مكتب استخباراتي: صالح تعرض لمحاولة اغتيال «من داخل نظامه»
بينما تظاهر معارضون وموالون للرئيس اليمني علي عبد الله صالح في صنعاء الجمعة بعد أسبوع من إصابته بجروح أبعدته حاليا عن السلطة التي يمارسها منذ نحو 33 عاما، قال متخصصون استخباراتيون إن العمل الذي استهدف الرئيس صالح هو ''من داخل النظام''– على ما يبدو، مع ترجيح استخدام قنبلة متفجرة من داخل المسجد، وليس من خارجه.
وتظاهر عشرات الآلاف من المعارضين مطالبين بنظام ''جديد'' بعيدا عن صالح الذي لا يزال يخضع للعلاج في الرياض منذ السبت الماضي، كما تظاهر أنصار الرئيس اليمني تعبيرا عن ''الوفاء'' والدعم له.
وفي شارع الستين في صنعاء، سار عشرات الآلاف بقيادة ''شباب الثورة'' مرددين هتافات بينها ''الشعب يريد نظاما جديدا'' و''الشعب يريد مجلسا رئاسيا انتقاليا''.
وانطلقت المسيرة فور انتهاء صلاة الجمعة. وأدى زعيم تكتل قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر صلاة الجنازة أمام نعوش 41 من أنصاره المسلحين الذين لقوا مصرعهم خلال اشتباكات مع قوات الأمن حول مقره السكني الجمعة الماضي في حي الحصبة في شمال صنعاء. ولم يلق الشيخ الأحمر الذي فرض مرافقوه حوله طوقا أمنيا لمنع الاقتراب منه كلمة أمام المتظاهرين.
#2#
وعلى بعد كيلو مترات عدة، تجمع أنصار الرئيس اليمني في ميدان السبعين رافعين صوره ولافتات تؤكد الوفاء لشخصه.
ونقلت الصحف الصادرة أمس عن نائب وزير الإعلام عبدو جنادي قوله ''لا يمكن الحديث عن انتقال للسلطة قبل عودة الرئيس''، وذلك ردا على مطالب المعارضة.
في غضون ذلك، أكد مكتب ستراتفور للشؤون الاستخباراتية أن الانفجار الذي استهدف صالح في مسجد القصر الرئاسي كان محاولة اغتيال دبرها على الأرجح أشخاص من داخل نظامه. وتابع أن الانفجار سببه قنبلة وضعت في مسجد القصر الرئاسي وليس قصفا بقذيفة هاون أو صاروخ. وبنى الخبراء الأمريكيون استنتاجهم هذا بناء على تحليلهم لصور التقطت لمكان الانفجار من الداخل والخارج ووصلتهم الثلاثاء.
وقال سكوت ستيوارت نائب رئيس مكتب ستراتفور المكلف شؤون الاستخبارات التكتيكية ''بعدما نظرنا إلى هذه الصور عن كثب تمكنا من تحديد أن (الانفجار ناجم) بالفعل عن عبوة ناسفة، وليس عن ذخيرة عسكرية''. وتظهر الصور بشكل خاص أن حجارة المسجد دفعها عصف الانفجار إلى الخارج أكثر منها إلى الداخل، وكذلك الأمر بالنسبة إلى إطارات النوافذ.
وتمكن المكتب أيضا من تحديد فجوة صغيرة يحتمل أن تكون مكان العبوة الناسفة. واستنتج خبراء المكتب أن القنبلة زرعها أشخاص يلمون بتحركات الرئيس. وبحسب الخبراء، فإن طبيعة الحطام تدعو إلى الاعتقاد بأن الشحنة الناسفة كانت من الطراز العسكري، مرجحين أن تكون من نوع ''تي إن تي'' أو ''سيمتكس''. وخلص سيتورات إلى القول إن هذه المعطيات جميعا ''تشير إلى أنه كان على الأرجح عملا من الداخل''.
#3#
على الصعيد الأمني، أعلنت مصادر أمنية مقتل ثلاثة من أفراد عائلة أحد عناصر القاعدة خلال قصف جوي استهدف مقاتلين من التنظيم الجمعة في محافظة ابين الجنوبية. وقال مسؤول محلي رافضا الكشف عن اسمه إن ''والد ووالدة وشقيقة عنصر القاعدة نادر الشدادي قتلوا في القصف'' الجوي. وأضاف أن الحادث وقع قرب جعار إحدى بلدات محافظة أبين، حيث تتمتع القاعدة بوجود قوي. وسيطر مسلحو القاعدة في 29 أيار (مايو) الماضي على زنجبار، كبرى مدن محافظة أبين، ولا يزالون يصدون هجمات الجيش. وأوقعت المواجهات عشرات القتلى من الطرفين.
وفي واشنطن، أعلن ليون بانيتا أمام مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يدرس تثبيته وزيرا للدفاع بالرغم من عدم الاستقرار في اليمن، أن العمليات ضد القاعدة متواصلة. وقال المدير الحالي لوكالة الاستخبارات المركزية ''حتى إن كان الوضع مخيفا وغامضا فإننا نواصل فعلا عملياتنا'' ضد تنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب. وأضاف أمام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ ''نواصل العمل مع أعضاء من حكومتهم للتصدي لتنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب، وهم يواصلون التعاون معنا''.
من جهتها، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين أمريكيين فضلوا عدم الإفصاح عن هوياتهم أن وتيرة الغارات الجوية في اليمن التي تشنها بشكل أساسي طائرات أمريكية بدون طيار، تصاعدت خلال الأسابيع الماضية. وقد توقفت الغارات لمدة عام بسبب سوء نوعية المعلومات الاستخبارية الضرورية لتحديد أهداف معينة.
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مايكل مولن أكد في القاهرة الأربعاء أن الفوضى في اليمن تجعل تنظيم القاعدة ''أكثر خطورة''. إلى ذلك، قالت مصادر أمنية يمنية إن خمسة أشخاص بينهم ثلاثة جنود قتلوا الجمعة خلال هجوم نسبته السلطات المحلية إلى مسلحين جنوبيين في إحدى المحافظات الجنوبية.
وقالت المصادر إن ''ثلاثة جنود واثنين من المسلحين قتلوا خلال هجوم تلاه اشتباك قرب الحبيلين الواقعة في محافظة لحج الجنوبية''.
من جانبها، أكدت روسيا ضرورة تسوية الوضع في اليمن بالحوار، ووفقاً للدستور اليمني وليس بقرارات أممية، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي عقده الليلة الماضية في العاصمة النرويجية أوسلو نقلته وكالة الأنباء اليمنية أن التسوية في اليمن بين الأطراف المتنازعة يجب أن تتم على أساس عملية المصالحة الوطنية والوفاق بدلا من السعي إلى تبني قرارات جديدة.