العالم

الرصاص السوري يغتال 4 متظاهرين والجيش ينتشر في مناطق الحدود التركية

الرصاص السوري يغتال 4 متظاهرين والجيش ينتشر في مناطق الحدود التركية

قتل أربعة مدنيين السبت برصاص قوات الأمن السورية في جنوب دمشق ومحافظة حمص فيما دخل الجيش السوري قرية الناجية المتاخمة للحدود التركية في اطار متابعة انتشاره في ريف ادلب (شمال غرب). وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "قتل مدنيان في بلدة القصير بمحافظة حمص (وسط) في اطلاق نار لا يزال مستمرا حتى الان"، لافتا الى ان "البلدة الواقعة على الحدود اللبنانية السورية تشهد استنفارا لقوات الامن منذ امس" الجمعة. واضاف ان "قتيلين اخرين سقطا اليوم في بلدة الكسوة (ريف دمشق) خلال تشييع عدد من الضحايا الذين سقطوا في تظاهرات الامس" في اطار جمعة "سقوط الشرعية" كما سماها المعارضون السوريون. وكان 18 متظاهرا قتلوا الجمعة عندما اطلق عناصر الامن النار عليهم خلال مشاركتهم في تظاهرات جمعة "سقوط الشرعية" مطالبين باسقاط النظام السوري، وفق المصدر نفسه. واوضح عبد الرحمن الذي يتخذ من لندن مقرا له "ان 6 قتلوا في الكسوة (ريف دمشق) و5 في حي برزة الواقع في دمشق و4 في بلدة القصير والقرى المجاورة لها (ريف حمص) بالاضافة الى 3 قتلوا في حمص (وسط)". الى ذلك، افاد ناشط حقوقي ان الجيش السوري تدعمه دبابات دخل السبت قرية الناجية الواقعة قرب الحدود السورية التركية حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع. وقال هذا الناشط في اتصال اجرته معه فرانس برس ان "وحدات من الجيش تؤازرها دبابات وناقلات جند دخلت صباح اليوم (السبت) قرية الناجية وانتشرت فيها"، مشيرا الى ان "عملية الانتشار تاتي ضمن اطار نشر الجيش السوري في منطقة ادلب (شمال غرب)". وتقع قرية الناجية القريبة من الحدود التركية على الطريق المؤدية من جسر الشغور (شمال غرب) الى اللاذقية (غرب). وكان الجيش السوري تدعمه دبابات دخل الخميس قرية خربة الجوز (شمال غرب) الواقعة قرب الحدود السورية التركية في خطوة اعتبرتها واشنطن انها تمثل "تطورا مثيرا للقلق الشديد من قبل السوريين". واعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الجمعة ان الجيش السوري اكمل انتشاره في القرى المحيطة بجسر الشغور (شمال غرب) قرب الحدود التركية التي كان دخلها الاسبوع الماضي لطرد "تنظيمات مسلحة" منها. وادى وصول القوات السورية الخميس الى مشارف الحدود التركية الى مغادرة نازحين سوريين كانوا اقاموا مخيما عرضيا على طول عدة كيلومترات من الحدود بين البلدين مترددين في العبور الى تركيا خشية عدم التمكن بعدها من العودة الى ديارهم. وعبر اكثر من 1500 سوري الخميس الحدود السورية التركية مع اقتراب الجيش السوري، ما رفع الى 11700 عدد اللاجئين السوريين الى تركيا. من جهة اخرى، لفت رامي عبد الرحمن الى ان "تظاهرات ليلية جرت في دير الزور (شرق) وفي جبلة (غرب) وفي اللاذقية (غرب) وفي دوما (ريف دمشق)"، لافتا الى ان "قوات الامن قامت بقمع مظاهرة كانت تتهيأ للخروج من احد مساجد مدينة بانياس (غرب) مساء". وفي السياق نفسه، تتابع القوات الامنية السورية شن حملات الاعتقال في عدد من المدن السورية حيث قامت مساء امس باعتقال اكثر من 100 شخص بينهم ثمانون شخصا من قرية مارع (شمال) وحدها. وذكر عبد الرحمن ان "حملات اعتقال شنتها قوات الامن السورية مساء الجمعة في كل من اللاذقية وجبلة وبانياس طالت اكثر من عشرين شخصا". من جانب اخر، يعقد لقاء تشاوري يضم عددا من الشخصيات المستقلة في دمشق الاثنين تحت شعار "سوريا للجميع في ظل دولة ديموقراطية مدنية" للتشاور حول الوضع الراهن في سوريا وسبل الخروج من الازمة. وقال صاحب المبادرة الكاتب والناشر المعارض لؤي حسين لوكالة فرانس برس "سيتم عقد لقاء وطني مفتوح ومستقل الاثنين في احد فنادق دمشق للتشاور حول الوضع الراهن في البلاد وكيفية الانتقال إلى دولة ديموقراطية مدنية". من جهته قال الكاتب المعارض فايز سارة، احد المشاركين في اللقاء، ان "الفكرة من اللقاء هي تشخيص الازمة والانتقال الى كيفية المساهمة في ايجاد حل للازمة". وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي الذي يشارك في اللقاء انه "لن يكون ناطقا باسم اي تيار سياسي ولا باسم المحتجين بالشارع"، لافتا الى ان "المشاركين لن يلتقوا مع السلطة لان لهذا اللقاء شروطا". واضاف ريحاوي ان "كل مشارك سيطرح وجهة نظره للخروج من الازمة وسيصار الى اصدار بيان ختامي للمؤتمر الذي يستمر يوما واحدا فقط". من جهته اعتبر معارض سوري ان "مجرد انعقاد المؤتمر (اذا سمحت السلطات السورية به) هو خطوة الى الطريق الديموقراطي في سوريا". وتشهد سوريا منذ ثلاثة اشهر احتجاجات غير مسبوقة تسعى السلطة الى قمعها عن طريق قوات الامن والجيش مؤكدة ان تدخلها املاه وجود "ارهابيين مسلحين يبثون الفوضى". واسفر القمع عن اكثر من 1300 قتيل من المدنيين واعتقال اكثر من عشرة الاف شخص وفرار اكثر من عشرة آلاف آخرين الى تركيا ولبنان، كما ذكرت منظمات حقوقية سورية. وتتزايد مشاعر القلق في تركيا من تاثير الاضطرابات في سوريا عليها مع وجود متمردين اكراد على جانبي الحدود حيث تخشى من ان تشجع حركة النزوح الكثيفة على تسلل عدد من المتمردين الاكراد الى الاراضي التركية لتعزيز حركة التمرد المسلح التي يشنها حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق الاناضول. ويقول المراقبون ان السيناريو الاسوأ بالنسبة الى تركيا سيكون توسع نطاق العنف ليشمل حلب، ثاني كبرى المدن السورية والعصب الاقتصادي المهم، وخصوصا انها تقع على بعد 90 كيلومترا فقط من الحدود التركية. ودعا ناشطون على صفحة "الثورة السورية" في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الذين اعتادوا دعوة المحتجين الى التظاهر كل يوم جمعة بمسميات مختلفة الى التظاهر كل يوم حتى اسقاط النظام. كما صعد الاتحاد الاوروبي الجمعة الضغوط على النظام السوري عبر التشكيك بشرعيته بسبب القمع "المثير للاشمئزاز" الجاري وفرض عقوبات على قادة في الحرس الثوري الايراني متهمين بمساعدة دمشق.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم