العالم

المعارضة السورية تجدد رفضها حضور اللقاء التشاوري مع السلطة غدا

المعارضة السورية تجدد رفضها حضور اللقاء التشاوري مع السلطة غدا

في الوقت الذي تجرى فيه التحضيرات لعقد اللقاء الذي دعت إليه هيئة تنسيق مؤتمر الحوار الوطني السوري، التي يرأسها فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية السورية في دمشق غدا الأحد، تتوالى تأكيدات أطياف المعارضة السورية أنها لن تحضر اللقاء، بسبب تصعيد عمليات القمع التي تمارسها قوات الامن الموالية للرئيس بشار الأسد ضد المحتجين. وقال الكاتب والمعارض لؤي حسين، أحد منظمي اللقاء التشاوري للمثقفين السوريين المستقلين الذي عقد في دمشق نهاية حزيران (يونيو) الماضي إن لجنة متابعة أعمال اللقاء لن تشارك في لقاء الأحد، لأن "السلطة لا تبدو أنها جادة في هذا الحوار." وقال حسين في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) اليوم الجمعة إن السلطة تريد أن تعقد اللقاء لكي "ترسل رسالة إلى الخارج، وليس لحل المشكلة العميقة التي تمر بها البلاد منذ أربعة أشهر". وأضاف حسين، الذي كان التقى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ومستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان عدة مرات، إن "المعارضة السورية لا تزال تعتقد بأهمية الحوار كمخرج سليم من الأزمة السورية" ولكنه أضاف "إننا لن نذهب إلى الحوار بالشروط التي تفرضها السلطة علينا". تتفق معظم أطياف المعارضة السورية على أن الحوار لا يمكن أن يبدأ قبل وقف القمع الأمني والسماح بالتظاهر السلمي وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وإيقاف الدعاية الإعلامية ضد المحتجين السوريين والسماح للإعلام الخارجي بتغطية الأحداث السورية بحرية. وبينما لم توجه الدعوة إلى تيار "اعلان دمشق" المعارض، قالت مصادر كردية مطلعة لـ "د ب أ" إن الأحزاب الكردية لن تشارك في الحوار أيضا. تنضوي غالبية الأحزاب الكردية تحت تيار "إعلان دمشق." وجهت السلطات دعوات لنحو 150 شخص من المعارضة السورية، بينهم المحاميان هيثم المالح وأنور البني، والكاتب أكرم البني، والمفكر طيب تيزيني، وشخصيات منضوية في هيئات تشكلت قبل أيام، مثل اللقاء التشاوري وهيئة التنسيق لقوى التغيير الديموراطي، إضافة إلى عدد من الشخصيات من خارج البلاد، مثل الناشط الحقوقي هيثم مناع والباحث الاقتصادي ورئيس تحرير صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" العربية، سمير عطية المقيمي في فرنسا. غير انه معظم هؤلاء أعلنوا اعتذارهم عن المشاركة. وقال سمير عطية إنه اعتذر عن عدم حضور المؤتمر لعدة أسباب، بينها أن "الدعوة نفسها لم تكن مقنعة، فهي بدون توقيع، إضافة إلى أن مناخ الحوار ليس مناخا ملائما لحوار بناء ومجد". وقال لؤي حسين انه يتعين على السلطة أن "تأتي إلى طاولة حوارنا، بمعنى أن عليها أن تخلق الظروف الصحية لبدء حوار مجد ومثمر ومفيد لسورية وللشعب السوري قبل أن يكون مفيدا لأي من الأطراف". وبدورها، رفضت "هيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي" التي يرأسها المحامي حسن عبد العظيم، حضور اللقاء، مبررة ذلك بأن الحكومة " لم تلتفت إلى ضرورة توفير ظروف ملائمة للحوار". وقالت مصادر من داخل الهيئة لوكالة الأنباء الألمانية انه من المستحيل تلبية الدعوة في ظل "استمرار قمع المتظاهرين وقتلهم والزج بالمزيد منهم في السجون". وأضافت المصادر أن الهيئة "تصر على تلبية الشروط التي وضعتها الأسبوع الفائت والتي تتلخص بضرورة وقف الحل الأمني وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والسماح بالتظاهر السلمي". في المقابل، تواصل "هيئة تنسيق مؤتمر الحوار الوطني" الإعداد للقاء الأحد، ومن المتوقع أن يحضر اللقاء برلمانيون مثل الدكتور محمد حبش، وأساتذة جامعة وفنانون ورياضيون. كان نائب رئيس الجمهورية ورئيس هيئة الحوار الوطني فاروق