العالم

النظام السوري يدفع بمناصريه والجيش يقتل 3 متظاهرين.. ومحللون يؤكدون أن خطاب الأسد عمّق الأزمة

النظام السوري يدفع بمناصريه والجيش يقتل 3 متظاهرين.. ومحللون يؤكدون أن خطاب الأسد عمّق الأزمة

أظهر خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الذي ألقاه في جامعة دمشق أمس أن النظام في سوريا مستعد للقتال حتى النهاية من أجل بقائه، بدلا من التراجع امام معارضين لا يقلون تصميما عنه، على ما يرى محللون. ويقول استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت هلال خشان لوكالة فرانس برس "المعضلة بالنسبة الى الاسد هي انه يعلم تماما ان ما يريده المعارضون هو الحرية والتغيير، لكنه يعلم ايضا انه غير قادر على تلبية كل مطالبهم". ويضيف "انه لا يريد ان يتخلى عن السلطة، وهو سيقاتل حتى النهاية". وفي الخطاب الثالث منذ بدء الحركات الاحتجاجية، وعد الاسد باجراء اصلاحات من شانها ان تضع حدا لهيمنة حزب البعث الحاكم على مقاليد الحياة السياسية في البلاد، لكنه لم يتطرق الى اي اجراءات فورية. ولم يقنع خطاب الاسد معارضيه الذين خرجوا للتظاهر فور انتهاء خطابه الذي اعتبروه انه "لا يرقى الى مستوى الازمة" وداعين الى مواصلة "الثورة". ويرى خشان ان "الانظمة الاستبدادية غير قادرة بطبيعتها على اجراء اصلاحات، وهي لا تقبل التحدي". ويضيف "الرئيس الاسد يعرف ان التعددية الحزبية في سوريا تعني نهاية حكمه ونهاية حكم آل الاسد". من جهة اخرى، ترى فابريس بالانش الاستاذة في جامعة ليون 2 وصاحبة كتاب "المنطقة العلوية والسلطة السورية" ان الرئيس السوري "سيواصل سياسته الحالية" مضيفة "كما سيشتد قمع المتظاهرين، وستتشدد المعارضة". ومنذ اندلاع الحركات الاحتجاجية في سوريا، عمدت السلطات السورية الى ارسال قواتها المسلحة معززة بالمدرعات الى عدد من المدن السورية بغية اخماد الاحتجاجات فيها، متحدثة عن وجود "جماعات ارهابية تبث الفوضى" وعن "سلفيين" يتحركون على الارض. وجدد الاسد في خطابه الثالث حديثه عن "التخريب" و"المؤامرة" الخارجية ليفسر استمرار الحركات الاحتجاجية التي لم يسبق لها مثيل. ويشير المحلل السياسي اللبناني ورئيس تحرير صحيفة الانوار رفيق خوري الى كلام الرئيس السوري عن "مسلحين ومخربين ويتساءل ""كيف تجمع هؤلاء وتسلحوا في بلد مشهور بنظامه الامني القوي؟". ويرى المحللون ان الاسد سيتبع سياسية الانتظار. ويقول خشان "لن يقوم الاسد سوى باجراء اصلاحات تجميلية لن يكون لها اي اثر على اسس النظام" الذي يحكم سوريا منذ 40 عاما. وتقول بالانش ان الاسد وعد باجراء انتخابات تشريعية في اغسطس بهدف "استمالة جزء من المعارضة التي يعتبرها معتدلة، وتحديدا اشخاص يطمحون الى الحصول على مقعد في مجلس الشعب". وتضيف "لكن بشكل عام هو يقول للمعارضة +لا يهمني اي شيء، لن اغير سياستي، لن اتحرك من مكاني". وما زال النظام السوري قادرا على الاستفادة من غياب موقف دولي موحد حيال ما يجري في سوريا، رغم بعض التصريحات ذات اللهجة المرتفعة لا سيما من طرف فرنسا. وترى بالانش ان الغربيين "لن يتدخلوا عسكريا في سوريا، ولن يفرضوا عليها حصارا قد يؤدي الى نتائج عكسية، ولن يضغطوا على روسيا" التي هددت باللجوء الى حق النقض في مجلس الامن لابطال اي قرار حول سوريا. غير ان السياسة التي يتبعها النظام السوري قد تعود وتنقلب عليه على المدى الطويل. وتقول بالانش "عدد القتلى لا يهم النظام، لكن المشكلة الحقيقية هي انه لم يعد في سوريا مستثمرون والاقتصاد يعاني من الجمود، والطبقة البورجوازية (التي تساند النظام) ستبدا في اعادة حساباتها، والناس أصبحوا بلا عمل". وتضيف "خلال عام او اكثر، وبانتظار الانتخابات الرئاسية الاميركية (المقررة في العام 2012) سيصبح الوضع غير محمول بالنسبة لبشار الاسد". إلى ذلك قال نشطاء وسكان إن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص ثلاثة اشخاص اليوم في اشتباكات في مدينتين بين موالين للرئيس بشار الاسد والمحتجين الذين يطالبون باسقاطه. وجاء العنف عقب مظاهرات نظمتها السلطات في عدة مدن دعما للاسد. وقال نشطاء ان الثلاثة قتلوا برصاص قوات الجيش وقوات الامن عندما تدخلت الى جانب أنصار الاسد في مدينة حمص وبلدة الميادين في محافظة دير الزور قرب الحدود مع العراق. ومنعت سوريا أغلب وسائل الاعلام العالمية من العمل لديها مما يصعب التحقق من روايات النشطاء والمسؤولين. إلى ذلك سمع اطلاق عيارات نارية باسلحة خفيفة ودوي انفجارات الثلاثاء عند الجانب السوري من الحدود التركية السورية حيث يتواجد الاف النازحين السوريين الهاربين من القمع، كما افادت مراسلة لوكالة فرانس برس. ويبدو ان اطلاق النار مصدره قمة تلة تطل على الخط الفاصل بين البلدين على بعد نحو كيلومتر من المكان. واصيب سوريان مساء الاحد بالرصاص على بعد كيلومترات قليلة من الحدود، بحسب وكالة انباء الاناضول التركية. ونقل السوريان الى تركيا حيث اودعا المستشفى. ويتجمع آلاف السوريين على الحدود التركية قرب قرية غوفيتشي مترددين في عبور الحدود الى تركيا خشية عدم التمكن من العودة الى ديارهم. ويقول النازحون انهم تلقوا ضمانات من السلطات التركية انه بامكانهم عبور الحدود في حال شعروا بخطر داهم. واختار 10700 سوري في الاسابيع الاخيرة العبور الى تركيا حيث تم استقبالهم في خمسة مخيمات يديرها الهلال الاحمر التركي. ومنذ اندلاع حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري في 15 مارس، ارسلت السلطات السورية قوات ودبابات الى العديد من المدن لقمع الاحتجاجات وردت اعمال العنف الى "ارهابيين مسلحين يبثون الفوضى". وخلف قمع التظاهرات اكثر من 1300 قتيل بين المدنيين وادى الى توقيف اكثر من عشرة آلاف، بحسب منظمات غير حكومية سورية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم