Author

في النصر.. أزمة مال أم فكر؟

|
«جولاي» موعد حددته الإدارة النصراوية لفتح صفحة جديدة، وذلك عن طريق تسديد الديون المتراكمة، وإتمام التعاقدات المحلية والأجنبية، ومعالجة الأخطاء، ويبدو أن إدارة الأمير فيصل بن تركي ستواصل سلسلة حلقاتها الضعيفة للموسم المقبل بدءا من هذا الشهر، وستضاعف حرارة الصيف على جماهيرها، بعد أولى صفقتين أعلنتهما أخيرا، فلم يمض وقت على إتمام التعاقد مع لاعب الحزم المصاب وليد الطايع كأول هدية متواضعة ''فنيا'' أغضبت محبي الأصفر، إلا وألحقت بأخرى أشد تواضعا، ألا وهي التعاقد مع عدنان فلاتة. بعد هاتين الهديتين المخيبتين للآمال.. أجزم أن الإدارة لديها أزمة مال وفكر، وإلا هل يعقل أن تدخل معترك منافسات قوية، وتعلن أنها ستنافس على البطولات بالطايع وفلاتة؟ أما عندما يتوافر المال في بعض الأحيان فإنه يغيب الفكر، وفي الحالة الوحيدة التي يوجد فيها الفكر تصبح الخزانة خاوية على عروشها! لكن الأهم.. ما الذي يجول في عقلية الإدارة النصراوية بعد هاتين الصفقتين؟ وما المنهجية التي اعتمدتها للموسم المقبل؟ ومن هم الخبراء والمدربون والمستشارون الذين تستنير برأيهم عند إتمام مثل هذه الصفقات الضعيفة؟ ولماذا لا تشكل الإدارة لجنة فنية تستطيع تنوير الإدارة بالآراء الفنية التي تسهم في حسن اختيارها العناصر المناسبة للفريق، وإنقاذها من ورطة تعاقدات كهذه؟ ثم ألا تعلم إدارة الأمير فيصل بن تركي أنها لن تستطيع تجاوز 30 لاعبا في قائمة الفريق الأول، فلماذا تضيق على نفسها الخناق بإضافة لاعبين مغمورين ومصابين، وليسوا على مستوى الطموح والتطلعات؟ فتخسر بذلك المال والخانة والقائمة؟ لا أعتقد أن الإدارة النصراوية على حق، في حين أن جميع عشاق النصر - إن لم يكن جل المتابعين الرياضيين - يجانبهم الصواب، فكِتاب العالمي المُعد للنشر العام المقبل يستطيع المتابع أن يقرأ ما بين سطوره، ويستشف أبرز عناوينه من خلال هاتين الصفقتين الهزيلتين؟ ومن الواضح أن إدارة النصر لا تريد أن تتعلم من أخطائها القاصمة التي وقعت فيها، وليست مكترثة بالانتقادات التي طالتها منذ مجيئها للنادي، وستستمر في سلبياتها التي ما زالت تهطل بغزارة، وستقود النصر حتما إلى مراكز متأخرة لا تليق بمكانة الأصفر. لقد صرح الأمير فيصل بن تركي في ''تويتر'' بـ ''أن تقارير المدربين أجمعت على ضعف الأظهرة، وأنهم لن يستعجلوا في جلب اللاعبين كما حدث للفريق العام الماضي''، وبعد هذا التصريح مباشرة وفي استعجال صريح وتناقض تام، أعلن التعاقد مع الطايع، ثم أتبعه بفلاتة، ثم أشار إلى أن النصر سيكتفي معهما بلاعب محلي ثالث، لأن الفريق يمتاز بعناصره المحلية؟ وبدوري أتساءل: أين علي كميخ المنسق الفني الذي تم تعيينه، ولماذا لم تتم الاستفادة من رؤيته الفنية، وحسه التدريبي، وهو الذي كان له دور كبير في استقطاب النصر لعمر هوساوي؟ وهل تمت استشارته في مثل هذه الصفقات؟ ثم إنني لا أتفق مع الأمير فيصل الذي يردد في كل وسيلة إعلامية أن علة الأصفر محصورة في اللاعب الأجنبي، فالنصر بحاجة ماسة إلى لاعبين محليين لهم ثقلهم ووزنهم ومكانتهم داخل المستطيل الأخضر، ويستطيعون ترجيح كفة الفريق في الاستحقاقات المقبلة، أما الاكتفاء بالأسماء المحلية الموجودة فلا أظن أنها قادرة على إعادة النصر لمنصات البطولات حتى لو تمت الاستعانة بأفضل العناصر الأجنبية، لأن مهر البطولات غال، كما أن الفرق المنافسة تضرب في كل اتجاه، وحتى فرق الوسط تطورت ولم تعد كما كانت من قبل، ولو لم تفاجئ الإصابات أندية الرائد والفيصلي والفتح في العام الماضي لوجدنا النصر في مركز متأخر خلف هذه الفرق! إن إدارة النصر مطالبة بأخذ النصيحة الفنية، وبما أن هناك غضبا جماهيريا وإجماعا ساخطا على هذه البداية الضعيفة فلا بد أن تصحح مسار الفريق عبر تجنب المركزية التي يستمتع الرئيس بها عند استقطاب العناصر المحلية أو الأجنبية أو اتخاذ أي قرار يتعلق بالنادي، مع أهمية استثمار الدعم المادي الذي وصل للإدارة - باعتراف رئيس النصر - في إسعاد جماهير النصر المتلهفة لعودة فارسها الغائب في العقد الماضي إلى خريطة المنافسة، وإذا لم تحل هذه المركزية فعلى جماهير الشمس أن تقتنع بأن تحقيق المركز الثامن في دوري زين، وحجز مقعد في كأس الأبطال يعد أفضل إنجاز تسجله الإدارة!!
إنشرها