الشرع قال لصحيفة " الحياة" التي تصدر في لندن، إن هدف الحوار الوطني المزمع عقده غدا الاحد هو " تغيير المناخ وتطوير البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ذلك أن الوطن الموحد القوي الآمن الديمقراطي التعددي، وطن الجميع" مبينا أن لقاءات تمهيدية غير معلنة، جرت بين هيئة الحوار الوطني، وشخصيات معارضة "ولا توجد شروط مسبقة من قبل أي طرف". لكن المؤتمر ينعقد بعد يومين اثنين من مشاركة مئات الالاف من أبناء سورية-بحسب نشطاء معارضين- في يوم جمعة "لا للحوار" التي أعلن فيها المتظاهرون السوريون رفضهم فكرة الحوار مع النظام في سورية. وقال نشطاء إن احتجاجات الأمس شهدت سقوط ثلاثة عشر مدنيا سوريا. ##هيومن رايتس: الإعدام ينتظر جنود الجيش السوري إن لم يطلقوا النار على المتظاهرين افادت منظمة هيومن رايتس ووتش السبت ان جنودا وعناصر من قوات الامن السورية اكدوا انهم ارغموا على اطلاق النار على المتظاهرين العزل تحت طائلة التهديد باعدامهم اذا رفضوا ذلك. واكدت المنظمة التي حصلت على شهادات 12 جنديا فارا لاجئين في لبنان وسوريا وتركيا ان "المنشقين (عن الجيش) يؤكدون ان من يرفض اطلاق النار على المتظاهرين قد يعرض نفسه الى القتل". وافاد البيان ان "مسؤوليهم قالوا لهم انهم سيقاتلون متسللين سلفيين وارهابيين لكنهم فوجئوا بمتظاهرين عزل وتلقوا الامر باطلاق النار عليهم مرارا". وقالت ساره لياه ويتسون المسؤولة في فرع هيومن رايتس ووتش في الشرق الاوسط ان "شهادات اولئك المنشقين دليل على ان المتظاهرين القتلى لم يسقطوا عرضا بل نتيجة سياسة قمع اجرامية قررها كبار المسؤولين السوريين لتفريق المحتجين". وادلى بتلك الشهادات ثمانية جنود واربعة عناصر من قوات الامن قدموا معلومات دقيقة حول التظاهرات واسماء مسؤوليهم، وكان العسكريون يحملون بنادق كلاشنيكوف ومسدسات كهربائية لقمع المتظاهرين، كما قالوا. وقتلت قوات الامن 15 مدنيا الجمعة في عدة مدن. ومنذ بداية الانتفاضة في 15 مارس سقط اكثر من 1300 قتيل، معظمهم برصاص قوات الامن خلال تجمعات في مختلف انحاء البلاد، بحسب منظمات غير حكومية وناشطين. ##السلطات السورية اعتقلت أكثر من 200 شخص خلال تظاهرات الجمعة اعتقلت السلطات السورية اكثر من 200 شخص خلال التظاهرات التي عمت انحاء البلاد الجمعة تحت شعار "لا للحوار" مع نظام الرئيس بشار الاسد، كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان ان "السلطات الامنية السورية اعتقلت خلال المظاهرات التي عمت الاراضي السورية يوم امس اكثر من 200 متظاهر في حمص ودمشق وريفها وبانياس وادلب". واضاف انه من بين المعتقلين المخرج المسرحي أسامة غنم الذي اعتقل "لدى مشاركته بمظاهرة حي الميدان بدمشق ولا يزال مصيره مجهولا"، مشيرا الى ان غنم (36 عاما) يحمل شهادة دكتوراه من فرنسا في اختصاص المسرح الفرنسي المعاصر ويعمل في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق استاذا. واكد المرصد ان الاجهزة الامنية السورية اعتقلت منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الاسد "اكثر من 12 ألف مواطن لا يزال الاف منهم قيد الاعتقال". ودان المرصد "بشدة استمرار السلطات الامنية السورية في ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين على الرغم من رفع حالة الطوارئ"، مكررا مطالبته للسلطات السورية "بالافراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون والمعتقلات السورية احتراما لتعهداتها الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي وقعت وصادقت عليها". وقتل 14 مدنيا على الاقل الجمعة في سوريا برصاص قوات الامن التي كانت تحاول تفريق تظاهرات مناهضة للنظام اقيمت في مدن ومناطق عدة في البلاد بعد دعوة اطلقها ناشطون مؤيدون للديموقراطية للتظاهر تحت شعار "لا للحوار" مع نظام بشار الاسد.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم