FINANCIAL TIMES

إبطال مفعول قنبلة الدين الأمريكي

إبطال مفعول قنبلة الدين الأمريكي

يوم آخر، ونسخة مالية أخرى غير نهائية. وبينما تفصلنا أيام عن الموعد النهائي لرفع سقف الدين الأمريكي، يواصل الديمقراطيون والجمهوريين تبادل التهم. وإطلاق الخطط الجديدة يزداد عددا وسرعة. وللتو مرر مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون مشروع قانون "التخفيض، والسقف، والتوازن" (وهو إجراء يستهدف خفض الإنفاق، ووضع سقف للناتج الإجمالي المحلي المستخدم في سداد الديون، وموازنة الميزانية) – وهو برنامج من المؤكد أن يرفضه مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، كما يعرف الجميع. أعادت "عصابة الست"، المؤلفة من ثلاثة من كل من الحزبين، إلى الحياة بـ "صفقة عظمى" أخرى لتخفيض الاقتراض العام بما يعادل أربعة آلاف مليار دولار على مدى عشر سنوات. هذا النشاط الكبير يخفي توجها رئيسياً نحو حل مقبول، وإن كان من الصعب أن يكون باعثاً على الإعجاب، للمشكلة الآنية الخاصة بتجنب العجز. من الواضح أن مجلس النواب اضطر إلى إخراج "التخفيض، والسقف، والتوازن" من نظامه. وحتى من يؤيدون تخفيض الخدمات العامة، وتحديد سقف للإنفاق العام بمستويات لم تظهر على مدى نصف قرن، وجعل السياسة المالية المضادة للدورة الاقتصادية أمراً غير قانوني من خلال تعديل دستوري، لا يتوقعون أن يصبح مشروع القانون هذا قانوناً. لكنهم أرادوا أن يبرزوا حجتهم واستطاعوا ذلك بالفعل. إن خطة "عصابة الست" التي ما زالت تفاصيلها غامضة، لا يحتمل أن تصبح قانوناً قبل الثاني من آب (أغسطس). ويعارض كثير من الجمهوريين موادها الخاصة بجمع العوائد. والوقت قصير لتحويل صفقة بكل هذا التعقيد والجدلية إلى صيغة تشريعية. مع ذلك، اقتراح "عصابة الست" يخدم هدفاً حيوياً. إن تجدد روح التوافق والحلول الوسط في مجلس الشيوخ تقلل النزوع إلى عدم الاستسلام في مجلس النواب. ولهذا السبب دعم باراك أوباما الخطة بصورة فورية، على الرغم من ضآلة معرفته بمحتواها. كان حكيماً في فعل ذلك. فالنهج الذي تتخذه الخطة سليم: تستند على نطاق واسع إلى تخفيضات الإنفاق، مع عوائد أعلى من خلال إصلاح ضريبي. ولنسمِّها باولز – سمبسون بالنسبة إلى بطيئي التعلم. غير أن أهميتها في هذه اللحظة لا تعود إلى محتواها بقدر ما تعود إلى أنها تدفع الكونجرس باتجاه مناورة تقهقر من النوع الذي اقترحه في الأسبوع الماضي ميتش ماكونيل، زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ. ومن شأن هذا الاقتراح رفع سقف الدين، وتجنب العجز، وحفظ ماء وجوه الجميع – اتفاق على عدم الاتفاق بالفعل. إن أي شيء دون صفقة عظمى سيفشل في معالجة المشكلة بعيدة الأجل. ومن المؤكد أن هذا الأمر مخزٍ، وبلغ حداً جعل خدعة ماكونيل تبدو جذابة. لكن يجب أن تكون الأولوية الفورية تجنب العجز. وبعد أن أضاع الكونجرس أشهراً في استعراض المواقف، لم يعد لديه وقت لمعالجة القضايا الأكبر التي عليها أن تنتظر، فهي لن تغادر إلى أي مكان آخر.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES