Author

يا وزارة التعليم.. علموا شبابنا الانضباط وحب العمل!!

|
مخطئ من يظن أننا نستطيع تعليم شبابنا ''بنين وبنات'' الانضباط وحب العمل في المرحلة الجامعية وما بعدها.. ولعل اعتمادنا على هذا الظن هو أحد أسباب فشل مخرجات التعليم لسد حاجة سوق العمل.. ولذا أتوجه اليوم بمقترحات إلى سمو وزير التربية والتعليم، الذي يسعى إلى تطوير التعليم العام لضمان تخريج أجيال تدرك أهمية الانضباط في الحضور والانصراف، سواء في مراحل التعليم المختلفة أو أثناء ممارسة الأعمال الحكومية أو الخاصة.. وتدرك أيضاً أن حب العمل من أهم أسباب النجاح.. وتعليم هذه السلوكيات المهمة التي يفتقدها بعض شبابنا الباحثين عن الوظيفة اليوم لا يأتي بدروس نظرية أو محاضرات، وإنما بتطبيق عملي يومي يؤكد أن يوم الأربعاء هو أحد أيام الدراسة الأسبوعية، وأن السبت أيضاً لا يعتبر امتداداً للإجازة الأسبوعية.. أقول ذلك وقد لوحظ التساهل الكبير في حضور الطلاب للدراسة في اليومين المشار إليهما.. سواء في المدارس الحكومية أو الأهلية، وإذا أضفنا لذلك العطل الكثيرة بسبب المناسبات أو العوامل الجوية من مطر وغبار، فإن الصافي من أيام السنة الدراسية يبدو متواضعاً.. ولا يقبل المقارنة بأيام الدراسة في معظم دول العالم إن لم تكن جميعها.. ولا أريد أن أضرب مثلاً باليابان، كما تعودنا دائماً! ولعل ترسيخ أهمية الانضباط وحب العمل يجب أن يبدأ من المدرس القدوة الذي ينظر إليه الطالب دائماً.. فإن كان ''بالطبل ضارباً'' وأعني بذلك أن يأتي متأخراً وينصرف مبكراً، ويشغل معظم وقته بالهاتف بائعاً أو مشترياً.. أو مؤكداً مواعيد اللقاء مع الأصدقاء في الاستراحة فما حيلة الطلاب إلا التسيب وعدم الحضور في المواعيد المحددة. وللتأكيد على أهمية المدرس نتذكر ما كانت عليه الحال قبل ثلاثة عقود أو تزيد، حينما كان المدرس متفرغاً للتدريس بكل ما تعني الكلمة فلا أسهم ولا عقار.. ولا هاتف محمول في جيبه.. وإنما تحضير جيد للدروس تحت إشراف المفتشين والمراقبين في زياراتهم الدائمة، ولذا فإن خريج الابتدائية أو المتوسطة آنذاك يستطيع أن يكتب ويتحدث من دون أخطاء إملائية أو لغوية على عكس ما نجده اليوم حتى لدى بعض خريجي الجامعات.. وربما حملة الشهادات العليا. ولكي تكتمل جوانب الفكرة أعود لأوضح أن وزارة التربية والتعليم لديها الكثير من خطوات التطوير التي أعلم أنها تعمل على تنفيذها لكن ترتيب الأولويات يدعو إلى الاهتمام أولاً بالانضباط وزيادة النشاط المدرسي، خاصة الكشافة التي تعلم الشباب الخشونة ونكران الذات وخدمة الآخرين وحب العمل.. فلم نعد نسمع عن النشاط الكشفي والحفلات الأسبوعية المدرسية التي تعود الطلاب الخطابة والتمثيل. وأخيراً: أقترح على وزارة التربية والتعليم إدراج مادة مهنية ضمن المواد الاختيارية لتدريب طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية على بعض المهارات الفنية مثل إصلاح هواتفهم النقالة وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم أو تغيير زيوت سياراتهم وإصلاح أعطالها البسيطة، وستلقى هذه الفكرة إقبالاً كبيراً، ويمكن أن يتم تقديمها من قبل مدربي المؤسسة العامة للتعليم الفني والمهني، التي سترحب بنشر ثقافة العمل اليدوي بين الشباب في سن مبكرة وعلى أوسع نطاق.
إنشرها