Author

النصر وحرب الأصدقاء

|
ما الذي يحدث في النصر؟ ومن المستفيد من قيادة كيان بحجم العالمي إلى غياهب الاختلاف والفرقة والشماتة؟ وكيف تمت برمجة هذا التراشق الإعلامي غير المسبوق؟ وأين عقلاء النصر من هذه المهاترات الفضائية والصحافية الفضائحية؟ ولمصلحة من يصبح الفريق مادة الإعلام المفضلة التي يسوق بها برامجه وأخباره وحواراته وتصريحاته؟ في النصر فقط.. اختلط الحابل بالنابل، وبات الجميع يطمع في أن يمسك بصهوة البطولة، ويلوي عنق زمام المبادرة، ليثبت للجماهير حبه وعشقه وولاءه. في فارس نجد وحسب.. ينتظرون الإخفاق تلو الإخفاق لسل سيوف الخلافات الشخصية، واجترار قضايا أكل الدهر عليها وشرب ونام، وتضخيمها للملأ، وتغليبها على أي أمر إيجابي. في هذا الكيان وكفى.. المعتزلون برزوا على السطح ينثرون أحاديثهم المتوالية التي يستجدون فيها أموالهم التي لم يكونوا يستحقونها إلا بفضل الله ثم بفضل جماهير ظلت داعمة لهم بكل ما أوتيت من قوة، ومؤازرة بالغالي والنفيس فازدادوا بسببهم نجومية وشهرة وعطاء، وبدلا من مكافأة هذه الجماهير، والوقوف مع الفريق في أزماته، وإخماد نار شكاواهم بعيدا عن الإعلام، ارتأوا إشعالها عبر التسول الإعلامي المهين، ونشر غسيل النادي على القاصي والداني! في النادي الأصفر.. ماجد الذي أحبه الجميع أسطورة لا مثيل لها يعلن على الملأ، بل يصر على أن حفل اعتزاله البديع الذي لن يتكرر أقامه الأمير فيصل بن تركي، لأجل امتصاص غضب الجماهير بعد "زغبي"، ثم إنني أتساءل: ألم يكن من حق الجماهير على ماجد أن تكون مثل هذه القضايا داخل الأسرة النصراوية، ولماذا لم يستخدم رؤساء النصر السابقون هذه الحقنة المسكنة لمعالجة أوجاع الجماهير طوال عقد مضى، وهم الذين كانوا في أمس الحاجة لها حينذاك؟! في منجم النجوم السابقين لا غيره.. تبزغ شمس أعضاء شرف غير معروفين يخطفون الأضواء من اللاعبين ورئيس النادي ونائبه، بل من كل العاملين في النادي، لبث الاختلاف، والتلذذ بترنح الفريق، أو للتلويح بأقساط شهرية مستحقة لمبالغ لا تستحق هذه الفوضى المنظمة! في النصر وليس في أي فريق آخر.. إعلاميون وصحافيون وكتاب ليسوا بأقل من كل من سبقوا، فهم يريدون نصيبهم من الكعكة النصراوية فقد أصبحوا مدربين وسماسرة ومنظرين، وعليك أن تطبق كل ما يقولونه، وتحذر من تبعات عدم الخضوع لهم، أو تكذيب كلامهم! في النصر.. تمت تزكية الأمير فيصل بن تركي رئيسا لمدة أربع سنوات، وحينها كان "الشق في الفريق أكبر من الرقعة"، وكلنا يعلم أن الرئيس وقع في أخطاء في بداية مشواره، وما زال، لكن النصح وإبداء الرأي والمشورة الفنية وطرح الشكاوى، والإدلاء بالشهادات لا تكون بهذه الطريقة السيئة، والمجاهرة الشنيعة، فكل رئيس يعمل لا بد أن يقع في أخطاء، و"مَن الذي ترضى سجاياه كلها؟". إنني أؤمن بأن إدارة النصر عملت واجتهدت، لكنها وقعت في أخطاء واضحة، وسلبيات بينة، وما استجابة الأمير فيصل بن تركي وتلبيته لنداء الإعلام إلا دليل على ذلك، وبغض النظر عن كون الخروج ردة فعل لأمور استجدت أثناء غيابه، فقد كان لزاما عليه أن يتجاهل المهاترات الإعلامية، ومن مصلحة الفريق ألا ينساق خلف قضايا يستطيع حلها داخل البيت النصراوي، حتى ينتهي من جميع الاستعدادات للموسم المقبل، ويتلافى أخطاء إدارته كافة. في المقابل، أي في الأندية الأخرى لا النصر.. الكل يتمتع بمرجعية متزنة ذات منزلة عالية.. تعيد أنديتها إلى مسارها، وتطفئ لهيب الشتائم إن وجدت، وتقطع دابر الخلافات إذا ما ضل منسوبوها الطريق. أما في النصر فإن منتهى طموح محبيه أن يستنيروا بـ"كبير" له كلمته النافذة، وآراؤه المقبولة، ودعمه المستمر.. يستطيع لم شملهم، واحتواء خلافاتهم، وجمعهم على قلب رجل واحد بعيدا عن الإسفاف والطرح المتشنج الذي جعلهم مذبذبين وفي حيرة من أمرهم، وإن تحققت هذه الأمنية فإن النصر سيعود، كما كان في عصر توهجه، بطلا ورافدا ثريا لمنتخبات الوطن. مداد بإيجاز - عاد "قلعة الكؤوس" لمنصة البطولات والعود خالد.. فهنيئا لهم بذلك. - أجمل رد من إدارة النصر على كل المهاترات يكون في الميدان لإسعاد الجماهير. - لا جديد فلجنة الاحتراف تعودت الوقوف ضد كل ما هو أصفر حتى لو خالفت أنظمة "فيفا"! - برودوم ميشيل ثاني حارس أوروبي يستعين به الشباب في الملاعب السعودية كمدرب.. هل ينجح أم يكرر تجربة زينجا؟
إنشرها