العالم

تقرير.. أردوغان صاحب الشخصية الجذابة واحد من أقوى السياسيين في تاريخ تركيا

تقرير.. أردوغان صاحب الشخصية الجذابة واحد من أقوى السياسيين في تاريخ تركيا

يعد رجب طيب أردوغان "57 عاما" الذي انتخب أول أمس الأحد لولاية ثالثة على التوالي كرئيس للوزراء واحدا من أقوى السياسيين في تاريخ تركيا. وكان أردوغان بلا شك القوة الدافعة وراء نجاح حزب العدالة والتنمية المحافظ، الذي أسسه عام 2001 والذي حقق انتصارا ساحقا بعد أقل من عام في انتخابات 2002 . وقال أردوغان في كلمته بعد الفوز في الانتخابات أول أمس "نشعر بالإثارة لأن أمتنا منحتنا السلطة لولاية ثالثة بطريقة نادرة في تاريخ الديمقراطية لدينا وفي عصر الأحزاب المتعددة". وقادت حكومته تركيا في فترة مثيرة للإعجاب شهدت نموا اقتصاديا وارتفاعا في مستويات المعيشة في البلاد على مدى الأعوام التسعة الماضية- وهو تحول كبير بالنسبة لدولة كانت تعاني من الانكماش الاقتصادي في التسعينيات من القرن الماضي وأزمة اقتصادية في عام 2001 . وبالإضافة إلى ذلك، عملت حكومة حزب العدالة والتنمية على إجراء إصلاحات مكنت تركيا من التقدم بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي عام 2005، واتخذت خطوات لتحسين وضع الأقلية الكردية فضلا عن تقييد تدخل الجيش في السياسة. ولد أردوغان في حي كاسيمباسا باسطنبول الذي تقطنه الطبقة العاملة وكان لاعبا شبه محترف لكرة القدم ثم درس إدارة الأعمال وشق طريقه سريعا في عالم السياسة. وبينما يرى منتقدوه أن خلفيته الصعبة والمضطربة جعلته تواقا للهجوم على المعارضين، فإن أصول أردوغان المتواضعة ظلت جزءا كبيرا من جاذبيته كرجل من بين العامة. وكان معلم أردوغان السياسي في حزب الرفاه- الذي أغلقته المحاكم في وقت لاحق لمخالفته مبادئ العلمانية- هو نجم الدين أربكان، والذي يعتبر مؤسس السياسة الإسلامية في تركيا. أصبح أردوغان عمدة إسطنبول في عام 1994 وكان له الفضل في الحد من الفساد وتحسين الخدمات الاجتماعية والبنية التحتية في المدينة وهو ما اعترف به العلمانيون على مضض. وخلال توليه منصب عمدة إسطنبول، أدين بالتحريض على الكراهية الدينية لأنه قرأ قصيدة في تجمع انتخابي قال فيها إن "المساجد ثكناتنا..المآذن حرابنا". وأطلق سراحه بعد أن أمضى أربعة أشهر من حكم بالسجن لمدة 10 أشهر ومنع من العمل في السياسة لعدة سنوات، وهي تجربة استغلها كوسام شرف سياسي. وتعهد حزب العدالة والتنمية، الذي وصل إلى السلطة بفوز ساحق، بتغيير الوضع الذي كان سائدا واستحدث أفكارا غير تقليدية أدت إلى حدوث تغير سياسي واجتماعي غير مسبوق في تركيا خلال فترة ولايته الأولى والثانية. إلا أن بعض المراقبين يقولون إن حزب العدالة والتنمية تحول من حزب سياسي إصلاحي إلى حزب أصبح معنيا الآن بالتشبث بالسلطة وأشار النقاد إلى أن أردوغان أظهر نزعات استبدادية على نحو متزايد. ولم يخف أردوغان طموحه في أن يصبح رئيسا للبلاد بعد انتهاء فترة ولايته الثالثة والأخيرة كرئيس للوزراء عام 2015 . كما أثار حالة من القلق بعد ترويج فكرة أنه ينبغي أن تخضع الرئاسة، التي تعد حاليا منصبا شرفيا إلى حد كبير، لإعادة هيكلة لتصبح منصبا قويا وتنفيذيا. ومع ذلك فإن هذا التغيير، من المرجح ألا يحدث، حيث أن نسبة المقاعد التي كان حزب العدالة والتنمية يسيطر عليها في البرلمان قد تراجعت قليلا عن الـ330 مقعدا من أصل 550 وبذلك لن يتمكن الحزب من الانفراد بإعادة صياغة الدستور كما سيضطر إلى طرح الوثيقة في استفتاء شعبي. وحتى إذا لم تكن هناك طموحات لأردوغان بشأن تولي الرئاسة، فإن أسلوبه السياسي الذي يعتمد على التظاهر بالشجاعة من المرجح أن يستمر في إثارة الانقسام في تركيا. وقد أثارت زوجة أردوغان أمينة غضب المؤسسة العلمانية في تركيا بسبب ارتداءها الحجاب في مهام رسمية للدولة. وقد أنجب الزوجان ابنين وبنتين.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم