«المدينة» عاصمة للثقافة الإسلامية .. حراك ثقافي في حاجة إلى التنشيط

«المدينة» عاصمة للثقافة الإسلامية .. حراك ثقافي في حاجة إلى التنشيط

بغض النظر عن الكلمات التقليدية التي علقت على اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية، فإن مراقبي الشأن الثقافي يأملون أن يخرج لقاء الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة المقرر مساء اليوم بمبادرات ثقافية متكاملة تعيد للمشهد الثقافي وهجه. وإن كانت كلمات كبار الإداريين في المنطقة لم تخل من الإشارات المتكررة إلى قدسية المدينة ورمزيتها التاريخية، إلا أن اللقاء المزمع عقده الليلة قد يحمل الجديد في طريقة الاحتفال باختيار منظمة الآيسسكو (المنظمة الإسلامية للعلوم والتربية والثقافة) للمدينة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013. وعلق الدكتور منصور النزهة مدير جامعة طيبة على اختيار المدينة بالقول "يعد ذلك تقديرا للمكانة الكبيرة التي تحتلها مدينة المصطفى عليه السلام بين مدن العالم الإسلامي وما يميزها من قدسية وخصوصية في قلوب المسلمين". وأشار إلى "ما تحتضنه المدينة من زخم حضاري وتاريخي وثقافي كونها دار المجتمع الإسلامي الأول، ومنطلق الجيوش الإسلامية الفاتحة"، فيما لم يبد الدكتور عبد الله عسيلان رئيس النادي الأدبي في المدينة المنورة استغرابه من اختيار المدينة كعاصمة للثقافة الإسلامية بعد أن تم اختيار مكة عام 2005 ومدن إسلامية أخرى خلال الأعوام الثمانية الفاصلة بينهما، في حين أعاد التذكير بالدور الثقافي الحيوي الذي كان ومازال يلعبه المسجد النبوي في نشر الثقافة الإسلامية. ويوضح الدكتور صلاح الردادي مدير فرع وزارة الثقافة والإعلام بطريقة عملية الآلية التي ستنتهج للاحتفال بهذا العام. وأشار إلى أن اللقاء الليلة بين "أمير المدينة" و"وزير الإعلام" والمؤتمر الصحافي الذي سيعقبه سيكشف أكثر. ولفت إلى وجود لجنة عليا تم تشكيلها أخيرا لتنفيذ فعاليات تتناسب مع طبيعة الدور الثقافي للمدينة في العالم الإسلامي. وفتح اختيار المدينة المنورة لهذا الدور الثقافي المهم، الباب على مصراعيه للحديث عن مستوى الحراك الثقافي في المدينة المنورة الذي يوصف بالفاتر خلال الفترة الماضية باستثناء محاولات تنشيطية قامت بها الجامعة الإسلامية عبر برنامجها الثقافي في الموسمين الدراسيين الماضيين، وكذا الحال في برامج متفرقة قامت بها جامعة طيبة، إلا أن الحركة الثقافية تشهد فتورا وفق وصف أكثر المثقفين. وألمح الدكتور عبد الباسط بدر مساعد مدير مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، إلى أسباب قادت لانحسار الحركة الثقافية في المدينة المنورة منها هجرة المثقفين من أبناء المدينة باتجاه مدن تحتضن أعمالهم، وكذا هجرة المنابر الثقافية من مجلات ثقافية وصحف يومية إلى المدن الكبرى مع غياب المؤسسات الأدبية الخاصة، إلا أنه عاد للتأكيد أن الحركة الثقافية التي مرت بفترة انكماش قد تعود للتمدد لاحقا لأن المد والجزر من طبيعة الحركة الثقافية. ولفت إلى أن مناسبة اختيار المدينة كعاصمة للثقافة قد تقود لإعادة الوهج للحركة الأدبية والثقافية في مدينة الرسول الكريم.
إنشرها

أضف تعليق