Author

مفهوم (الرجولة) من منطلق الثقافة الاجتماعية

|
المجتمع العربي يغرس في أفراده عادات وتقاليد بعضها إيجابي ولكن في المقابل فإن الجزء الآخر منها هو غاية في السلبية لدرجة أنه قد يتسبب في هدم فرد أو أسرة، أحيانا مفاهيم كثيرة يتشربها الفرد باسم العادات وتظل تشكل عنصرا ضاغطا يدخل تنفيذها ضمن الحكم الجبري الذي لا مفر منه وإلا إن لم يكن تنفيذ تلك العادات فسيكون الفرد محط انتقاد بل وأحيانا يصل إلى الرفض الاجتماعي من قبل الآخرين. ولو تأملنا ديننا الإسلامي لوجدنا أن كل ما جاء به هذا الدين العظيم هو متماش مع فطرة الإنسان وتفكيره ونفسه وعقله وبالتالي كل ما يأتي به لا يشكل أي ضغط نفسي إذا كان الفرد حقيقة يريد بناء نفسه بناء إيجابيا بعيدا عن أي سلبيات متعمدة أو مقصودة. ولعل من مجمل الأمور التي يغرسها المجتمع مفهوما مهما جدا يشكل الهيكل الأساس لنفس الرجل وعقله ألا وهو مفهوم (الرجولة) فهناك أشياء كثيرة تغرس في الولد منذ صغر عمره ولعل أبسطها هو أن تبكي أخته ولكن هو من غير اللائق أن يعبر عن غضبه أو مشاعره بالبكاء لأن هذا الأمر سوف يعيبه اجتماعيا. ربما يكون ذلك صحيحا إلى حد ما في تعليم الولد القدرة على التحمل والصبر وأن تكون شخصيته أكثر مرونة ولكن قد تتطور تلك الأمور لتعلم الأسرة ولدها الصغير بذور القسوة ولكن تحت مفهوم الرجولة وينمو الطفل وينشأ تحت ضغط تنفيذ ذلك المفهوم الذي يغرس فيه الكثير من السلبيات وبالتالي يدخل هذا الرجل إلى حياته الزوجية حاملا معه كثيرا من السمات المركبة في ذاته وشخصيته بصورة سلبية وللأسف تدفع ثمنها الزوجة التي لا حول ولا قوة لها ولكن هناك صفات أو سمات سلبية ولكن يمكن التعايش معها وفي المقابل هناك من السمات التي من الصعب التأقلم معها ولعل من أهمها القسوة.. تلك التي تخرج في مواقف كثيرة وعلى رأسها الطلاق وحتى لو كانت المرأة تخطئ أحيانا إلا أن قسوة الرجل واعتداده (الخاطئ) بنفسه يجعلانه على طول المدى هو المنتصر ظالما أو مظلوما، وهذا ما قد يكون سببا في كثير من حالات الطلاق يتسرع الرجل وبيده هدم الأسرة ولا يفكر في حالات عديدة أن يصبر إذا أخطأت زوجته أو يعتذر إذا أخطأ لأن الاعتذار في عرف بعض الرجال يعتبر في خانة المحرمات وبالتالي لا يستطيع مهما كان الثمن أن يعلن تنازله والحل هو أننا بحاجة ماسة إلى بناء أفكار وسمات إيجابية تدخل ضمن تنفيذ الدور الرجولي بصورة إيجابية تحافظ على بناء الأسرة بصورة غير قابلة للتهديد والهدم فالرجولة هي القوة مع الرحمة وكل مفهوم ينطوي تحت البناء وليس الهدم.
إنشرها