفون محليون.. 3 منها فقط نسبت لجهات إسلامية

249 هجوما إرهابيا في أوروبا نفذها متطرفون محليون.. 3 منها فقط نسبت لجهات إسلامية

أبرزت قضية أندرس بيرنج بريفيك المخاوف المحيطة بمسألة الهجرة التي تساعد على توليد التطرف. في هذا الوقت تتجه أفكارنا إلى شعب النرويج بعد الاعتداء الدموي الجمعة الماضي، الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 98 شخصاً وإصابة الكثيرين غيرهم. وما يزيد الشعور باليأس حقيقة أن معظم الضحايا كانوا من الشباب الذين تم قتلهم بلا رحمة أثناء حضورهم معسكراً سياسياً للشباب. ونحن نعرف في بريطانيا الصدمة والبحث اليائس عن إجابات بعد هذا النوع من الاعتداءات. وبالنسبة للنرويج، التي لم تعتقد أبدا أنها مستهدفة، والتي تترنح بعد أكبر خسارة أرواح إجرامية منذ الحرب العالمية الثانية، يُعَدُّ هذا أمراً خطيراً بصفة خاصة. وتقول صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في افتتاحية عددها الأحد الماضي، إنه حين تواردت الأخبار عن تفجيرات أوسلو وإطلاق النار في جزيرة أوتويا، اعتقد الكثيرون أن هذا إرهاب إسلامي، ربما كرد فعل على مشاركة النرويج في العراق وأفغانستان وقصف ليبيا. واعتقال النرويجي الأشقر أندرس بيرنج بريفيك (32 عاماً)، الذي كان كما يبدو المفجر والمسلح الوحيد، غيَّر هذه النظرة. ربما لا يتعين أن نشعر بالدهشة. فالنرويج ليست في الاتحاد الأوروبي، إلا أن التقرير السنوي ليوروبول حول الإرهاب في الاتحاد الأوروبي يروي القصة. فمن بين 249 هجوماً إرهابياً وقعت في العام الماضي، تم تنفيذ ثلاثة فقط من قبل جماعات إسلامية. وفي حين أن خطر مثل هذه الجماعات يعد كبيرا، وعلى الرغم من أنه تم تجنب الكثير من الهجمات المحتملة، إلا أن الأغلبية الكبرى من عمليات الهجوم نفذت من قبل انفصاليين أو فوضويين أو متطرفين محليين. وتواصل الصحيفة الإنجليزية حديثها حول هذه القضية في افتتاحيتها بأنه حتى الآن، لا نعرف ما الذي دفع بيرفيك إلى ارتكاب هذه الأعمال المروعة، على الرغم من أنه، خلافا للمعتاد، لم يطلق الرصاص على نفسه في النهاية، لذا هناك فرصة أمام المحققين لمعرفة دوافعه. وفي أحداث من هذا النوع، قد يكون من الصعب معرفة الدوافع المنطقية. وقد كان تيموثي ماكفي، الذي أدين وأعدم بتهمة تفجيرات مدينة أوكلاهوما عام 1995، يكره الحكومة الفيدرالية، وتفاقم كرهه لها بسبب معالجتها لحصار واكو. وكان قتلة مدرسة كولومابين عام 1999، الذين أطلقوا الرصاص وقتلوا 12 من زملائهم الطلاب وأستاذاً واحدا وفشلوا في تفجير القنابل التي كان من الممكن أن تقتل عددا أكبر، مدفوعين بالشعور بالاغتراب والرغبة في تقزيم اعتداء مدينة أوكلاهوما. وفي بريطانيا، لا تزال المذبحة التي ارتكبها مايكل رايان وقتل فيها 16 شخصاً في هانجرفورد عام 1987 غير معروفة الأسباب. وربما كان ثوماس هاملتون، مطلق الرصاص في مدرسة دانبلين عام 1996، مدفوعا برد فعله على خطر تحقيق الشرطة في الاستغلال الجنسي للأطفال، ولكننا لن نعرف أبدا. وعلينا أن نكون حذرين من الخروج بكثير جدا من الاستنتاجات. فقد كانت أفعال بيرفيك في النرويج، رغم أنه تم التخطيط لها بدقة، أفعال رجل مختل. ومع ذلك، نعرف أنه كان يعارض الهجرة ويناهض الإسلام. وقد تحدثت روايات الجرائم الإسكندنافية لسنوات عديدة عن التيارات المظلمة الكامنة في ما كان يعتبر في السابق مجتمعات مستقرة. والخيال ليس حقيقة إلا أنه لا يمكن إنكار صعود اليمين المتطرف. فقد حصل حزب التقدم، الذي كان ينتمي إليه بيرفيك، على نحو 23 في المائة من الأصوات في انتخابات النرويج عام 2009، مما يجعله ثاني أكبر حزب. وفي فنلندا ارتفع حزب الفنلنديين الحقيقيين من 4 في المائة إلى 19 في المائة من الأصوات، في حين يكسب اليمين المتطرف في الدنمارك والسويد. والقاسم المشترك هو الهجرة. فأكثر من 12 في المائة من سكان النرويج البالغ 4.9 مليون نسمة هم من المهاجرين أو المولودين لعائلات مهاجرة وتزيد أعدادهم بسرعة كبيرة. ويأتي معظم المهاجرين من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. وتوجد الهجرة توترات في كل مكان ولكن بشكل خاص في الدول الصغيرة المعزولة. وتظهر الاستطلاعات أن أغلبية النرويجيين يرغبون فرض حظر على الهجرة الجديدة. وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بقولها إنه لا يمكن للمخاوف المتعلقة بالهجرة أبدا تبرير ولو حتى فعل إرهابي واحد، ناهيك عن اعتداء من النوع الذي تم ارتكابه في النرويج. ولكنها تكشف عن التوترات التي تؤدي إلى التطرف. وكما رأينا بشكل مأساوي، قد تكون مثل هذه التوترات متفجرة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات