العالم

«لعبة النهاية» تقترب في ليبيا رغم تصريحات القذافي النارية

«لعبة النهاية» تقترب في ليبيا رغم تصريحات القذافي النارية

أدى البحث عن حل سياسي للحرب في ليبيا إلى تحريك المياه الراكدة قليلا رغم التصريحات التي تبدو نارية من الزعيم معمر القذافي والمعارضة الليبية والتي تشير إلى أن الطرفين مستعدان لمواصلة القتال. وكان من أسباب الانطباع السائد عن تسارع خطى جهود السلام من وراء الكواليس العدد الكبير من التصريحات التي أدلى بها المقاتلون والتي تلح على التوصل إلى تسوية رغم كون بعضها عدائيا ومتناقضا في بعض الأحيان. ويقول محللون إن توقع احتمال التوصل إلى اتفاق زاد ترجيحا نتيجة حديث غير مؤكد عن أن المقاتلين خففوا من بعض العمليات ضد القذافي سواء كحيلة عسكرية قصيرة المدى أو ربما لتسهيل المفاوضات. ويقول البعض إن أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد القذافي أطلق عملية التفاوض من خلال إعطاء الغرب وضعا أفضل في صورة احتمال عرض الحصانة على القذافي مقابل تنحيه من السلطة. وقال أوليفر مايلز وهو سفير بريطاني سابق في ليبيا: ''أشعر أننا لسنا بعيدين عن لعبة النهاية''. وقال عاشور الشامس وهو صحافي معارض ومحلل مقيم في بريطانيا: ''هناك حتما أمر ما يدور'' في إشارة إلى اعتقاده بأنه تم تكثيف الجهود السياسية. ومضى يقول في إشارة إلى العاصمة الليبية معقل القذافي ''هناك الآن المزيد من الجهود لتسوية الأوضاع وتجنب الكفاح المسلح لطرابلس والذي سيتسم بالفوضى الشديدة''. وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل يوم الأحد إن من الممكن أن يبقى القذافي في ليبيا بعد تنحيه ما دام سيتنازل عن كل السلطات في أكبر تنازل تقدمه المعارضة الليبية حتى الآن. وأصدر عبد الجليل أمس الأول بيانا يقول فيه إنه يريد توضيح أنه ليس هناك إمكانية في بقاء القذافي في ليبيا وأنه لا بد أن يقدم للعدالة. وقال عبد الجليل أيضا إنه لم تجر مفاوضات مع القذافي وقالت إدارة القذافي إن الحكومة عقدت اجتماعات في عواصم أجنبية مع ممثلين من المجلس الوطني الانتقالي لمحاولة التفاوض للتوصل إلى اتفاق سلام. وقال نعمان بن عثمان وهو محلل في مركز أبحاث (كويليام) البريطاني وهو صديق لموسى كوسة رئيس المخابرات الليبي السابق إنه يعتقد أن القذافي مستعد للتنحي بشروط، وهذه الشروط هي بقاؤه في ليبيا مع حصانته من أي محاكمات وأن يكون لابنه دور في مستقبل ليبيا. ومضى يقول: ''يريد بشدة أن يكون ابنه جزءا من مستقبل ليبيا وأن يمثل القبائل التي تدعم النظام حاليا''. وأردف قائلا: ''هذه خطته.. سياسته للتأمين. إنه يعتقد أنهم إذا خاضوا الانتخابات في وقت لاحق فإنه سيحصل على الحماية هو وأسرته من القبائل التي تدعمهم الآن''. وقال سعد جبار وهو مستشار قانوني سابق للحكومة الليبية إن أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في الشهر الماضي للقذافي وسيف الإسلام وعبد الله السنوسي رئيس المخابرات جزء كبير من خلفية أحدث مناورة تقوم بها المعارضة. ومضى يقول إن من الممكن التوصل إلى اتفاق لتحصين القذافي من المحاكمة. وتابع ''سيكون القذافي أحمق إذا لم يقبل قرارا ملزما على المستوى الدولي من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالحصانة من المحاكمة مقابل تخليه عن السلطة ودعوة أنصاره إلى ترك السلاح''. وحتى الآن تبدو احتمالات التوصل لمثل هذا الاتفاق محدودة. وفي تصريحات للتلفزيون الروسي في الأسبوع الماضي قال سيف الإسلام إن حلف شمال الأطلسي عرض بالفعل على الحكومة اتفاقا غير معلن من شأنه إسقاط أوامر الاعتقال في حالة تنازلهم عن السلطة.ورفض أوامر الاعتقال وقال إن عرض حلف الأطلسي وسيلة للضغط النفسي والسياسي. لكن بعض المحللين يرون أنه بمرور الوقت فإن مثل هذا الاتفاق قد يبدو أكثر جاذبية وربما يكون السبب الوحيد في ذلك هو أن احتمال الإطاحة بالقذافي من السلطة عسكريا يبدو أكثر قتامة. وقال جبار: ''ما دام القذافي ما زالت لديه بعض السلطة فيمكن أن يقبل مثل هذا العرض. لكني أعتقد أنه يفقد السلطة بمرور الوقت''. وهو يرى أن القذافي مر بمراحل إنكار عديدة خلال الحرب وربما يكون مستعدا الآن للحل الوسط. وقال: ''وصلنا الآن إلى المرحلة الأخيرة التي يبدأ فيها بالفعل في التفكير في أنه سينهزم... هو يرى أن شهر رمضان قادم.. أمامه وقت محدود لاتخاذ قرار''. وتعكف حكومة القذافي على الاستعداد لشهر رمضان والذي سيكون اختبارا لمواردها المتناقصة لأنها لا بد أن تحصل على ما يكفي من الطعام والوقود لتمكين الليبيين في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة من استقبال الشهر.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم